موجة فنادق جديدة في بيروت مع ارتفاع تدفق السياح

مع ازدياد حركة نمو القطاع السياحي في البلاد

رغم الأزمة المالية العالمية نما القطاع السياحي في لبنان بوتيرة متزايدة
TT

دلت الكثير من الدراسات والتقارير الحديثة أن القطاع السياحي في لبنان استمر في النمو، وبوتيرة متزايدة، رغم الأزمة المالية العالمية وانتشار فيروس إنفلونزا الخنازير، وهذا ما ترجم سيلا من الفنادق الجديدة في العاصمة، بعضها قيد التنفيذ والبعض الآخر فتح أبوابه حديثا، بالإضافة إلى مشاريع على جدول الأعمال.

ويعلق المراقبون أهمية على وجود رئيس جمعية الصناعيين، فادي عبود، على رأس وزارة السياحة، الذي بادر قبل نيل الحكومة ثقة المجلس النيابي الاستعداد لتأهيل الرصيف الطويل في مرفأ بيروت لاستقبال السفن السياحية الضخمة التي لا تزال تسقطه من حساباتها، والاستعداد لتنفيذ المرحلة الثانية من مطار رفيق الحريري الدولي، التي وضعت تصميمها حكومة الرئيس رفيق الحريري، بالإضافة إلى أن الوزير الجديد هو ابن عائلة كانت تملك فندقا في مصيف بكفيا. وإذا ألقينا نظرة على المشاريع الفندقية لوجدنا أن بعضا منها بوشر العمل فيه قبل نحو أربع سنوات، وتعرض للتأخير بسبب العوامل السياسية والأمنية، ومع ذلك افتتحت أبوابها حديثا، ولا سيما فندق «لوغراي» الذي افتتح في مطلع الشهر الحالي في وسط بيروت (منطقة سوليدير)، وهو من فئة الخمسة نجوم، وتابع لمجموعة «كامبل غراي» الدولية. وبلغت تكاليفه نحو 90 مليون دولار ويتكون من 87 غرفة تراوح مساحاتها بين 40 و220 مترا مربعا، ويضم خمسة مطاعم، بينها قاعة للسيجار وأخرى للبلياردو، وقد بلغت نسبة إشغاله في الأسابيع الأولى 65% «نتيجة التحول الذي عرفه القطاع السياحي في لبنان في الأشهر التي كانت تعتبر (ميتة) تقليديا، فإذا بها تشهد موجات من رجال الأعمال والسياح، إما للاستجمام أو للمشاركة في المؤتمرات والمعارض التي تكثفت خلال الشهرين المنصرمين»، على حد قول مدير الفندق.

وفي القسم الغربي من الواجهة البحرية للعاصمة اللبنانية افتتح قبل نحو شهرين فندق ثالث لمجموعة «روتانا» أطلق عليه اسم «أرجان روشة من روتانا» مقابل صخرة الروشة، وفي المبنى الذي كان فيه مطعم «يلدزلار» الشهير الذي عاصر بيروت، والروشة خصوصا، في عزهما. ويضم هذا الفندق 176 استوديو وجناحا، وتديره مجموعة «روتانا» الفندقية التي تتخذ من أبوظبي مقرا إقليميا لها. وكشف رئيس المجموعة، سليم الزير، أن مجموعته تحضر لإقامة فندقين آخرين أحدهما باسم «سوليدير أرجان» ـ وهو قيد البناء ـ والثاني سيتم بناؤه قريبا، ولم يتم اختيار اسمه بعد. ويقول المدير العام للفندق الجديد بيار غريب لـ«الشرق الأوسط»: «إن افتتاح روشة أرجان من روتانا» صادف افتتاح فندق من فئة الخمسة نجوم في اللاذقية في سورية هو «أفاميا روتانا ريسورت»، واعتبر «أن نجاح التجربتين، الأولى والثانية، في لبنان هو الذي جعلنا نراهن على المزيد، انطلاقا «من قناعة راسخة بأن لبنان هو المؤهل أكثر من أي بلد في المنطقة ليكون عاصمة فندقية وسياحية من الدرجة الأولى». ومن المتوقع أن تشهد نهاية العام الحالي ولادة فندق «فورسيزونز» لمجموعة الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز في وسط بيروت، وهي الولادة التي كانت متوقعة في نهاية عام 2007، إلا أن التطورات على الساحة اللبنانية، وفي «سوليدير» بالذات، حالت دون إنجاز المشروع الذي يتكون من 230 غرفة، ومطعم، و3 صالات اجتماعات، وصالة للرقص، بلغت تكاليفها 143 مليون دولار، وهو يقع، كالفندقين الأول والثاني، على واجهة بيروت البحرية.

ويؤكد نقيب أصحاب الفنادق، بيار أشقر، أن الأشهر والسنوات القليلة المقبلة ستشهد ولادات فندقية جديدة مثل فندق «هيلتون»، و«غراند حياة»، و«كمبنسكي سمرلند»، و«لاندمارك». وتقدر تكاليف «غراند حياة» وحده نحو 200 مليون دولار.