الأسهم السعودية تعاكس مجريات الأسواق العالمية بثالث تراجع أسبوعي

المؤشر العام يفقد 1.4% من رصيده النقطي وسط غياب المحفزات المحركة لتداولات السوق

رغم المحاولات الإيجابية التي سجلها المؤشر العام خلال بعض الجلسات إلا أنها لم تشفع بتعويض حجم الخسائر التي شهدها السوق («الشرق الأوسط»)
TT

أنهى المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية تعاملاته الأسبوعية على تراجع بلغ نسبته 1.4 في المائة ليعاكس الحالة الإيجابية التي شهدتها الأسواق العالمية في مقدمتها الأسواق الأميركية خلال الأسبوع الحالي.

ورغم المحاولات الإيجابية التي سجلها المؤشر العام خلال بعض الجلسات إلا أنها لم تشفع بتعويض حجم الخسائر التي شهدها السوق حيث خسر 89 نقطة ليغلق عند مستويات 6253.9 نقطة وسط قيم تداول بلغت 24.9 مليار ريال (6.6 مليار دولار) توزعت على ما يزيد على 986 مليون سهم ليواصل بذلك تراجعه للأسبوع الثالث على التوالي.

وتأتي هذه النتائج الفنية وسط غياب المحفزات الداخلية التي يراها المراقبون بأنها أضعفت حركة سوق الأسهم خلال الأسبوع الماضي، إضافة إلى وجود عمليات تغيير في المراكز الاستثمارية جعلت السوق يتحرك بلا هوية، الأمر الذي سبب عملية التذبذبات الراهنة.

ويرى المراقبون أن الوضع السياسي لعب دورا ولكن بشكل غير مباشر في حركة السوق خلال بداية تعاملات الأسبوع، معززين ذلك بقولهم إن الأسواق المالية شديدة الحساسية وتتأثر بعدة عوامل تتصدرها الإشكاليات السياسية والأمنية.

وعلى الرغم من التحركات الإيجابية التي شهدتها أسعار النفط الخام بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الذهب إلا أن ذلك لم يدفع قطاع الصناعات البتروكيماوية من دعم المؤشر العام مما غير الوجه المعتادة التي كانت السمة الرئيسة في حركة المؤشر العام خلال الأشهر الماضية.

وجاء الأداء العام للقطاعات متماشيا مع المؤشر العام باستثناء قطاع الاستثمار المتعدد حيث ارتفع بنسبة 0.9 في المائة، فيما تصدر القطاعات المنخفضة قطاع التأمين منخفضا بنسبة 2.8 في المائة، تلاه قطاع البتروكيماويات منخفضا بنسبة 1.8 في المائة، ثم قطاع الزراعة والصناعات الغذائية الخاسر 1.7 في المائة، ثم قطاع المصارف والخدمات المالية والإعلام والنشر بنسبة 1.6 في المائة.

وعن أداء الأسهم هذا الأسبوع فقد تصدرت الشركات الرابحة سهم «الأهلية» من قطاع التأمين بنسبة ارتفاع بلغت 13.6 في المائة، تلاها سهم «المصافي» بنسبة بلغت 11.8 في المائة، ثم سهم «حلواني إخوان» بنسبة 9.66 في المائة، تلاه «الأسماك» بنسبة 7.79 في المائة، بينما في الجهة المقابلة شهد سهم «كيان السعودية» تراجعا بنسبة بلغت 10.03 في المائة، ثم «سدافكو» بنسبة 8.26 في المائة، وفي المرتبة الثالثة «أليانز إس إف» بنسبة 7.91 في المائة، ثم «إعادة» بنسبة تراجع بلغت 7.12 في المائة. في مقابل ذلك، أنهت السوق المالية لتداول الصكوك والسندات الأسبوع من دون تنفيذ أي صفقة مستمرة بذلك في عملية الإحجام الاستثماري عن هذا النسق من الأوراق المالية في سوق صغيرة لا تتجاوز 5 إصدارات لشركتين فقط هما «سابك» و«الكهرباء». وكانت السوق المالية لتداول الصكوك والسندات قد استمرت في عدم تنفيذ أي صفقة من قبل المستثمرين لسادس تداولات على التوالي منذ آخر صفقة في الثالث من الشهر الجاري. وإلى توقعات «الشرق الأوسط» لسوق الأسهم السعودية من الناحية الفنية أن يكون أداء القطاعات على النحو التالي:

* المصارف والخدمات المالية: واصل القطاع مرحلة التراجعات النقطية المتتالية حيث خسر هذا الأسبوع بنسبة 1.6 في المائة نتيجة ضعف أداء بعض الأسهم المؤثرة، إلا أنه رغم التراجع لا يزال القطاع فوق مستويات دعم 38.2 من مستويات الفيبوناتشي الذهبية، وهي القراءة الفنية الأكثر دقة في حساب المؤشرات.

* الصناعات البتروكيماوية: لم تشفع ارتفاعات أسعار النفط خلال الفترة الماضي القطاع إلى تعويض خسائره التي شهدها في الأيام الماضية ليغلق القطاع على تراجع بنسبة 1.8 في المائة بدعم من سهم «كيان» الذي فقد أكثر من 10 في المائة، بيد أنه رغم بعض التراجعات التي شهدها القطاع إلا أنه ما زال في مسار الإيجابية ما لم يكسر مستويات 4895 نقطة.

* الإسمنت: استمر القطاع في عمليات التراجع للأسبوع الرابع على التوالي حيث خسر ما يقارب 0.7 في المائة وسط قيم تداول تجاوزت 183 مليون ريال بدعم من سهم «إسمنت العربية» الخاسر بنسبة 3.4 في المائة وسهم «إسمنت السعودية» بنسبة 2.6 في المائة. وتبقى مستويات 3490 من أهم مستويات الدعم على المدى القريب والمتوسط.

* التجزئة: خسر القطاع خلال تعاملاته الأسبوعية ما نسبته 0.3 في المائة وسط قيم تداول 1.07 مليار ريال. فيما تشير المؤشرات الفنية إلى دخول القطاع في نمط الحيرة على المدى القريب.

* الطاقة والمرافق الخدمية: خسر القطاع ما يقارب 1.4 في المائة وسط قيم تداول تجاوزت 79 مليون ريال، ولا يزال القطاع يتمتع بمستويات إيجابية على المدى القريب والمتوسط.

* الزراعة والصناعات الغذائية: شهد القطاع تراجعات للأسبوع الثالث على التوالي خاسرا 1.7 في المائة وسط قيم تداول 3.6 مليار ريال. ورغم تلك التراجعات إلا أن القطاع ما زال في مسار صاعد، وسط الإشارة إلى أن تحرك أسهم «حلواني إخوان» و«أنعام القابضة» و«الأسماك» بشكل إيجابي إلا أن القطاع لم يستفد من مثل هذه الارتفاعات.

*الاتصالات وتقنية المعلومات: فقد القطاع خلال تعاملاته الأسبوعية ما يقارب 0.4 في المائة وسط قيم تداول تجاوزت 835 مليون ريال وذلك نتيجة التراجع الملموس من سهمي «اتحاد الاتصالات» و«زين السعودية» المتراجعين بنسبة 2.3 في المائة، الأمر الذي قاد القطاع إلى التراجع رغم المحاولات الإيجابية من سهم «الاتصالات السعودية» الذي سجل إيجابية خلال تعاملاته الأسبوعية.

* التأمين: حركة تصحيحية قادت القطاع إلى التراجعات النقطية بعد رحلة من الصعود المتتالي خلال الفترة الماضية حيث خسر القطاع ما يقارب 2.8 في المائة اثر عمليات بيع صحية وسط قيم تداول تجاوزت 3.7 مليار ريال، ورغم التراجعات إلا أن القطاع ما زال في وضع إيجابي إلى الآن.

* شركات الاستثمار الصناعي: عاد القطاع إلى مرحلة التراجعات النقطية مجددا بعد أن خسر 1.4 في المائة خلال الأسبوع المنصرم وسط قيم تداول بلغت 1.4 مليار ريال، فيما لا يزال القطاع محافظا على مستويات الدعم الرئيسية على المدى المتوسط عند مستويات 4685 نقطة.

* الاستثمار المتعدد: خالف القطاع تحركات جميع القطاعات السلبية بتحقيقه ارتفاعات طفيفة وبنسبة 0.9 في المائة وسط قيم تداول 1.4 مليار ريال، وذلك بفضل التحركات القوية لسهم «المصافي» الرابح بنسبة 11.9 في المائة ليعكس بذلك السلبية التي شهدها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

* التشييد والبناء: واصل القطاع تراجعاته المتتالية خاسرا ما يقارب 1.1 في المائة وسط قيم تداول بلغت 1.2 مليار ريال. وتشير بعض المؤشرات الفنية إلى أن القطاع اقترب من مرحلة التشبع في البيع الأمر الذي قد يدفع القطاع إلى مرحلة الإيجابية على المدى القصير.

* التطوير العقاري: تشير بعض المؤشرات الفنية إلى دخول القطاع وسط نطاق إيجابي على المدى المتوسط الأمر الذي قد يساعد القطاع على اختراق أهم مستويات المقاومة على المدى المتوسط 6437 نقطة.

* النقل: تشير بعض المؤشرات الفنية إلى دخول القطاع في المسار منطقة الحيرة على المدى المتوسط.

* قطاع الإعلام والنشر: دخل القطاع في منطقة السلبية نتيجة كسرة مستويات دعم عن 2017 نقطة والمتزامنة مع تراجع بعض المؤشرات الفنية على المدى القريب والمتوسط.

* الفنادق والسياحة: للأسبوع الثالث على التوالي واصل القطاع تراجعاته المتتالية ودخوله في مرحلة سلبية في حالة كسر مستويات 5490 نقطة والمتزامنة مع تراجع بعض المؤشرات الفنية.