المغرب يسعى للتوسع الصناعي في أفريقيا عبر تصدير تجربته في كهربة القرى

إنشاء الاتحاد الأفريقي للصناعات الكهربائية في الدار البيضاء

صورة جماعية للموقعين على ميثاق تأسيس الاتحاد الأفريقي للكهرباء في الدار البيضاء («الشرق الأوسط»)
TT

وقع ممثلو شركات وجمعيات مهنية تنتمي إلى 13 دولة أفريقية أول من أمس، في الدار البيضاء، على ميثاق إنشاء الاتحاد الأفريقي للصناعات الكهربائية، وذلك استجابة لدعوة أطلقتها «الفيدرالية المغربية للصناعات الكهربائية» على هامش معرض «إليك إكسبو» للصناعات والتجهيزات الكهربائية.

وقال يوسف التكموتي، رئيس الفيدرالية الوطنية للصناعات الكهربائية بالمغرب لـ«الشرق الأوسط»، إن الهدف من إنشاء هذا الاتحاد هو توفير قناة دائمة للتعاون بين البلدان الأفريقية، من أجل تبادل المعارف والتجارب والخبرات في مجال الصناعات الكهربائية.

وأوضح التكموتي، أن من بين أهداف إنشاء الاتحاد توجيه وتسهيل الاستثمارات في مجال الصناعات الكهربائية وتنسيقها بين الشركات الأفريقية، وتمكين الشركات الأفريقية من التعامل مباشرة فيما بينها، من دون الحاجة إلى وسطاء.

وتم انتداب رجل الأعمال المغربي خليل الكرماعي، أمينا عاما مؤقتا للاتحاد الأفريقي للصناعات الكهربائية، مكلفا التحضير للمؤتمر التأسيسي للاتحاد المرتقب تنظيمه في الدار البيضاء على هامش الدورة المقبلة لمعرض «إليك إكسبو». وقال الكرماعي لـ«الشرق الأوسط»، إن مهمته لن تكون سهلة، إذ سيكون عليه في البداية العمل على إعادة هيكلة الجمعيات المهنية المحلية في كل بلد قبل الوصول إلى المؤتمر التأسيسي. وأضاف «هذا العمل ليس وليد اليوم، فقد بدأنا فيه قبل عامين في إطار سعي الفيدرالية الوطنية للصناعات الكهربائية في المغرب إلى إرساء إشعاعها على صعيد المنطقة، وهيكلة القطاع الكهربائي على المستوى الأفريقي. وتمكننا خلال هذه المدة من إنشاء جمعية قوية في الكاميرون، وهناك أيضا جمعية في السنغال، بالإضافة إلى الكثير من الجمعيات الأخرى التي توجد في طور التأسيس في بلدان أفريقيا الوسطى. وأعتقد أننا سنكون في موعد مع الدورة المقبلة للمعرض، التي ستنظم بعد عامين، خاصة أن الفيدرالية الوطنية للصناعات الكهربائية في المغرب تتوفر على تجربة راسخة في مجال التنظيم، التي تعتزم نقلها للأشقاء الأفارقة». وأوضح الكرماعي، أن الفيدرالية الوطنية للصناعات الكهربائية تعتبر من أقوى التكتلات المهنية في المغرب، إذ تضم نحو 300 شركة، يقدر وزنها الاقتصادي بنحو 15 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي للمغرب، وتحتل المرتبة الثانية من حيث الصادرات والمرتبة الأولى من حيث القيمة المضافة.

وأضاف أن المغرب قد راكم خلال العشر سنوات الأخيرة خبرة وتجربة متميزة في مجال التجهيزات والصناعات الكهربائية، ويرغب في تصدير تجربته للبلدان الأفريقية. وقال: «في معظم هذه البلدان تقل نسبة ولوج السكان للكهرباء عن 15 في المائة، وهو المستوى نفسه الذي كان في العالم القروي بالمغرب عند انطلاق المخطط المغربي للكهربة القروية في سنة 1995. واليوم تمكنا عبر هذا المخطط من تغطية 98 في المائة من سكان العالم القروي في المغرب، بالإضافة إلى تطوير نسيج صناعي مهم، إذ بلغت نسبة إدماج المنتجات المستعملة في مجال الكهربة القروية في المغرب 95 في المائة. ونعتقد أن بإمكاننا تصدير هذه التجربة إلى أفريقيا والمساهمة في تنميتها عبر إدخال الكهرباء». ويحضر معرض «إليك إكسبو»، المنظم في مدينة الدار البيضاء الذي يستمر حتى اليوم، وفد يضم 42 من رجال الأعمال الأفارقة ينتمون إلى 12 دولة، وذلك في إطار بعثة تجارية من تمويل المكتب المغربي لإنعاش الصادرات.

وقال مارسيل أموكو، رئيس جمعية شركات الكهرباء والماء في الكاميرون، «نحن جد مهتمون بالتجربة المغربية في مجال الكهربة القروية. ونريد الاستفادة منها من أجل تسريع توسع التغطية الكهربائية في بلدنا». وأضاف أموكو، «أعتقد أن من بين الأسباب الرئيسية في نجاح المخطط المغربي للكهربة القروية وجود نسيج صناعي متطور. لذلك فنحن نوجه الدعوة للشركات المغربية للقدوم إلى بلدنا وفتح فروع هناك لمواكبة تطور قطاع الكهرباء عندنا». وقال الغابوني كولان تشوكوت، رئيس شركة «تيكنوز»، «فوجئت بالاهتمام الكبير الذي يحظى به المعرض في بلدي. فالوفد الرسمي للبعثة يضم أكثر من 10 أعضاء، لكنني صادفت الكثير من رجال الأعمال الذين حضروا على حسابهم الخاص». وأضاف أن الغابون قد أطلق الكثير من المشاريع الجديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية، التي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الطاقة إلى البلدان المجاورة. وقال: «نتوقع أن تحدث لدينا هذه المشاريع ثورة في قطاع التجهيزات والخدمات المرتبطة بالكهرباء خلال السنوات المقبلة».

ويرى عبد الله حيضرة، رئيس الشركة السنغالية لتوزيع الكهرباء، أن المغرب عرف تطورا كبيرا في المجال الفني والتكنولوجي، غير أنه ما زال ضعيفا في المجال التجاري. وقال: «على المغرب أن يبذل مجهودا أكبر في البلدان الأفريقية. فمن خلال المعرض ومن خلال الزيارات التي قمنا بها للمصانع والمختبرات المغربية، اكتشفنا أن المنتجات المغربية لا تقل جودة وإتقانا عن المنتجات الأوروبية. لذلك أرى أن على المغرب أن يكون له حضور قار ودائم في الأسواق الأفريقية من خلال فتح وكالات ومراكز تجارية ومعارض دائمة لمنتجاته هناك كما تفعل الشركات الأوروبية».

ويشارك في الدورة الحالية لمعرض «إليك إكسبو»، الذي يعقد مرة كل سنتين، 105 شركات عارضة، بينها 80 شركة مغربية و25 شركة من تركيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا. وإلى ذلك يعتزم المركز المغربي لإنعاش الصادرات تنظيم بعثة اقتصادية مغربية إلى بلدان أفريقيا الوسطى منتصف الشهر القادم، التي ستضم نحو 200 رجل أعمال مغربي بقيادة وزير التجارة الخارجية المغربي عبد اللطيف معزوز.