صناديق عالمية تغري السعوديين بآليات تحوّط ونشاطات استثمارية جديدة

شركات أوروبية وأفريقية تنوع في عروضها بين منتجات الطاقة والتقنية ومصحات وصناعة مالية

TT

سعت صناديق عالمية خلال اليومين الماضيين إلى إغراء المستثمرين السعوديين بهدف الفوز بجزء من كعكة السيولة الضخمة المتوافرة لدى الشركات والأفراد في المملكة، مستندة على قدرات مالية تحوطية عالية ونشاطات استثمارية جديدة. وكشفت شركات متخصصة في إدارة الأموال والاستثمار من دول جديدة على السوق المالية السعودية كالبرتغال وإسبانيا والنمسا وبعض الجزر الأفريقية عن بحثها فرصا استثمارية مالية في مجالات جديدة، مؤكدة توافر معلومات عن وجود سيولة عالية لدى قطاع الأعمال المحلي في المملكة إضافة إلى الشركات العائلية والأفراد.

وحضرت للعاصمة الرياض خلال اليومين الماضيين شركات وصناديق في التحوّط لتعرض إمكانياتها وقدراتها للمستثمرين السعوديين مستفيدة من ظروف الأزمة المالية العالمية التي لا تزال تلقي بآثارها على اقتصادات العالم، شارحة بعض الاستراتيجيات التي تقدمها صناديقها المعتمدة إضافة إلى الخدمات الاستشارية التي تقدمها للمستثمرين.

وذكر لـ«الشرق الأوسط» مسؤولون في شركات حضروا فعالية مؤتمر «نسيبا» الدولي الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض، كان من بينهم سيدي آنارد من الشركة الاستشارة المالية التي يقع مقرها في جزر كاب فير الأفريقية أن حضورهم يأتي للمرة الأولى وسط تأكيدات بتوافر سيولة وأموال سعودية تبحث عن مصادر استثمارية آمنة، مبينا أن هناك العديد من الشركات السعودية طلب رؤية أولية للفرص المتاحة في الجزر.

من جانبه، قال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور ميشيل مومبلتر الرئيس التنفيذي لشركة جيوست للطاقة النمساوية، إن هناك إمكانية الاستفادة من عملية الاستثمار في الابتكار والتطوير في مجالات الطاقة لا سيما ما يخص اكتشاف النفط والغاز واليورانيوم والليثيوم، مبينا أن وجود مستثمرين سعوديين سيعزز فرصا استثمارية ذات عوائد عالية.

إلى ذلك، أفاد نزار ساكور الرئيس التنفيذي لمجموعة لونجيفيتي أن نشاط المصحات لكبار السن وكذلك العقار تمثل منتجا لاستثمارات عالية العوائد والجودة وذات ربحية عالية ومضمونية استثمار على المدى المتوسط والطويل، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع 6 شركات للعقد مباحثات معهم خلال الفترة المقبلة. وناقش مؤتمر «نسيبا» جملة الملفات الاستثمارية التي تركزت على قيادات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكذلك الرؤية حول سلوك الاستثمار في مرحلة ما بعد الركود، كما بحث مستقبل الاقتصادات الواعدة والاستثمار في الشركات العامة.

ودعا المؤتمر الذي لم يخرج بتوصيات إلى أهمية تقوية نشاط الصكوك في المنطقة وبناء علاقات الاستثمار وتطوير المناطق الصناعية وحدائق الأعمال لافتا إلى ضرورة تنمية صناديق الأسهم الخاصة وتجنب مخاطر البورصات واختيار القيادات المؤهلة.

ويعمل تجمّع «نسيبا» الدولي الذي بدأ في عام 2002 إلى تقريب أعمال الشركات لعشرات النشاطات في فعاليات تنظم في قارات العالم الخمس، بينما نظم في السعودية للمرة الأولى، في وقت شهدت فيه صناعة تنظيم الفعاليات الاقتصادية طفرة حالية، حيث تستضيف السعودية كل عام مؤتمر اليوروموني وكذلك الإيكونوميست اللذين يعتبران من التجمعات الاقتصادية العالمية.