مسح: الطلب العالمي على النفط يتجاوز المعروض في 2010

يتوقع أن يرتفع الطلب بـ 1.3 مليون برميل يوميا العام المقبل

يعتقد محللون أنه بحلول عام 2011 ستكون مستويات الطلب عند مستواها في عام 2008 أو أعلى منه
TT

من المرجح أن يتجاوز الطلب المتزايد على النفط العالمي معدل نمو المعروض منه في 2010 مما سيقلص المخزونات الضخمة من الخام التي ارتفعت على مستوى العالم منذ بدء الأزمة المالية العالمية. وأظهر مسح أجرته «رويترز» شمل عشرة من أبرز المحللين والمؤسسات التي ترصد حركة النفط، أنه من المتوقع أن يرتفع الطلب على النفط 1.3 مليون برميل يوميا العام المقبل إلى 85.9 مليون برميل يوميا. وفي الوقت نفسه فمن المتوقع أن ينمو إنتاج الخام من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وسوائل الغاز الطبيعي من دول «أوبك» بنحو 800 ألف برميل يوميا فقط. وقال كوستانزو جاكازيو المحلل في بنك «باركليز»: «العامل الأساسي للسعر هو العرض». وأضاف: «2010 عام انتقالي... إذا استمرت الاقتصادات في تحقيق الأداء الجيد الذي حققته خلال المراحل الأولى من الانتعاش، فأعتقد أنه بحلول عام 2011 ستكون مستويات الطلب عند مستواها في عام 2008 أو أعلى منه». ومن المتوقع أن يبلغ الإنتاج من خارج «أوبك» في المتوسط 51 مليون برميل يوميا في عام 2010 ارتفاعا من 50.8 مليون برميل يوميا في حين أن إنتاج «أوبك» من سوائل الغاز الطبيعي التي لا تخضع لنظام حصص الإنتاج المستهدفة داخل المنظمة من المتوقع أن ترتفع إلى 5.6 مليون برميل بزيادة أكثر من 20 في المائة منذ عام 2008. وإذا تمكنت الدول الأعضاء في «أوبك» من الحفاظ على مستويات الالتزام الراهنة بقيود الإنتاج ليبلغ إنتاج المنظمة بما فيه إنتاج العراق 28.9 مليون برميل يوميا فإن مخزونات النفط الخام قد تنخفض بنحو 150 مليون برميل العام المقبل. وتباينت آراء المحللين بدرجة كبيرة بسبب الشكوك المحيطة بقوة الانتعاش الاقتصادي وكيف سيستجيب الطلب على النفط لتأثير الأسعار القياسية والكساد العالمي وتزايد المبادرات البيئية. وأورد بنكا «غولدمان ساكس»، و«ميريل لينش» أقوى توقعات للطلب، فتوقع الأول أن يبلغ 86.4 مليون برميل يوميا، والثاني 86.7 مليون برميل يوميا. وتوقع بنك «باركليز كابيتال» طلبا أقل بمليون برميل من تقديرات «غولدمان ساكس» بسبب تزايد الجهود لحماية البيئة لكن تقديراته للإمدادات من خارج «أوبك» جاءت أقل 1.1 مليون من تقديرات البنك الأميركي بسبب تراجع الاستثمارات خلال الأزمة. وقال آدم سيمنسكي مدير بحوث الطاقة في «دويتشه بنك»: «السؤال هو أين نمو الطلب.. البيانات السنوية في الولايات المتحدة تظهر أن الطلب ما زال ضعيفا». وأضاف: «يبدو أن الانتعاش الاقتصادي لا يأتي من قطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة أو كثيفة الاستهلاك للنفط. وربما ما زلنا نشهد من يرشد استهلاك الطاقة فمن يملك سيارتين سيستخدم الأصغر». والزيادة المتوقعة في الطلب في 2010 ستكون الأولى التي تظهر نموا في المتوسط منذ 2007. إلى ذلك، تراجعت العقود الآجلة لخام النفط الأميركي دولارا واحدا، أمس، في تعاملات متقلبة بعدما تعرض سعر الخام لضغوط عقب صدور تقرير أشار إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي في الربع الثالث بوتيرة أبطأ مما كان يعتقد في السابق وتكهنات بأن مخزونات النفط زادت الأسبوع الماضي. وفي بورصة «نايمكس» التجارية تراجع الخام الأميركي تسليم يناير (كانون الثاني) دولارا واحدا أو 1.29 في المائة الساعة 14:50 بتوقيت غرينتش إلى 76.56 دولار للبرميل بعد تعاملات تراوحت بين 76.44 دولار و77.80 دولار.

عمان تتوقع أسعار نفط بين 70 و80 دولارا للبرميل في 2010. من جهة أخرى قال وزير الاقتصاد الوطني العماني، أحمد مكي، أمس، إن سلطنة عمان تتوقع تحرك أسعار النفط في نطاق بين 70 و80 دولارا للبرميل في عام 2010 وذلك بزيادة تتراوح بين 40 و60 في المائة عن السعر الذي وضعت على أساسه ميزانيتها للعام المقبل، والبالغ 50 دولارا للبرميل. وبحسب «رويترز» تسعى عمان، وهي منتج مستقل للنفط، إلى إنتاج 870 ألف برميل يوميا ارتفاعا من المستوى المستهدف عند 800 ألف برميل يوميا في عام 2009. وإذا حققت عمان الهدفين فستكون قد سجلت ثلاث سنوات متتالية من نمو الإنتاج النفطي بعد عدة سنوات من التراجع.