الأسهم السعودية تدخل مرحلة جديدة من ترتيب المراكز الاستثمارية

هيئة السوق المالية تبدأ استطلاعا حول نجاح حملاتها التوعوية

السوق مؤهلة لعمليات تصحيح بعد تراجع مؤشر قيم التداول («الشرق الأوسط»)
TT

بعد انتهاء المرحلة الثالثة من النتائج المالية لسوق الأسهم السعودية الأسبوع المنصرم، يتوقع أن تدخل الأسهم السعودية مرحلة جديدة من ترتيب المراكز الاستثمارية، بعد أن أخذ المستثمرون الوقت الكافي خلال اليومين الماضيين للتعرف على الشركات ذات الطابع الاستثماري الجيد.

وفي مثل هذا التوقيت الزمني، تبدأ بعض التقلبات السعرية بين القطاعات وبين الأسهم داخل القطاعات، لا سيما أن هناك أسهما داخل قطاعات تستحق الاستثمار في وقت لا تزال فيه أسهم أخرى بأوضاع فنية غير جيدة في الوقت الراهن، الأمر الذي قد يدخل المتعاملين في دوامة مثل هذه التنقلات التي تقل فيها عملية السيولة.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» هشام القوحي، عضو الاتحاد الدولي للمحللين الفنيين، أن السوق مؤهلة لعمليات تصحيح بعد تراجع مؤشر قيم التداول في آخر تعاملاته الأسبوعية والمتزامنة مع الارتفاعات التي شهدتها السوق من دون جني أرباح.

وأضاف المحلل الفني أنه من المتوقع أن يتوجه السوق في الفترة القادمة لاختبار مناطق 6406 ثم 6320 نقطة، وإن كانت المؤشرات تميل وبشكل أكبر إلى أهمية التراجع لمستويات الـ6170 نقطة لإعطاء قوة أكبر في عملية الصعود بدلا من الصعود المتتالي الذي ينتهي غالبا بجني أرباح قوية نوعا ما.

ومن جهة أخرى يشهد هذا الأسبوع الكثير من الأحداث الخاصة بالشركات المدرجة بالسوق السعودية والتي تبدأ من يوم الاثنين، حيث تنتهي فترة الترشيح لعضوية مجلس إدارة بنك الجزيرة للدورة الجديدة من الأول من يناير (كانون الثاني) من عام 2010 حتى نهاية عام 2012.

وفي يوم الأربعاء 28 أكتوبر (تشرين الأول) تنتهي أحقية الأرباح الموزعة من جانب شركة الاتصالات السعودية عن الربع الثالث من العام المالي 2009، وذلك بواقع 0.75 هللة عن كل سهم، بما نسبته 7.5 في المائة من القيمة الاسمية للسهم.

فيما تعقد الجمعية العامة العادية للشركة السعودية للتنمية الصناعية «صدق» اجتماعها الثاني، وذلك بعد عدم اكتمال النصاب القانوني للاجتماع الأول الذي كان مقررا يوم 14 أكتوبر الماضي، والذي سيتم فيه انتخابات أعضاء مجلس الإدارة للدورة السادسة ومدتها ثلاث سنوات.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» قال علي الزهراني، عضو الاتحاد الدولي للمحللين الفنيين، إنه من المحتمل دخول سوق الأسهم السعودية في دورة زمنية جديدة وبداية لعلميات تصحيح، وذلك بعد انتهاء إعلانات النتائج المالية للربع الثالث من العام الحالي.

وأشار الزهراني إلى أن كسر مستويات 6350 نقطة سيؤكد دخول مرحلة التصحيح إلى 6140 نقطة، مبينا أن هذا المستوى هو الأهم للمحافظة على أداء المؤشر الإيجابي وتكوين نقطة ارتكاز لموجة تصاعدية جديدة مدعومة بتحسن أسعار النفط وأيضا الأسواق العالمية. وأفاد المحلل الفني بأن تقارب القمم على الفواصل القصيرة يعطي إشارة فنية أخرى على المرحلة السلبية التي ستعيشها السوق في الأيام القادمة والمتزامنة مع التباعد السلبي بين حركة المؤشر وحركة مؤشرات الزخم ومؤشرات التذبذب، ولكن مؤشرات الاتجاه ما زالت تشير إلى الإيجابية، ولم تظهر إشارة تأكيدية لعكس الاتجاه.

من ناحيتها، تقوم هيئة السوق المالية باستطلاع آراء المستثمرين في السوق المالية السعودية تجاه دورها التوعوي، ودرجة وصولها إليهم، وذلك من خلال استمارة إلكترونية بثتها الهيئة مطلع الأسبوع الجاري عبر الكثير من المواقع المتخصصة ومواقع الصحف اليومية على شبكة الإنترنت، على أن تكون مدة الاستطلاع قرابة شهر. وأوضحت الهيئة أن الدراسة التي تهدف إلى التعرف على رؤية المستثمرين لدور الهيئة التوعوي، تركز على عدد من المحاور، منها مدى معرفة المستثمرين بأهداف هيئة السوق المالية ومهامها وأدوارها، ومستوى تقييم المستثمرين للهيئة والعوامل المؤثرة في ذلك، ومدى اطلاعهم على المطبوعات والمواد الإعلامية الصادرة عنها، علاوة على تحديد الوسائل الناجعة للوصول إلى المستثمرين، وسبل تفعيلها.

وحثت هيئة السوق المالية المستثمرين على المشاركة في الاستطلاع، ودعتهم إلى تقديم اقتراحاتهم وآرائهم في كل ما من شأنه تطوير الجهود التي تبذلها الهيئة في مجال توعية المستثمرين في السوق المالية السعودية.

ويأتي هذا الاستطلاع ضمن سلسلة دراسات تجريها هيئة السوق المالية بغرض رصد جميع العوامل المحيطة ببيئة الاستثمار من وجهة نظر المستثمرين، بما يحقق مبدأي الشراكة والشفافية اللذين تحرص الهيئة على ترسيخهما.