المغرب ضيف شرف المعرض الدولي للخضر والفواكه في لندن

يشارك لأول مرة بـ11 عارضا.. ويروم إحداث مناخ إيجابي لتحسين المبادلات الفلاحية مع بريطانيا

الأميرة للا جمالة، سفيرة المغرب لدى بريطانيا لدى افتتاحها جناح المغرب في المعرض الدولي للخضر والفواكه في لندن، وبدا إلى جانبها، عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي («الشرق الأوسط»)
TT

تميزت مشاركة المغرب في المعرض الدولي للخضر والفواكه 2009، الذي أنهى أمس فعالياته في لندن، بحضور لافت، باعتباره ضيف شرف المعرض، الذي دامت فعالياته يومين.

وشكلت المشاركة المغربية الأولى في هذا المعرض (11 عارضا)، فرصة للمصدرين المغاربة من أجل إقامة علاقات أعمال مع الزبائن البريطانيين، وإحداث مناخ إيجابي لتحسين المبادلات التجارية في المجال الفلاحي بين المغرب وبريطانيا.

يذكر أن الدورة السابقة للمعرض احتضنت مشاركة حوالي ثمانين عارضا من 20 بلدا واستقطبت أزيد من 7200 زائر، فيما راهن منظموه هذه السنة على جلب حوالي 10 آلاف زائر.

وتقدر قيمة سوق الخضر والفواكه في بريطانيا بـ 7.6 مليار جنيه استرليني، حيث يشهد قطاع الفواكه الطرية، الذي يمثل 38.1 في المائة من السوق الإجمالي، تطورا مستمرا. بيد أن بريطانيا رغم قوة قطاعها الفلاحي فإنها تستورد حوالي 90 في المائة من الفواكه، و70 في المائة من بعض الخضر.

ويتوفر المغرب، من خلال جودة وتنوع منتوجاته الفلاحية، على فرص مهمة لتطوير صادرات ثرواته الطبيعة نحو بريطانيا.

وبلغت قيمة الصادرات المغربية إلى بريطانيا 5 ملايين و220 ألفا و652 درهما (725 ألف دولار) خلال 2008، أي بنسبة 3 في المائة من القيمة الإجمالية للصادرات، مما يجعل بريطانيا تحتل الصف السابع من ترتيب زبناء المغرب.

وفي غضون ذلك، أعرب المغرب، على لسان عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، عن عزمه الراسخ على تعزيز حضوره في السوق الدولية للخضر والفواكه، بالاستفادة من قدراته الهائلة في هذا القطاع الواعد.

وأبرز أخنوش، في كلمة ألقاها خلال منتدى نظم على هامش المعرض، الدينامية التي يشهدها القطاع الفلاحي المغربي، مشيرا إلى أن اقتصاد المغرب يعتبر صاعدا ومتينا، ويقع في منطقة ذات قدرات نمو قوية.

واستعرض أخنوش الخطوط العريضة للاقتصاد المغربي، وسجل أن بلاده تحظى بنمو اقتصادي مدعم ومتنوع، مع تزايد الناتج الداخلي الخام للفرد الواحد.

وأوضح أخنوش أن دينامية النمو التي يشهدها المغرب تهم بشكل متزايد الطلب الداخلي مدعوما بالاستثمار وبقطاع مصرفي جد دينامي. كما أبرز الأجندة المنسجمة للإصلاحات التي شرعت فيها الحكومة المغربية، والتي تروم، على الخصوص، تحديث قطاعات النشاط الاقتصادي، من خلال خطط محددة مثل «مخطط المغرب الأخضر» و«مخطط إقلاع» و«المخطط الأزرق».

وأشار أخنوش إلى أن القطاع الفلاحي في المغرب يوجد حاليا في ملتقى طرق، وفي ظل مناخ تطبعه تحولات عميقة، مبرزا الأهمية التي يشغلها القطاع الفلاحي في النسيج الاقتصادي المغربي، باعتباره يمثل حوالي 19 في المائة من الناتج الداخلي الخام الوطني.

وتطرق وزير الفلاحة والصيد المغربي إلى «مخطط المغرب الأخضر»، الذي يجسد قناعة واضحة بأهمية الفلاحة كمحرك رئيسي للتنمية ومكافحة الفقر. وقال إنه يقوم على دعامتين أساسيتين، تتعلقان بالقيمة المضافة العالية للقطاع، والاستثمار الاجتماعي لمكافحة الفقر الفلاحي.

إلى ذلك، أكد أخنوش أن المغرب يواصل سياسة الشراكة التي تضمن الربح للجميع مع فاعلين معروفين، مشيدا بالدينامية التي تشهدها المبادلات الاقتصادية بين المغرب والمملكة المتحدة. وأضاف أن هذه الدينامية يتعين تعزيزها، لافتا إلى أن حجمها يظل دون انتظارات البلدين الشريكين. وقال أخنوش إن بريطانيا تمثل سوقا «جد هام» يوفر فرصا كبيرة للمنتوجات المغربية، واستحضر أيضا الفرص التي يتيحها القطاع الفلاحي المغربي للمستثمرين البريطانيين. ومن جهتها، أبرزت سفيرة المغرب لدى بريطانيا الأميرة للا جمالة العلوي أن معرض لندن «يتيح فرصة مثلى» للفاعلين الاقتصاديين المغاربة لربط الصلات المباشرة بنظرائهم البريطانيين. وقالت السفيرة للا جمالة، في كلمة ألقتها بالمناسبة، إن المشاركة المغربية من مستوى عال تشهد على «الإرادة القوية للمغرب لتعزيز علاقاته الاقتصادية والتجارية مع بريطانيا».

وأبرزت السفيرة المغربية أن القطاع الفلاحي يظل أهم الدعائم التي يقوم عليها اقتصاد البلاد، مسجلة أن مخطط المغرب الأخضر يجسد تحديثا عميقا، وإصلاحا لمجمل القطاع الفلاحي في المغرب. وأشادت السفيرة المغربية بالتطور الدائم، الذي تشهده العلاقات بين المغرب وبريطانيا خلال السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن الشراكة المغربية ـ البريطانية، التي تقوم على دعامات متينة، تتوفر على كافة مؤهلات النمو لدى الجانبين. وتضاعفت المبادلات التجارية بين البلدين خلال السنوات العشر الأخيرة ثلاث مرات، متجاوزة مليار جنيه استرليني سنة 2008. إلى ذلك، تمحورت استراتيجية المشاركة المغربية في المعرض، الذي أقيم بمركز العرض «إكسيل» (شرق لندن)، حول ثلاثة أبعاد تتمثل في منتوج مبتكر ومنتوج تقليدي وآخر أصيل.

وقال سعد بنعبد الله، مدير عام «مغرب تصدير» إن شركات مغربية رائدة في مجال الخضر والفواكه تشارك في هذا المعرض، وأن الهدف من هذه المشاركة هو إبراز تنوع العروض المغربية.

وقال بنعبد الله، في تصريحات صحافية، إنه لضمان حضور أفضل للمنتوج المغربي في السوق البريطانية، يسعى «مغرب تصدير» بتعاون وثيق مع سفارة المغرب بلندن، لتنفيذ برنامج متناسق وهادف.