رئيس «موتورولا» العالمية: سنوسع استثماراتنا في الشرق الأوسط عبر تقنية «واي ماكس»

غريغ براون كشف لـ الشرق الاوسط عن مفاوضات في السعودية للتعاقد على بناء شبكات وإدخال تقنيات جديدة

غريغ براون الرئيس التنفيذي المشارك في شركة «موتورولا» العالمية (تصوير: أحمد فتحي)
TT

كشف غريغ براون الرئيس التنفيذي المشارك، في شركة «موتورولا»، أن شركته تسعى إلى توسيع استثماراتها في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال الشراكات التي تعتزم الشركة تنفيذها، في ظل شراكتها لبناء شبكات الـ«واي ماكس» التي يزداد عليها الطلب في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار براون في حواره لـ«الشرق الأوسط» أثناء زيارته للعاصمة السعودية الرياض إلى أن «موتورولا» سجلت أداء جيدا خلال الفترة الماضية على الرغم من الفترة العصيبة التي يمر بها قطاع الهواتف الجوالة، وراهن في حواره على تقنيات الجيل الرابع في نجاح وحدة الهواتف الجوالة في الشركة، التي سجلت خسائر خلال الفترة الماضية، إضافة إلى الحديث عن قطاع الاتصالات بشكل عام من خلال الحوار.

* في البداية، هل لكم أن تطلعنا على أسباب زيارتكم للسعودية؟

ـ تعتبر السعودية سوقا مهمة جدا واستراتيجية بالنسبة لخطط شركة «موتورولا» المستقبلية، حيث وجدت «موتورولا» في المملكة طوال 35 عاما الماضية، ويتمثل وجودنا في المملكة من خلال عدد من المكاتب في كبرى مدن المملكة. وبنظرة مستقبلية، نجد أن هناك فرصة لعدد من التوجهات الواعدة الجديدة في قطاع الاتصالات مثل تنفيذ مشروعات الحزمة العريضة (برودباند)، وشبكات الألياف الضوئية للمنازل، وأجهزة الاتصالات الجوالة الجديدة، وأنظمة السلامة العامة الموسعة المستخدمة في المهمات الحرجة، ونشعر بأننا في موقف يؤهلنا للمشاركة في تنفيذ كثير من المشروعات في قطاع الاتصالات في السعودية. وسأقابل خلال هذه الزيارة عددا من عملائنا وشركائنا المحليين ومن القطاع الحكومي، ونسعى للعمل على توسيع آفاق الشراكة فيما بيننا جميعا.

* كيف ترون حجم أعمالكم في السعودية وحصتكم في سوقها؟ وما السبل التي يمكنكم اتباعها لتوسيع أعمال «موتورولا» في سوق المملكة؟

السعودية تعتبر من البيئات التي نرحب أن نكون منافسين فيها، خاصة مع فتح قطاع الاتصالات. وتتمتع الشركة بموقف قوي جدا في عدد من القطاعات الخاصة بصناعة الاتصالات. فموقفها قوي في مجال أنظمة السلامة العامة وفي عدد آخر من الأنظمة، ولدينا كثير من الشركاء الذين نود أن نعمل معهم للإسهام في تطوير أعمالهم للمستوى التالي. ونضرب مثالا على ذلك بالاستثمار في تقنيات الحزمة العريضة (البرودباند) سواء كانت تقنيات «واي ماكس» أو تقنيات «إل تي إي». كما أن «موتورولا» من الشركات الرائدة في تقنيات الفيديو المنزلي، فنحن أكبر شركة في العالم في مجال تقنيات «IPTV» تلفزيون الإنترنت، كما أننا في طليعة الشركات التي تنفذ مشروعات شبكات الألياف الضوئية.

ولذا، فإننا نسعى إلى أن نعزز مكانة الشركة في المملكة من خلال مكامن القوة التي تتمتع بها الشركة.

* تتوقعون أن يكون مستقبل صناعة الاتصالات في العالم، في أي المجالات؟

ـ الأخبار الجيدة هي أن قطاع الاتصالات سيواصل النمو وبقوة على مستوى العالم وفي جميع الاتجاهات. مثل التوسع في تقنيات اللاسلكي وتقنيات الانتقال والـ«برودباند» عالي السرعة والمحتويات الشخصية في المنزل، والقدرة على تحويل المحتويات إلى مواد يمكن استخدامها أثناء الانتقال على أجهزة متنوعة والانتقال بها داخل المنزل وخارجه وبأي شكل يفضله مستخدمو التقنية من خلال الشبكات أو غير ذلك. كما أننا نرى تواصل ازدياد أعداد المشتركين في الخدمات اللاسلكية الجوالة في العالم. وبغض النظر عن سنة 2009 التي تعتبر من السنوات الصعبة لقطاع الأجهزة الجوالة، فإن لدينا ما يدعو للتفاؤل بالاحتمالات القائمة العام المقبل 2010.

* ما أثر تداعيات الأزمة المالية العالمية الحالية على شركة «موتورولا» تحديدا؟ ـ الخبر الجيد هو أن كثيرا من دول العالم قد استجابت للتعامل مع الأزمة عن طريق خطط تحفيزية تتكلف مئات المليارات من الدولارات، وهو أمر جيد أدى إلى إيجاد حالة من الاستقرار في الأسواق، فبث الاستقرار في أسواق الولايات المتحدة بمئات الملايين من الدولارات سيؤدي إلى مزيد من الاستقرار في أسواق المال العالمية بشكل عام، ونتيجة لضخ الأموال في النظام المالي لتنفيذ مشروعات البنى التحتية وتطوير مشروعات التقنية الخاصة بقطاع الرعاية الصحية، والحوسبة الشبكية الذكية، وأنظمة السلامة العامة، فإننا نعتقد أن استقرار الأسواق الناتج عن ضخ الأموال في النظام المالي هو أمر إيجابي جدا.

ونلاحظ زيادة حالة الاستقرار في مزيد من اقتصاديات العالم. فالولايات المتحدة أصبحت أكثر ثباتا واستقرارا، والشرق الأوسط لا يزال قويا، والصين والبرازيل قويتان، ولذا فإننا نتوقع تحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي في 2010.

* ما التقنيات المستخدمة في إنشاء الشبكات، مثل شبكات «واي ماكس»؟ وهل هناك أي تقنيات يجري العمل على تطويرها في الوقت الحاضر؟

ـ بالنسبة لنا في «موتورولا» لدينا أكثر من 30 عقدا لتنفيذ شبكات «واي ماكس» في العالم. ولذا فنحن من أكبر شركات التقنية الحديثة في الوقت الحاضر. وفيما يتعلق بالـ«واي ماكس»، فهناك ما يسمى بتقنية «OFDM» وهي التي استخدمت لتطوير تقنية «إل تي أي». وقد حققنا نجاحا كبيرا في هذه تقنية في الصين أولا ثم في اليابان، ونجري في الوقت الحالي مباحثات لتجربة التقنيات الجديدة مع بعض شركائنا في المملكة.

* كيف تقيم المنافسة في قطاع الاتصالات بين الشركات الأميركية والآسيوية، خاصة الكورية؟ ـ صناعة الاتصالات من الصناعات الجذابة، وتتميز باتجاهات وأنماط تقنية يمكن وصفها بالإيجابية. فهي تجذب الكثير من المستثمرين للعمل في هذا القطاع، وهو في حد ذاته أمر جيد للعملاء. كما أنه ممتاز جدا ويسهم بفعالية في تسريع ابتكار التقنيات والمنتجات في هذا الجانب الحيوي.

وترى في الوقت الحالي مزيدا من المنافسة من قبل الصينيين والكوريين والأوروبيين.

نحن في «موتورولا» لا نرى في ذلك أمرا سيئا، بل على العكس، فهذا من العوامل التي تزيد من قوتنا، وتجعلنا محط الأنظار باعتبارنا من الشركات الرائدة في ابتكار المنتجات والتقنيات الجديدة وتنفيذها على أرض الواقع.

* ذكرتم سابقا أن إخفاق «موتورولا» في تقدير التوجهات القادمة نحو الهواتف الذكية وأجهزة الجيل الثالث كان له تأثير على أعمالكم في مجال البنية التحتية، وعلى أعمال الشركة بوجه عام، ما تعليقكم؟

ـ أولا أود الإشارة إلى أن «موتورولا» أقوى بكثير مما كانت عليه قبل سنة أو سنة ونصف السنة من الآن، ولذلك، ومن دون أن يقتصر هذا التعليق على الربع الماضي فقط فإن نتائج الشركة في الربع الثاني تدل على أن الشركة عادت لتحقيق الربحية، وإلى تحقيق تدفق نقدي إيجابي، وهو أمر في غاية الأهمية ويدل على استقرار وثبات المؤسسة. فيما يتعلق بالشق الأول من السؤال المتعلق بالهواتف الذكية، فإن ما كان يعوق «موتورولا» عن التحرك في مجال الهواتف الذكية بشكل رئيسي هو ما يتعلق بالبرمجيات. إذ إنه لم يحالفنا الحظ في تطوير البرمجيات الخاصة بتشغيل هذا النوع من الأجهزة. ولكن ومع تعيين سانجاي جا قبل 14 شهر في وظيفة رئيس تنفيذي مشارك للشركة، قام سانجاي بإعادة إدارة العمل لتطوير برنامج نظام التشغيل اللازم. والبرنامج الموجود لدينا الآن هو أفضل بكثير من النسخة الأولى، وهذا مهم جدا مما يمكننا من العودة لميدان الهواتف الذكية مرة أخرى. من جهة أخرى، كان من المثير أن نرى أنه ونتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية نتجت أوضاع مؤلمة لكثير من الشركات، مما دفع بعض شركات الاتصالات نحو التوقف على العمل في مجال البنية التحتية، غير أن «موتورولا» هي من أكبر الشركات التي واصلت العمل في هذا المجال وسعت إلى توسيعه وتطويره، فنحن رواد تقنيات الجيل الثاني والجيل الثالث. ونحن كذلك في المملكة، ولذلك فقبل أن يتطلع العملاء (عملاء «موتورولا» من شركات الاتصالات) لتقنيات متطورة مثل تقنيات الجيل الرابع فإنهم يعملون على توسيع شبكاتهم الحالية وفي هذا ميزة جيدة بالنسبة لـ«موتورولا»، وقد شهدنا تحسنا كبيرا في بعض أعمال البنية التحتية للشبكات، وسنرى أن تحسن الاقتصاد بوجه عام سيدفع نحو تحسن جوانب كثيرة من أعمالنا.

* ذكرتم سابقا أن من الضروري التركيز على الأسواق النامية أو الناشئة، فهل وجدتم فرصا جيدة وناجحة للاستثمار؟

ـ نعم، لقد وجدنا ذلك وحققنا نجاحا ملحوظا في الأسواق الناشئة، خاصة في مجال «واي ماكس» الذي سجل انتشارا واسعا في تلك الأسواق. وتأتي أهمية شبكات «واي ماكس» بالنظر إلى أن كثيرا من الدول النامية تعاني من نقص أو قدم البنى التحتية فيها، ولذا فإن تلك الدول تتطلع لاستخدام تقنيات الاتصالات الحديثة لتجاوز مشكلة تأسيس بنية تحتية حديثة أو الاعتماد على بنية قديمة، ووجدت في تقنية «واي ماكس» بديلا مناسبا وسريعا.

نحن نرى أن تنفيذ مشروعات في قطاع الاتصالات الخاص بالسلامة العامة في كل العالم سواء في الدول النامية أو المتقدمة سيؤدي إلى ازدياد استخدامها على نطاق العالم، وسيؤدي إلى ارتفاع مستوى الأمن، مما سيدفع بمزيد من الاستقرار والنمو الاقتصادي، وفي الدول النامية إلى جذب الاستثمارات المختلفة، وكل تلك الأمور مترابطة.

* حين تم تعيينكم في وظيفة الرئيس التنفيذي للشركة قلتم إن وظيفة الرئيس التنفيذي أفضل وأسوأ وظيفة في آن واحد، ما تعليقكم؟

ـ لا زلت أعتقد أن الإيجابيات تفوق السلبيات بكثير في هذه الوظيفة. فالفرصة لخدمة الشركة والموظفين وإدارة الاستراتيجية والاستثمارات حتى تتمكن الشركة من النمو هي مسؤولية كبيرة جدا آخذها أنا وزميلي سانجاي بكل جدية بصفتنا رؤساء تنفيذيين مشاركين للشركة. وفي اعتقادي أننا قد تجاوزنا الآن الفترة العصيبة التي مرت بالشركة قبل سنة ونصف السنة، ولكن ذلك لا يعني أنه ليس أمامنا الكثير من العمل، غير أني متشوق للعمل على الاستفادة من الفرص والإمكانيات المتاحة أمامنا، وأشعر بالتفاؤل حيال ذلك.

* كثر النقد في الآونة الأخيرة لـ««موتورولا»» من قبل النقاد والمحليين، فهل أنتم راضون عن أداء الشركة؟

ـ من جانبنا نحن نحرز تقدما جيدا، غير أنه لا يمكن القول إننا راضون أبدا. فلدينا كثير مما يجب علينا القيام به. فتعزيز موقف الشركة في مجال البرودباند، والعمل على استقرار قطاع الأجهزة النقالة، وإعادته لتحقيق الأرباح، مهمات يجب إنجازها، فنحن شركة لديها مجموعة كبيرة من المنتجات في هذا القطاع، ويمكننا أن نحقق أفضل من ذلك. لذا لا أقول إني راض تماما، غير أن ما حققناه السنة الماضية كان كبيرا جدا.

* هل هناك ما تودون إضافته؟ ـ ببساطة أود القول بأن الشرق الأوسط والمملكة العربية السعودية هي مناطق تتصف بأهمية استراتيجية بالنسبة لـ«موتورولا». وبالنسبة للمملكة، فالشركة موجودة فيها منذ ما يقارب 40 عاما ولديها مئات الموظفين العاملين فيها، وقد استثمرنا الكثير هنا، ولا زلنا نخطط لاستثمارات أكبر، فنحن ندرس في الوقت الحالي إقامة مركز للتدريب على أعمال الصيانة والإصلاح، وذلك لأننا نعتقد أن التقدم التقني يدفع بعجلة التنمية الاقتصادية. ونحن جادون في ذلك الشأن ومسرورون لوجودنا في الشركة.