الصحة والتعليم تتصدران طلبات دراسات الجدوى الاقتصادية في السعودية

«كي بي إم جي» العالمية تتوقع نموها على المديين القريب والمتوسط في جميع القطاعات

العوائد المالية تعتبر المحرك الرئيسي للمشاريع الجديدة وخلق خبرات معمقة في القطاعات الهامة («الشرق الأوسط»)
TT

تصدر قطاعا الصحة والتعليم في السعودية دراسات الجدوى الاقتصادية خلال الفترة الماضية، وتحديدا في مشاريع البنى التحتية، بحسب ما كشفت عنه شركة دراسات واستشارات عالمية. إلا أنها أشارت إلى أن الأزمة المالية العالمية وإحجام القطاع المصرفي عن الدخول في تمويل بعض المشاريع قد أديا بالشركات ورجال الأعمال إلى الابتعاد عن اتخاذ القرارات المتعلقة بالاستثمار في عديد من الفرص الخصبة.

ووصفت شركة «كي بي إم جي» للدراسات العالمية هذين القطاعين بأنهما مصدرا جذب للمستثمرين في السعودية، مرجعة السبب إلى التوجه ليكون بمحاذاة المبادرات الحكومية والإنفاق في تلك القطاعات.

وقال عبد الله الفوزان لشريك الرئيس لشركة «كي بي إم جي الفوزان والسدحان» في السعودية، إنه لوحظ أخيرا أن أدنى رغبات المستثمرين سجلت في القطاعات العقارية والخدمات المالية، في حين أن البنوك وغيرها من مقدمي رؤوس الأموال كانت تتردد في الاستثمار في مثل هذه الفرص في هذه القطاعات.

وأضاف أن الاستثمار في البنية التحتية ذات الصلة مثل الرعاية الصحية والتعليم ما زالت تعتبر مصدر جذب للكثير من التجار خاصة بمحاذاة المبادرات الحكومية والإنفاق في هذه القطاعات، مؤكدا في الوقت نفسه أنه على الرغم من تأخر الدعم الحقيقي لحجم الطلب على الإسكان، فإن النشاط في القطاع العقاري بدأ ينمو من جديد، وبالتالي فإنه من المحتمل أن يتم تفعيل دور دراسات الجدوى من قبل رجال الأعمال.

وأكد الفوزان الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» أن القطاع الخاص تفوق بشكل كبير على القطاع الحكومي عند تقييم النشاط حول دراسات الجدوى، موضحا أن دراسات الجدوى بالنسبة للقطاع الحكومي لا تزال مركزة باتجاه مشاريع البنى التحتية.

وبين أن القطاع الخاص بحاجة إلى تفعيل دراسات الجدوى لمعرفة إمكانيات الاستثمار في فرص معينة، وبالتالي توفير معلومات تساعد المستثمر في اتخاذ القرارات المناسبة أو في حالة ثقة المستثمر في جدوى الفرصة المراد الاستثمار فيها إلى حد، ولكنه بحاجة لطرف ثالث مستقل. وأكد أنه في كلتا الحالتين، فإن قدرة المستشار على تحدي الافتراضات وتقديم تحليل مستقل مدعوم بالحقائق اللازمة يعتبر المفتاح الرئيسي لتقديم دراسة جدوى جيدة.

ولفت الشريك الرئيسي لشركة «كي بي إم جي» للدراسات والاستشارات في السعودية أن رجال الأعمال والمستثمرين في بحث دائم لمستشارين لديهم القدرة على التوغل في الأعماق ومعرفة جميع المعلومات المرتبطة بالاستثمار في فرصة معينة، بالإضافة إلى تقديم رأي مستقل.

وأشار إلى أن الأهم من ذلك تقديم أعلى جودة في تقييم الفرصة ماليا، حيث إن العوائد المالية تعتبر دائما المحرك الرئيسي للمشاريع الجديدة بالإضافة إلى الاتجاه في خلق خبرات معمقة في القطاعات الهامة مثل العقار، الصحة والتعليم، ويجب أن يتم اختيار المستشارين بناء على خبراتهم المتراكمة محليا وإقليميا وعالميا، حيث إن هذا من أهم عوامل جذب رؤوس الأموال من داخل وخارج المنطقة.

وحول ما إذا زادت أم نقصت طلبات دراسة الجدوى في المملكة بعد الأزمة المالية العالمية، أشار الفوزان إلى وجود تحول في الطريقة التي يفكر بها المستثمرون ورجال الأعمال على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، وهذا من خلال احيائهم وتفعيل دراسة الجدوى لمشاريع كانت مهمشة بشكل كبير.

وأكد أن المستثمرين أصبحوا أكثر نفورا من الدخول في مشاريع ذات مخاطر عالية، مما أدى إلى أخذ دراسات الجدوى بشكل جدي والتعاقد مع شركات استشارية كبيرة لتفعيل هذه الاستراتيجية، متوقعا أن تتم زيادة الطلب على دراسات الجدوى في المدى القريب إلى المتوسط في جميع القطاعات.

من جهة أخرى حصل طارق السدحان، الشريك في «كي بي إم جي» السعودية على جائزة أفضل مدير مالي لفئة «هال اوف فايم»، والتي تمنح للمدير المالي الأكثر إثارة للإعجاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك خلال المنتدى السنوي الثالث لاستراتجيات المديرين الماليين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمدينة دبي بالإمارات.

وقال طارق إن حصول «كي بي إم جي» السعودية على هذه الجائزة، إنما يمثل امتدادا لإنجازات الشركة المتتالية وبمثابة شهادة دولية لما تقدمه كي بي ام جي السعودية من خدمات استشارية عالية المستوى للمساهمة في وصول الشركات السعودية لأهدافها الاستثمارية.