تدشين أعمال الإنتاج لشركة «بترو رابغ» بشراكة يابانية

بتكلفة 10 مليارات دولار وإنتاج 19% من طاقة التكرير في السعودية

TT

دشن المهندس علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، يوم أمس، في رابغ (غرب السعودية(، أعمال شركة رابغ للتكرير والبتروكيماويات «بترو رابغ». بتكلفة 10 مليارات دولار، وطاقة إنتاجية تبلغ 400 ألف برميل من الزيت الخام يوميا، تمثل 19 في المائة من طاقة التكرير في السعودية.

وأكد المهندس النعيمي، أن مشروع «أرامكو» السعودية «وسيميتومو كيميكال» اليابانية الشريك في المشروع «يمثل تجسيدا لجهود المملكة وخططها المستقبلية لتنويع مصادر الدخل، وخلق فرص وظيفية للكوادر السعودية».

وأضاف «أن المشروع يمثل حقبة جديدة أوسع نطاقا للصناعة البتروكيميائية في المملكة، وتطورا مهما في هذا القطاع الاقتصادي المزدهر، فضلا عن أنه يسهم في إعطاء قيمة إضافية لموارد السعودية الهيدروكربونية الموجودة تحت أرضها. مشيرا إلى أن اليابان أصبحت تحتل المركز الأول من حيث الاستثمارات الخارجية في المملكة.

وبين الوزير النعيمي، أن مشروع «بترو رابغ» ستلبي ثلاثة متطلبات أساسية ترتبط باقتصاد المملكة، وتنعكس آثارها على الوطن والمواطن «حيث ستضيف قيمة لثروات السعودية الهيدروكربونية من خلال تحويلها إلى منتجات مكررة نظيفة عالية الكفاءة، ضمن سلسلة واسعة من المواد البتروكيميائية، التي ستصبح بدورها لبنة في بناء الصناعات التحويلية الأخرى، ما حدا بنا إلى تصميم مشروع «بترو رابغ» والمنطقة الصناعية بطريقة تمكننا من تعظيم فوائد منتجات هذا المشروع على ازدهار الاقتصاد الوطني، وثانيا سيكون مشروع بترو رابغ قاعدة مهمة في توفير فرص العمل، ليس فقط من خلال التوظيف المباشر في المشروع واحتياجاته من الخدمات المساندة عالية الجودة، والاهم من خلال أعمال المشاريع الصناعية التي ستستخدم ما ينتجه المشروع من منتجات وبتروكيماويات، وأخيرا، ستكون هناك فرص استثمارية إضافية لمؤسسات القطاع الخاص الصغيرة والكبيرة، بما في ذلك جذب مستثمرين استراتيجيين من خارج المملكة في الصناعات التحويلية والشركات التي ترغب في استثمار هذه الصناعات للسلع والخدمات في إطار منظومة شاملة تهدف إلى تحقيق القيمة المضافة واستمرار نمو الاقتصاد الوطني».

وأشار إلى أن «أرامكو السعودية و«سيموتومو كيميكال» اليابانية تدرسان إمكانية التوسع من خلال مشروع بترو رابغ 2، مما يتيح فرصا استثمارية واستراتيجية أكثر ارتباطا بهذا المشروع.

وقال وزير البترول والثروة المعدنية «نعمل في إطار الاستراتيجية الشاملة في السعودية في مجال الصناعات البتروكيميائية على تعزيز طاقاتنا الحالية من البتروكيماويات على الغاز بمنشآت جديدة، تعتمد على المواد الهيدروكربونية السائلة، ودمج هذه المرافق مع وصول الطاقة التكريرية، ركيزة أخرى للصناعات العريقة في السعودية. وأضاف بأن المشروع سيساعد إلى جانب جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، في تنمية مصادر الدخل الوطني، وإيجاد مستقبل واعد لأبناء المملكة وأجيالها القادمة، وأشار إلى انعكاسات المشروع التنموية التي اعتبرها إيجابية، باعتبار بدء العمل في الإنتاج، وقال «هناك تحسن كبير في منتجات المعمل وإيجاد فرص العمل للموظفين وفرص أكثر في المستقبل في المصانع».

وكشف الوزير النعيمي، عن أن «عشرة من كبار الصناعيين في المملكة، وقعوا مذكرات تفاهم واتفاقيات لاستغلال المنطقة الصناعية في رابغ». مضيفا أن «الاكتشافات والاستثمارات مستمرة، وسنطور حقولا جديدة في قطاع الغاز والبترول».

إلى ذلك، قال خالد بن عبد العزيز الفالح، رئيس «أرامكو» السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، نطمح إلى أن تصبح محافظة رابغ المدينة الصناعية الثالثة، أسوة بمدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، ويعزز ذلك موقعها على الساحل الغربي مما يسهل الوصول إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية، وأوضح الفالح، أن التأثير الإيجابي لمشروع بترو رابغ يعد رائدا لمجمع رابغ للصناعات التحويلية، الذي طورته «أرامكو» السعودية و«سوميتومو كيميكل». مؤكدا «آن الصناعات التي ستنشأ في المجمع الصناعي ستسهم في تعزيز الجهود التي تبذلها السعودية لتنوع مصادرها الاقتصادية، وتوفير مستلزمات التمنية المستدامة لقطاعات الصناعات المختلفة، وستجعل من المنتجات البترولية المكررة منتجات عالية القيمة».

ويعتبر مشروع بترو رابغ أكبر مجمع متكامل في العالم للتكرير والبتروكيماويات، حيث تم تأسيس شركة «بترو رابغ» في سبتمبر (أيلول( 2005 وطرح 25 في المائة من رأس مال الشركة للاكتتاب عام 2008، بينما تعتبر مصفاة بترورابغ واحدة من أكبر 15 مصفاة تكرير في العالم، من حيث طاقة تكرير الزيت الخام، وبين أكبر 8 مصاف من حيث الحجم.