صعود النفط بعد هبوط كبير للمخزون الأميركي منه

فيما حدت الشكوك حول توقعات النمو الاقتصادي والطلب على الطاقة من المكاسب

TT

ارتفعت أسعار النفط إلى 80 دولارا للبرميل أمس بعد أن أظهر تقرير لـ«معهد البترول الأميركي» هبوطا كبيرا لمخزونات الولايات المتحدة من الخام الأسبوع الماضي، ولكن الشكوك المحيطة بتوقعات النمو الاقتصادي والطلب على الطاقة حدت من المكاسب. وأظهرت بيانات أسبوعية لمعهد البترول الأميركي صدرت في وقت متأخر أول من أمس الثلاثاء هبوطا أكبر من المتوقع في مخزونات الولايات المتحدة من الخام الأسبوع الماضي بواقع 4.4 مليون برميل بعد توقف الإمداد بسبب هبوب عواصف في خليج المكسيك. ويترقب المستثمرون تقريرا من إدارة معلومات الطاقة الأميركية بحلول الساعة 15.30 بتوقيت جرينتش للتأكد من أرقام معهد البترول. وتعتبر بيانات إدارة معلومات الطاقة هي الأكثر دقة حول صناعة النفط الأميركية. وبحسب «رويترز»، قال يوجين وينبرغ رئيس إدارة أبحاث السلع في «كوميرتس بنك»: «إذا أكدت إدارة معلومات الطاقة ذلك التراجع الكبير كما أتوقع فقد تشهد السوق ارتفاعا حادا». وارتفع سعر عقود النفط الخام الأميركي الخفيف تسليم ديسمبر (كانون الأول) 90 سنتا إلى 80.04 دولار للبرميل بحلول الساعة 10.45 بتوقيت جرينتش مضيفا إلى مكاسب أمس التي بلغت 24 سنتا. ارتفع سعر «مزيج برنت» في المعاملات الآجلة أكثر من دولار للبرميل أمس مع تراجع العملة الأميركية مقابل سلة من العملات الرئيسية. وجرى تداول «برنت» في عقود يناير (كانون الثاني) بسعر 80.05 دولار للبرميل بارتفاع 1.08 دولار. كما ارتفع الخام الأميركي الخفيف في عقود ديسمبر (كانون الأول) 1.05 دولار إلى 80.19 دولار للبرميل. وهبط الدولار نحو 0.6 في المائة مقابل سلة من العملات الرئيسية أمس الأربعاء. قالت منظمة «أوبك» أمس الأربعاء إن متوسط أسعار سلة خامات «أوبك» القياسية واصل الارتفاع ليصل إلى 76.97 دولار للبرميل أول من أمس الثلاثاء من 76.49 دولار يوم الاثنين. وتضم سلة «أوبك» 12 نوعا من النفط الخام. وهذه الخامات هي خام «صحارى» الجزائري، و«جيراسول» الأنجولي، والإيراني الثقيل، والبصرة الخفيف العراقي، وخام التصدير الكويتي، وخام السدر الليبي، وخام بوني الخفيف النيجيري، والخام البحري القطري، والخام العربي الخفيف السعودي، وخام مربان الإماراتي، وخام ميري الفنزويلي، وأورينت من الإكوادور.

من ناحية أخرى، قال الرئيس العراقي جلال طالباني أمام عدد من رجال الأعمال في باريس إنه يرغب في أن يرى شركة «توتال» الفرنسية النفطية العملاقة تعمل في حقول بلاده النفطية. وأضاف طالباني: «قد نفضل عرضا فرنسيا مهما كانت الأرقام. لا تخافوا من هذا العطاء (...) الأرقام ليست كل شيء». وأكد مسؤول كبير في شركة «توتال» أن الشركة تعد لتقديم عروض للجولة الثانية من العطاءات على حقلين نفطيين في العراق.

قالت صحيفة يابانية أمس إن مجموعة شركات يابانية بقيادة «نيبون أويل كورب للتكرير» قد تدخل في مفاوضات نهائية في صفقة لتطوير حقل الناصرية النفطي الضخم في العراق بحلول يوم الأحد المقبل. واقتربت «نيبون أويل» وشركاؤها «انبكس كورب للتنقيب» و«جيه جي سي كورب» للأعمال الهندسية من توقيع صفقة أعمال هندسية وتوريدات وإنشاءات بقيمة عشرة مليارات دولار في حقل الناصرية الذي تقدر احتياطياته بنحو خمسة مليارات برميل. وامتنع متحدث باسم «نيبون أويل» عن التعليق على تقرير صحيفة «يوميوري» قائلا إن المفاوضات لا تزال مستمرة. وقد قال وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني الأسبوع الماضي إن وفدا من «نيبون أويل» سافر إلى بغداد في وقت سابق من الشهر الحالي لكنه رفض مغادرة المطار والتوجه إلى مقر وزارة النفط لاستكمال الصفقة.

من جهة أخرى، قال أودين أجوموجوبيا وزير الدولة النيجيري لشؤون النفط إن نيجيريا تضخ يوميا زهاء 1.83 مليون برميل ونحو 615 ألف برميل من المكثفات. وأضاف الوزير في تصريحات لـ«رويترز» إنه غير واثق مما إذا كان ينبغي لـ«أوبك» زيادة إنتاجها أم لا خلال اجتماعها في ديسمبر (كانون الأول) القادم. وأردف: «في ظل الاستقرار النسبي في منطقة دلتا نهر النيجر وفي ظل استقرار الأسعار، فإنني غير واثق مما إذا كانت أوبك سترغب في زيادة مستويات الإنتاج في اجتماعها القادم» الذي سيعقد في العاصمة النيجيرية أبوجا. أعلنت حكومة سيول أمس الأربعاء نجاح شركة «إس كيه إنيرجي» الكورية الجنوبية في اكتشاف مخزون نفطي في أحد الحقول البحرية التي تشارك في ملكيتها في فيتنام.

ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن وزارة اقتصاد المعرفة في كوريا الجنوبية القول إن «(إس كيه إنيرجي) اكتشفت مخزون النفط الخام في القطاع 151/05 المملوك لها بنسبة 25%».

تقوم الشركة بالتنقيب عن النفط في هذا القطاع منذ أغسطس (آب) الماضي، حيث اكتشفت مخزونا نفطيا عالي الجودة بطاقة إنتاج قدرها 4300 برميل يوميا، خلال فترة التشغيل التجريبي. يوجد القطاع على مسافة 180 كيلومترا، جنوب شرقي مدينة «هو تشي منه»، وهو مملوك للشركة بالاشتراك مع شركة «بتروفيتنام إكسبلورشن برودكشن كورب» الفيتنامية المملوكة للدولة و«توتال» الفرنسية. تمتلك الشركة الفيتنامية 40% من القطاع و«توتال» 35%. وذكرت وزارة اقتصاد المعرفة أن الشركات الثلاث تعتزم استخراج النفط من القطاع حتى 2032.

يذكر أن هذا الكشف النفطي هو الثاني لشركات النفط الكورية الجنوبية في فيتنام، حيث اكتشفت شركة «كوريا ناشيونال أويل كورب» النفط في القطاع 151.