أسواق الخليج ترتقي بأدواتها ومراكزها المالية لتكون اقتصادات ناشئة

رئيس «غريسون» لـ «الشرق الأوسط»: صرامة قوانين السوق السعودي حمته من أضرار الأزمة

دافيد غريسون
TT

وسط محاولات من حكومات العالم النهوض بالاقتصاد العالمي من أسوأ الأزمات الاقتصادية في عقود، وبرؤية التعافي على مدى الأبصار، تتحرك الشركات المالية نحو استثمارات في أسواق الاقتصادات الناشئة، ودول لم تغزها الاستثمارات الأجنبية من قبل. وجاء ذلك خلال مؤتمر «الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» الذي تنظمه المجموعة المالية «هيرميس» بالتعاون مع شركة «Auerbach Grayson» (أويرباخ غريسون)، على مدار يومين في حي مانهاتن بمدينة نيويورك الأميركية، وهي واحدة من الشركات العالمية الرائدة في مجال السمسرة في الأوراق المالية وتخدم احتياجات المؤسسات الاستثمارية الأميركية الضخمة. وهو أكبر حدث من نوعه تستضيفه الولايات المتحدة الأميركية، يهدف إلى البحث وتحديد الفرص الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وجاءت سلسلة من المؤتمرات انعقدت لتلتقي كبريات الشركات المدرجة في بورصات العالم العربي والمؤسسات الاستثمارية الرائدة مع عدد من الشركات الاستثمارية الأميركية، وكبريات المؤسسات الاستثمارية في أميركا الشمالية وأوروبا، ترعاها المجموعة المالية «هيرميس» مع «أويرباخ غريسون» للأوراق المالية. وأشار دافيد غريسون الرئيس التنفيذي لشركة «أويرباخ غريسون للأوراق المالية» لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الاستثمارات الأميركية والمستثمرين يتوجهون إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى، متوقعا أن يزداد الانخفاض في قيمة الدولار وارتفاع نسب التضخم في الولايات المتحدة. وأكد أيضا أن اختراق السوق السعودي كان من أصعب الخطوات التي اجتازتها شركته للوصول إلى أكبر اقتصادات المنطقة، موضحا أن القوانين الصارمة التي تفرضها أسواق المال على الاستثمارات الأجنبية في المملكة ربما حصنت الاقتصاد السعودي بشكل جيد خلال الأزمة المالية في عمقها، مقارنة بأسواق كثيرة، كسوق دبي للأوراق المالية على سبيل المثال. وقال: «أعتقد أن كلا من أسواق السعودية وأبوظبي ودبي، هي المثال الحقيقي لاقتصادات ناشئة.. لديهم الأدوات الكافية التي تستلزم الوصول إلى السوق العالمي، والتمثيل كاقتصادات حقيقية». وأضاف غريسون أن من أحدث الاستثمارات التي دخلتها شركته هو السوق العراقي، الذي بدأ التحرك نحو النمو بشكل جيد في الفترة الأخيرة مدعوما بالاستقرار الأمني في البلاد. وكدفعة تحفيزية لاكتشاف هذا السوق، أفاد أنه سيتم التركيز على الاستثمار في المواد الغذائية والإنشاءات نظرا لأن أكثر من 90 في المائة من المواد الغذائية يتم استيرادها من الخارج. وأفاد غريسون أن هناك أكثر من 50 مستثمرا أميركيا من شركته يستهدفون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعدما كان سوق غرب أوروبا هو السوق الأساسي المستهدف في الشركة. وتجدر الإشارة إلى أن 23 شركة من 7 دول عربية شاركت في المؤتمر، بالإضافة 50 مستثمرا أميركيا، تحت عنوان «مانهاتن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» على مدار 300 مقابلة استثمارية.

من ناحية أخرى، صرح شريف كرارة، العضو المنتدب للمجموعة المالية «هيرميس» للسمسرة في الأوراق المالية، قائلا: «لا تزال أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقدم بعضا من أهم الفرص الاستثمارية في الأسواق الناشئة، ولكن لتحديدها يتعين على المستثمرين التزود بالمعلومات والبيانات الفعلية، والتعامل فقط مع شركات السمسرة التي تتمتع بهذه البيانات والمعرفة بالأسواق المحلية، إلى جانب الخبرات العالمية في مرحلة التنفيذ». وأضاف كرارة: «تلتفت المؤسسات الاستثمارية إلى المجموعة المالية (هيرميس) لتلبية احتياجاتها من التداولات الإقليمية في ظل نجاحها المتواصل في إضافة وتعظيم القيمة لعملائها، كما أنها الشركة الوحيدة التي تتمتع بالقدر الكافي من العلاقات والانتشار لتجمع أربعا وعشرين شركة مدرجة في مدينة نيويورك الأميركية». ويشير هذا التعاون بين اثنتين من الشركات الرائدة في السوق إلى القدرة على جمع المستثمرين المحترفين ومصادر رؤوس الأموال التي تحتاجها استثماراتهم.

تجدر الإشارة إلى أن قيمة التداول بالمجموعة المالية «هيرميس» للسمسرة في الأوراق المالية تتعدى 400 مليون دولار يوميا من خلال العمليات في خمسة أسواق مباشرة وستة أسواق غير مباشرة في أنحاء العالم العربي. وتحدث سامح سويرس الرئيس التنفيذي لـ«أوراسكوم» للإنشاء لـ«الشرق الأوسط» موضحا أن مؤتمر نيويورك، فرصة للمستثمرين لرؤية الشركات التي استطاعت الخروج من الأزمة المالية بأضرار أو من دون، وقدرتها على الاستثمار مرة أخرى..

وأشار إلى آخر الاستثمارات التي بدأتها شركته في مدينة كورنوول الإنجليزية بمساحة 7 ملايين متر مربع، لإنشاء ميناء يلعب دورا لتحويل المواد الخام للبناء مع شركة «إميريس» البريطانية، بحصولها على 25 في المائة من المشروع. وتطرق أيضا للاستثمارات في بغداد، لإنشاء مدن سكنية، ثم تطرق إلى مشروعات الشركة في سويسرا، وهي استخراج رخصة بناء فعلي، وهو السوق المدرجة فيه «أوراسكوم» للإنشاء. وأفاد بأن الإدراج الثاني للشركة سيكون في مصر. وأضاف كرارة قائلا: «يعد مثل هذا التواصل المباشر مع الإدارات التنفيذية في الشركات العربية من الأمور الأساسية التي يهتم بها المستثمرون في الخارج لدعمها القرار الاستثماري في أسواق الأسهم في العالم العربي. كما أن هذه المؤتمرات تعد فرصة لا مثيل لها بالنسبة للشركات الإقليمية الرائدة لدعم العلاقات مع مديري الصناديق الاستثمارية، والعمل على تحديد وخلق الفرص الاستثمارية الواعدة في الصناعات والأسواق الإقليمية بشكل مباشر». وتابع قائلا: «ولقد جاء الأداء القوي لسوق الأسهم المصري، الذي يعد من أفضل الأسواق أداء في الشرق الأوسط، بمثابة تأكيد على أهمية السوق المصري وقدرة الاقتصاد المصري على تخطى الأزمة العالمية بشكل جيد. ولذلك فقد حرصنا على جمع بعض من أهم الشركات المدرجة في البورصة المصرية مع مديري الصناديق الاستثمارية التي لديها حجم أعمال كبير في المنطقة». وأوضح كثير من المستثمرين الأميركيين اهتمامهم بالاستثمار في الأسواق الخليجية والأفريقية، خاصة السوق السعودي وسوق دبي من الأسواق الخليجية، بينما أشار كثيرون إلى اهتمامهم بالسوق المصري.