تقرير سعودي يتنبأ باستمرار حالة الحذر في عمليات الإقراض من البنوك الأجنبية

تخصيص 4 مصارف محلية 161 مليون دولار لمجابهة التعثرات خلال الربع الثالث

TT

تنبأت شركة استثمارية سعودية أن يخيم الحذر والحيطة على عمليات الإقراض من البنوك الأجنبية، مشيرة إلى أن البنوك الأجنبية باتت أكثر حذرا إزاء مخاطر الإقراض بعد الأزمة المالية العالمية. وذكرت شركة «جدوى» للاستثمار ـ إحدى الشركات المالية المرخصة في السعودية ـ في بيان لها أنه رغم حدوث انتعاش طفيف الآن في عمليات الإقراض من قبل القطاع المصرفي المحلي، يتوقع أن تظل القروض من المصارف الأجنبية محدودة.

وذكر التقرير أن البنوك الأجنبية أصبحت أكثر حذرا إزاء مخاطر الإقراض بعد الأزمة المالية العالمية وقللت بصفة عامة من نشاطها في المنطقة.

وأكد التقرير أهمية القروض الخارجية للاقتصاد المحلي في السعودية مفيدا أن البنوك المحلية لا تملك الأموال الكافية لتمويل العدد الضخم من المشاريع المخطط لها التي يجري تنفيذها في المملكة.

واستطرد التقرير: «هناك الآن تمييز واضح في أسواق الدين حيث لا يزال باستطاعة بعض الشركات الممتازة تأمين القروض بكل سهولة، مستندة على ما حصل لشركة أرامكو السعودية وشركة النفط الفرنسية توتال مؤخرا، على أكثر من 30 خطاب نوايا من البنوك لتمويل بناء مصفاة بتكلفة 12.8 مليار دولار».

وترجح «جدوى» للاستثمار أن صفقة تسوية الدين التي تمت مؤخرا بين إحدى المجموعات المتعثرة والبنوك المحلية ستجعل البنوك أكثر ميلا إلى الإقراض، على الرغم من عدم الإعلان عن تفاصيل الاتفاق.

وذكر التقرير أنه بينما لم يرتفع إجمالي القروض القائمة إلى القطاع الخاص إلا بمقدار 8 مليارات ريال خلال الثمانية أشهر الأولى من العام، فإن الودائع المصرفية نمت بنحو 53 مليار ريال، مشيرا إلى أن البنوك تحتفظ حاليا بحوالي 67 مليار ريال كودائع لدى مؤسسة النقد العربي السعودي خلاف ودائع الاحتياطي النظامي وذلك عند مستوى سعر فائدة يبلغ 0.25 في المائة، كما ارتفع صافي أصولها الأجنبية بنحو 48 مليار ريال حتى اللحظة الحالية من العام. وعليه ـ بحسب التقرير ـ فإن التراجع الذي شهده الإقراض مؤخرا على الرغم من هذا الكم الهائل من السيولة، هو نتيجة لعدم استعداد البنوك للإقراض وليس لعدم مقدرتها عليه.

إلى ذلك، حملت الأنباء أمس عن رصد 4 مصارف سعودية ما قيمته 604 ملايين ريال (161 مليون دولار) كمخصصات لخسائر الإقراض. وأظهرت بيانات سوق الأسهم السعودية أن البنك السعودي البريطاني «ساب» جنب مخصصات قدرها 5.351 مليون ريال (7.93 مليون دولار) لخسائر القروض في الربع الثالث من العام.

وأوضحت البيانات أيضا أن بنك الجزيرة جنب مخصصات لخسائر القروض بقيمة 7.115 مليون ريال (31 مليون دولار) في الربع الثالث وهو أعلى مستوى للبنك فيما لا يقل عن عام، بينما جنب البنك السعودي للاستثمار 60 مليون ريال (16 مليون دولار) للغرض ذاته وهو أعلى مستوى له هذا العام.

وكشفت معلومات متواردة أمس أن مجموعة «سامبا المالية» ـ ثاني أكبر بنك سعودي من حيث القيمة السوقية ـ جنبت مخصصات قروض قيمتها 9.76 مليون ريال (5.20 مليون دولار) في الربع الثالث من العام، وهو أدنى مستوى مخصصات في عام على الأقل. وكان البنك جنب 3.97 مليون ريال لخسائر القروض في الربع الثاني و2.33 مليون في الربع الثالث من 2008.