جمعية إلكترونية

علي المزيد

TT

تحدثنا في الأسبوع الماضي عن توجه في السعودية للتصويت على بنود الجمعيات العامة للشركات المساهمة عبر الإنترنت مما يتيح التصويت عن بُعد. ومثل هذا الأمر مرحب به من فعاليات السوق بشكل عام، ولكن التصويت وحده لا يكفي، إذ سيجد المصوت نفسه يصوت على بنود فقط ولا يتفاعل مع الجمعية وحضورها، مما يتيح له تغيير رأيه وتصويته وفق مستجدات قد تكشف عبر الجمعية. في أنحاء العالم تنقل الجمعية عبر خط الإنترنت حية على الهواء لجموع مساهمي الشركة، مما يتيح التفاعل مع حضور الجمعية، وهو ما يعني فعلا حضورها، أتمنى أن تطبق هيئة سوق المال مثل هذه الرؤية وتجعلها فرضا على جميع الشركات. وأعتقد أن كل شركة ستحاول تطبيق ذلك ولن تعتذر، أما إذا اعتذرت وتباطأت عن التطبيق مختلقة الأسباب، فستجد أن هناك شركات طبقتها مستخدمة معرفة وخبرة شركات التقنية. وقد تحرج الشركة إن وجدت مثل هذه الخدمة تقدم عبر شركات الوساطة كخدمة لعملائها، بمعنى أن شركات الوساطة ستقدمه حافزا لانضمام العميل لها، والاستفادة من عمولات العميل منفذ عمليات البيع والشراء، وسنجد شركات الوساطة تعلن عبر وسائل الإعلام أنها ستنقل الجمعيات حية على الهواء لعملائها كخدمة مقابل انضمامهم إليها.

وأنا متأكد أن بعض المساهمين، غير العملاء لشركة وساطة لديها مثل هذه الخدمة، سيجدون أنفسهم يدفعون رسما ماليا للشركة مقدمة الخدمة مقابل خدمة النقل على الهواء.

أتمنى من الجهات المسؤولة والشركات المساهمة أن تقدم هذه الخدمة بشكلها النهائي، وهو النقل الحي بدلا من التصويت فقط، وبعد وقت وانتظار ستقوم بالنقل المباشر لأن مثل هذه الخدمة موجودة لا نخترعها بل ننقلها، وستكون هذه التقنية خاصة مبدئيا مخصصة لنقل الجمعيات، فيما سيتطور الأمر لنقل الاحتفالات الخاصة بالشركة التي تهم المساهم مثل الاحتفال بتدشين مصنع أو تبيان مراحل العمل في مصنع أو خط إنتاج للمساهمين أو حتى عرض منتج جديد وقد يتطور الأمر لأخذ رأي حملة الأسهم بناحية تطويرية للشركة.

وقد نجد شركات تملك قنوات تلفزيونية تدخل في الخط وتعرض نقل الجمعيات، ولكنها سترتطم بأن الجمعية ستقول معلومات تنافسية يستفيد منها الغير، وهو مبرر قد تسوقه الإدارة التنفيذية للشركة، لذلك يكون الإنترنت الخيار الأفضل لأن المطلعين على الجمعية حملة الأسهم فقط.

* كاتب اقتصادي