مرشحو انتخابات غرفة أبوظبي يتخلون عن حذرهم بالإعلان عن أول تكتل.. وعزوف نسائي مثير

المتنافسون يعولون على عدم اكتمال نصاب الدورة الأولى

فاطمة الجابر («الشرق الأوسط»)
TT

بدأ مرشحو انتخابات غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، بالابتعاد عن الحذر الذي يسيطر على أجواء هذه الانتخابات منذ الإعلان رسميا عن قائمة الأسماء المرشحة، وبدأت لعبة التكتلات تعلن بشكل واضح في الانتخابات، التي تعد ثاني انتخابات في تاريخ الغرفة منذ ثلاثين عاما، ودشن ثمانية مرشحين بينهم سيدة واحدة، أول تكتل انتخابي تحت شعار «أبوظبي أولا»، فاتحين الباب لانضمام أعضاء جدد لهذا التكتل، في الوقت الذي كسر مرشح هندي تحفظ المرشحين عن الحملات الإعلانية، بنشر إعلان على صفحة كاملة في إحدى الصحف الإماراتية الصادرة باللغة الإنجليزية، يحث فيه الناخبين من رجال الأعمال الأجانب في أبوظبي على اختياره.

وعلى الرغم من أن موعد إجراء الانتخابات، المقرر أن تتم في السابع من الشهر المقبل، لم يبق عليه إلا أقل من ثلاثة أسابيع، فإن مراقبين يرون أن الإعلان عن أول تكتل انتخابي تأخر كثيرا، خاصة أن التكتلات عادة تحتاج لوقت كاف لعرض برنامجها الانتخابي أمام الناخبين، مقارنة بالمرشحين المستقلين، وهو الأمر الذي يثير الشكوك حول تأخر ظهور التكتلات، خصوصا عند ملاحظة أن التكتل الوحيد حاليا يضم 8 أعضاء فقط، بينما عادة التكتلات تتكون من العدد الذي سيتم انتخابه، وهو ثلاثة عشر عضوا، بالإضافة إلى عضوين أجنبيين.

غير أن أكثر من مرشح أسر لـ«الشرق الأوسط» بأسباب هذا التحفظ غير المعتاد، مقارنة بالتجربة الانتخابية السابقة، حيث يعول كثير من المرشحين على عدم اكتمال النصاب في الدورة الأولى للانتخابات المقرر أن تجري في السابع من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وأن ترجأ الانتخابات إلى جولة ثانية وأخيرة في الحادي والعشرين من الشهر ذاته، وهو الأمر الذي يعطي المرشحين فرصة لاستكشاف وضع الانتخابات الحالي، وجس نبض الناخبين حتى قبل وقت قريب من الجولة الأولى.

ويقضي النظام بأن يكون النصاب مكتملا، بحضور ربع أعضاء الجمعية العمومية (جميع أعضاء الغرفة) الذين يبلغ عددهم نحو 52 ألف عضو، مما ينبغي معه أن لا يقل حضور الجولة الأولى عن 12600 عضو، وهو الأمر الذي يراه الكثيرون أنه من الصعب حدوثه.

ولعل الأمر الذي سيكون لافتا في ثاني انتخابات يشهدها بيت التجار في أبوظبي، هو إلغاء التوكيلات الانتخابية، وهو الأمر الذي يرى كثير من المراقبين أنه كان له الدور الأبرز في ما اعتبر حينها ساعد على شراء الأصوات في الانتخابات السابقة، قبل أن يقر مجلس الإدارة الحالي إلغاء هذه التوكيلات، وجعل حضور الناخب أمرا ضروريا لاحتساب صوته ضمن الناخبين، لكنه من ناحية أخرى سيحجب، في أغلب الأحوال، إتمام عملية الانتخابات من الجولة الأولى، وعلى الجميع الانتظار لجولة ثانية حاسمة، تجري بمن حضر.

ويقول لـ«الشرق الأوسط» صلاح سالم بن عمير الشامسي رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية في الإمارات، ورئيس غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، إن انتخابات الدورة المقبلة «ستكون أقوى من الانتخابات السابقة.. أعتقد أن الوعي بأهمية عضوية مجلس الإدارة أصبح أكثر من ذي قبل، كما أن التنوع الذي عليه المرشحون لهذه الدورة سيعطي ثماره على مجلس الإدارة القادم». ويدلل الشامسي على حديثه بأن أعضاء مجلس الإدارة السابق (الدورة السابقة)، لم يترشح منه أي أحد في الانتخابات السابقة، «فيما نجد حاليا خمسة أعضاء مجلس إدارة ترشحوا للانتخابات ثانية، وهو دليل على أن هناك اهتماما بعضوية مجلس إدارة الغرفة».

«الشرق الأوسط» تسأل الرئيس الحالي لمجلس الإدارة: إذن لماذا لم ترشح نفسك لدورة ثانية؟ «أعتقد أن ترشيح الرئيس لفترة ثانية هو أمر لا توجد فيه عدالة ولا يساوي في الفرص» كما يقول صلاح الشامسي، ويضيف «عندما أدخل الانتخابات وأنا رئيس حالي للغرفة فإن ذلك يعني أن فرصتي أكبر من المرشحين الآخرين، وهذا أمر في رأيي لا يحقق المساواة التي تهدف إليها انتخابات الغرفة كما أنه أيضا يقلل من المصداقية التي يجب أن تتحقق في هذه الانتخابات».

وماذا عن إلغاء الوكالات ودوره في عدم اكتمال نصاب الجولة الأولى من الانتخابات؟ يرد الشامسي بالقول إن مثل هذا القرار «ربما فعلا لن يكمل النصاب في الدورة الأولى، لكن الأهم أن مجلس الإدارة أغلق بابا قد يتم من خلاله شراء الأصوات، ومجلس إدارة الغرفة رأى أنه يجب سد أي ثغرة قد تخلق أي فرص متساوية لأعضاء على حساب آخرين، ولكننا في الوقت نفسه أقمنا مراكز انتخابية في كل من المنطقة الغربية والعين، تساعد الأعضاء على التصويت من أماكنهم، دون الحاجة للحضور للمقر الرئيسي للانتخابات في أبوظبي».

ويقول الشامسي إن غرفة أبوظبي ستقوم خلال الأسبوع الجاري بحملات توعية للأعضاء بضرورة المشاركة في «هذا العرس الانتخابي لكافة تجار أبوظبي وأعضاء الغرفة»، مشيرا أيضا إلى أنه سيتم إقامة برنامج تعريفي للمرشحين للرد على كافة استفساراتهم فيما يتعلق بمجلس الإدارة أو الانتخابات بصفة عامة.

من جهته، يقول المرشح أحمد عوض العتيبة إنه لم يقرر حتى الآن ما إذا كان سيدخل الانتخابات مستقلا أو مع تكتل، غير أنه يؤكد ضرورة أن يكون للشباب دور كبير في المجلس المقبل، «خاصة أن أبوظبي مقبلة على طفرة كبرى خلال السنوات المقبلة، بحسب الرؤية الاقتصادية 2030، وهو ما يحمل معه بالتأكيد دورا أكبر للقطاع الخاص في المرحلة القادمة، ولا شك أن الغرفة هي من سيقود قطار التنمية المقبل جنبا إلى جنب مع الحكومة». ويضم ائتلاف «أبوظبي أولا» من أعضاء الغرفة الحاليين خلفان سعيد الكعبي والشيخ مبارك سالم بن حم والمهندسة فاطمة عبيد الجابر، بالإضافة إلى 5 مرشحين آخرين وهم: راشد سيف السويدي وعبد الجبار الصايغ وناصر محمد مفتاح وخالد البادي وعلي بن سالمين المنصوري.

غير أن تكتل «أبوظبي أولا» أعلن أنه سيواصل اتصالاته مع مرشحين آخرين للانضمام إلى هذا التجمع «لتشكيل مجموعة متجانسة، تضم 15 عضوا من بينهم 13 مواطنا واثنان من الأجانب وفقا لقانون الانتخابات لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، في حين ستعين حكومة أبوظبي ستة أعضاء من بينهم امرأتان ليكون المجموع الكلي لمجلس الإدارة 21 عضوا.

ويتنافس في انتخابات هذه الدورة لمجلس إدارة غرفة أبوظبي المقبل 2010، والذي تستمر مدته أربعة أعوام، 85 مرشحا بينهم 70 مرشحا مواطنا يتنافسون على 13 مقعدا، و15 مرشحا أجنبيا يتنافسون على مقعدين.

ومنذ الإعلان رسميا عن الأسماء المرشحة لانتخابات الغرفة، والحذر هو سمة جميع المرشحين الذي تحفظوا طويلا عن الإعلان عن برنامجهم الانتخابي، قبل أن تفاجئ الجميع المرشحة نورة جاسم النويس الرئيس التنفيذي لشركة البناء للاستثمار العقاري، والتي تنتمي إلى إحدى أكبر العائلات التجارية في أبوظبي، بطرح برنامجها الانتخابي خلال مؤتمر صحافي، قبل أن يطرح ائتلاف «أبوظبي أولا» برنامجه الانتخابي، غير أن اللافت أن كثيرا من المرشحين لم يعلن حتى هذه اللحظة عن أي برنامج انتخابي سيكون خارطة طريقه لكسب أصوات.

وفيما تتمتع المرأة الإماراتية بالدعم الكبير من حكومة بلادها، وكذلك تفعل الحكومة المحلية في إمارة أبوظبي مع المرأة في العاصمة، فإنه لوحظ عزوف واضح لمرشحات للانتخابات المقبلة، وباستثناء المهندسة فاطمة الجابر العضو الحالي، والمرشحة نورة النويس، فإن قائمة المرشحين لم تسجل سوى حضور خجول لسيدات أعمال أبوظبي، لم يتجاوز سيدتين فقط من ضمن 70 مرشحا، علما أن هناك 4 آلاف سيدة أعمال مسجلة رسميا في غرفة أبوظبي. وهنا نشير إلى أن سيدة الأعمال المصرية همت محمد محمود علي، كانت السيدة الوحيدة المرشحة على قائمة المرشحين الأجانب البالغ عددهم 15 مرشحا.

وفي كل الأحوال لم تتضمن قائمة الفائزين في انتخابات النسخة السابقة أيا من سيدات الأعمال، لكن تم تعيين سيدتين ضمن الأعضاء الستة الذين تم تعيينهم من قبل الحكومة، وفقا لقانون الانتخابات، ولابد من الإشارة إلى أن المهندسة فاطمة الجابر كانت معينة في المجلس الحالي، ولكنها آثرت رمي عباءة التعيين وارتداء عباءة الانتخابات، في سعي لأن تكون أول سيدة ظبيانية تصل لسدة مجلس إدارة بيت تجار أبوظبي بالانتخاب.

وكانت لجنة الإشراف على الانتخابات قد أعلنت أسماء 85 مرشحا لعضوية مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي القادم لعام 2010 والذي تستمر مدته أربعة أعوام.

في حين تقول المهندسة فاطمة الجابر إنه يتعين على المجلس المقبل توفير المعلومات وطرح المبادرات، لتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتشجيع سيدات الأعمال على الانخراط بشكل أكبر في النشاط الاقتصادي في أبوظبي.