«إعمار» تفاجئ القطاع العقاري وتحقق أرباحا بلغت 178 مليون دولار للربع الثالث

أرباحها فاقت توقعات المحللين.. والشركة تنتقل من الخسائر للأرباح

TT

أعلنت شركة «إعمار العقارية»، أكبر الشركات العقارية في الشرق الأوسط ومقرها دبي، أمس، عن عودتها إلى مسار تحقيق الأرباح خلال الربع الثالث من العام الحالي، بعد تجاوز نتائجها المالية توقعات معظم المحللين، وهو ما اعتبر مؤشرا إيجابيا لتعافي القطاع العقاري في دبي من الضرر الكبير، الذي أصابه بعد الأزمة المالية العالمية.

وسجلت الشركة، التي تبني أعلى برج في العالم، صافي أرباح خلال هذه الفترة بلغ 655 مليون درهم إماراتي (178.3 مليون دولار) أو 11 فلسا للسهم الواحد، بالمقارنة مع الخسائر الصافية التي تكبدتها العام الفائت وبلغت 417 مليون درهم أو 7 فلوس للسهم الواحد، بحسب بيان للشركة أرسل لـ«الشرق الأوسط».

وكانت «المجموعة المالية ـ هيرميس» توقعت أن تحقق «إعمار» أرباحا صافية بقيمة 181.2 مليون درهم خلال الربع الثالث، في حين توقعت «شعاع كابيتال» تحقيق أرباح بقيمة 425.6 مليون درهم، إلا أن نتائج الشركة سجلت أرباحا فاقت توقعات معظم المحللين والشركات المالية.

وقالت «إعمار» إنها حققت عائدات قدرها 5.4 مليار درهم إماراتي (1.4 مليار دولار أميركي) خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2009، مدفوعة باستراتيجية الشركة القائمة على تعزيز مبادرات خدمة العملاء وتقديم التسهيلات على عمليات الشراء، مع الالتزام بتسليم المشاريع في المواعيد المحددة. وبلغت الأرباح التشغيلية الصافية التي حققتها «إعمار» خلال هذه الفترة 1401 مليون درهم إماراتي (381 مليون دولار أميركي). وحققت «إعمار» خلال الربع الثالث من عام 2009 (يوليو إلى سبتمبر) عائدات بلغت 1.9 مليار درهم مقارنة بعائدات الربع الثاني التي بلغت 1.9 مليار درهم. وسجلت الشركة خلال الربع الثالث أرباحا تشغيلية صافية قدرها 655 مليون درهم إماراتي (178 مليون دولار أميركي)، بنسبة زيادة قدرها 48 في المائة عن مستوى الأرباح التشغيلية الصافية المسجلة في الربع الثاني من عام 2009 والبالغة 442 مليون درهم إماراتي (120 مليون دولار أميركي). كما ارتفعت الأرباح التشغيلية الصافية للربع الثالث بنسبة 35 في المائة بالمقارنة مع أرباح الفترة نفسها في عام 2008 والبالغة 428 مليون درهم إماراتي (711 مليون دولار أميركي).

وكانت «إعمار» قد قامت في أبريل (نيسان) الماضي، إلى تغيير أساليب المحاسبة لديها واعتمدت أسلوب العقود المنجزة، أي أن الشركة تحقق أرباحا عند تسليم الوحدات المكتملة فحسب.

ويذكر أن صافي أرباح «إعمار» قد بلغ خلال الربع الثالث من عام 2008 نحو 1.51 مليار درهم قبل اعتماد الأسلوب الجديد، إشارة إلى أنها تكبدت خسائر خلال الربع الثاني من العام الحالي بقيمة 1.29 مليار درهم بعدما قامت بخفض القيمة الدفترية الكاملة أو ما يساوي 1.72 مليار درهم لوحدة الإسكان الأميركية التابعة لها التي تعرف باسم «جاي ال هومز».

وكسائر شركات التطوير العقاري في الإمارات، تلقت «إعمار» ضربة جراء التراجع العقاري الإقليمي الناجم عن الأزمة المالية العالمية الأكبر حجما. هذا وقد انخفضت أسعار المنازل في دبي بنسبة 50 في المائة بعدما بلغت ذروتها.

لكن رئيس مجلس إدارة الشركة محمد العبار، الذي يشرف على لجنة تعنى بتقييم تداعيات الأزمة الائتمانية العالمية التي تلقي بثقلها على دبي، قد أعلن أن «هناك اليوم مؤشرات واضحة لتعافي أسعار العقارات ولا سيما في المناطق الراقية».

ويقول العبار، «تستمر الإمارة في تحقيق معدلات نمو ستساهم بدورها في حفز نمو القطاع العقاري، على الرغم من آثار الأزمة المالية التي يشهدها العالم». وعزت الشركة الزيادة في الربحية خلال الربع الثالث لارتفاع هامش أرباح منازل تاون هومز «ألما» ضمن مشروع «المرابع العربية» التي تم تسليمها خلال الفترة، وقبل موعدها المحدد بفترة طويلة، مما يعكس مدى التزام «إعمار» بتسليم مشاريعها.

وأشار محمد العبار، رئيس مجلس إدارة «إعمار العقارية»، إلى أن الشركة ركزت جهودها خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي على إنهاء المشاريع التي تم الإعلان عنها وتعزيز العلاقات مع العملاء، وقال» تعاونت «إعمار» بنجاح مع المقاولين والموردين للانتهاء من تنفيذ المشاريع وفق الجدول الزمني المحدد، كما أطلقت تسهيلات ومبادرات جديدة لخدمة العملاء، ساهمت في تعزيز ثقة المستثمرين». وتابع العبار «هناك اليوم مؤشرات واضحة لتعافي أسعار العقارات ولا سيما في المناطق الراقية مثل «وسط برج دبي»، أهم المشاريع التي تعمل «إعمار» على تطويرها، الذي أصبح الوجهة الرئيسية للحياة العصرية في إمارة دبي. كما ساهم النموذج التطويري الذي أرسته «إعمار» في إطلاق مجمعات سكنية متكاملة بدور هام في تحفيز النمو الاقتصادي الكبير الذي تشهده الإمارة». وتقول «إعمار» إنها تستعد لدخول مرحلة جديدة في خططها التنموية خلال الربع الأخير من العام الحالي، مع قرب افتتاح «برج دبي»، أطول ناطحة سحاب في العالم. ويضم المشروع العملاق المتعدد الأغراض وحدات سكنية ومكاتب فاخرة، إضافة إلى «فندق أرماني دبي» و«أرماني للشقق الفندقية»، أول مشاريع «أرماني» في قطاع الضيافة؛ و«قمة البرج»، شرفة المراقبة المفتوحة للعموم التي ستكون الأعلى من نوعها في العالم. كما انتهت «إعمار» من أعمال الإكساءات الخارجية للبرج، ويستمر العمل على تنفيذ الديكورات والتشطيبات الداخلية في المشروع. وقد أقفل سهم «إعمار» أمس على ارتفاع بنسبة 0.2 في المائة إلى 4.61 درهم.