مؤشر الأسهم السعودية يسجل أكبر خسارة أسبوعية خلال العام

عوامل اقتصادية إقليمية وعالمية تلقي بظلال سلبية على أداء مؤشرات السوق

جانب من تداولات الأسهم السعودية الأسبوع الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

دفعت بعض العوامل الاقتصادية الإقليمية والعالمية، المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية إلى أكبر تراجع أسبوعي لها منذ يناير (كانون الثاني) من عام 2009، حيث خسر المؤشر العام خلال تعاملاته الأسبوعية 401 نقطة وبنسبة 6.3 في المائة، لتكون تداولات الأسبوع الأكثر تراجعا طوال العام.

وبيّن بعض الخبراء الاقتصاديين أن أزمة دبي العالمية كانت ضربة اقتصادية مؤلمة لاقتصاد دبي بشكل خاص والخليج بشكل عام، وعلى الرغم من أن تأثيرها ليس بقوة الأزمة العالمية فإنها لعبت دورا سلبيا في نفسيات المتعاملين، بينما أوضح مراقبون أن الفاجعة التي ضربت مدينة جدة كان أيضا لها تأثير كبير في نفسيات المتعاملين خاصة أن هناك ضحايا وخسائر مادية كبيرة قد تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الوضع النفسي أو الاقتصادي.

ولم يخف المراقبون أن الوضع الأمني على الحدود بين السعودية واليمن لمحاربة اعتداء الحوثيين في المنطقة الجنوبية من المملكة، وبرغم فرض السيطرة والغلبة، يلقي بآثار على السوق المالية المعروف بأنها الأكثر حساسية من كافة قطاعات الاقتصاد.

من جهة أخرى، احتل الوافد الجديد إلى سوق الأسهم السعودية سهم «العالمية للتأمين» (6 ملايين سهم)، قائمة أكثر شركات السوق ربحية بنسبة 273 في المائة عن سعر طرح السهم للاكتتاب البالغ 10 ريالات، بينما سجل السهم مستويات 43 ريالا في أول تعاملات لهذا الأسبوع محققا ارتفاعا بنسبة 430 في المائة. وعن أداء السوق فقد أغلق المؤشر العام عند 5954 نقطة وسط قيم بلغت 14.4 مليار ريال وبنسبة ارتفاع طفيفة عن الأسبوع الأخير من التداولات الذي سبق إجازة العيد، والتي بلغت 13.9 مليار ريال، توزعت على ما يزيد على 596.6 مليون سهم. وحول أداء القطاعات فقد تراجعت جميعها بلا استثناء، حيث جاء قطاع المصارف والخدمات المالية في المرتبة الأولى على قائمة الأكثر تراجعا بنسبه 10.2 في المائة، وفى المرتبة الثانية جاء قطاع التأمين بنسبة 9.33 في المائة، ثم قطاع الزراعة والصناعات الغذائية بنسبة 5.33 في المائة، تلاه قطاع التشييد والبناء بنسبة 5.06 في المائة.

أما بالنسبة لأداء الأسهم خلال الأسبوع فقد احتل سهم «الجوف الزراعية» المرتبة الثانية بنسبة ارتفاع بلغت 9.5 في المائة، تلاه سهم «الكيميائية السعودية» بنسبة 5.5 في المائة، ثم «سافكو» بنسبة 2.3 في المائة. وفي الجهة المقابلة، تصدر سهم «ساب» الأسهم الأكثر تراجعا بنسبة بلغت 14.5 في المائة وفي المرتبة الثانية سهم «الدرع العربي» بنسبة بلغت 13.7 في المائة، تلاه سهم «التعاونية للتأمين» بنحو 13.2 في المائة. وعن أداء السوق من الناحية الفنية:

* المصارف والخدمات المالية: فقد القطاع خلال هذا الأسبوع أكثر من 10 في المائة وسط قيم تداول تجاوزت 2.1 مليار ريال، تعتبر أعلى تراجع أسبوعي من بين القطاعات المدرجة، في حين سبب «مصرف الراجحي» و«سامبا» ثقلا في مؤشر القطاع أدى إلى كسر المسار الصاعد الرئيسي. ومن المتوقع أن يشهد القطاع عمليات ارتداد وقتية خلال الأيام المقبلة، فيما تعتبر مستويات 14252 نقطة أهم نقاط الدعم على المدى المتوسط والتي بكسرها يدخل القطاع في مسار سلبي جديد.

* الصناعات البتروكيماوية: حقق القطاع خسائر نقطية خلال تداولات الأسبوع المنصرم ما نسبته 4.2 في المائة وسط قيم تداول تجاوزت 3.7 مليار ريال محتلا المرتبة الأولى من حيث القيمة رغم كسر القطاع الاتجاه الصاعد له، إلا أنه يتمتع بالعديد من مستويات الدعم على المدى الأسبوعي.

* الإسمنت: سجل القطاع تحركات سلبية نوعا ما خلال تعاملات الأسبوع خاسرا ما نسبته 2 في المائة عن إغلاق الأسبوع الماضي. ورغم التراجع وكسر المسار الصاعد فإن القطاع ما زال يتمتع بمستويات دعم إيجابية على المدى المتوسط.

* التجزئة: قادت التراجعات التي شهدها القطاع إلى إغلاق دون مستوى الدعم المهم عند مستويات 4374 نقطة والمتزامن مع كسر المسار الصاعد وسط قيم تداول تجاوزت 268 مليون ريال وبنسبة 3 في المائة.

فنيا، لدى القطاع نقطة دعم عند مستويات 4131 نقطة والتي تعتبر منقطة دعم رئيسية للقطاع، والارتداد منها في حال الوصول إليها يعطي نظرة إيجابية على المدى البعيد.

* الطاقة والمرافق الخدمية: تراجع القطاع بنسبة بلغت 3 في المائة وسط قيم تداول تجاوزت 78 مليون ريال، ورغم عمليات التراجع التي شهدها القطاع فإن القطاع ما زال في مسار صاعد إيجابي على المدى المتوسط.

* الزراعة والصناعات الغذائية: شهد القطاع تراجعا بنسبة 5.3 في المائة وسط قيم تداول تجاوزت 1.1 مليار ريال بدعم من سهمي «المراعي» و«صافولا».

وكسر القطاع المسار الصاعد على المدى الأسبوعي، الأمر الذي قد يدفع القطاع على المدى المتوسط إلى مواصلة عملية الهبوط، بينما يتوقع ألا يحصل ذلك بشكل متواصل قبل أن يعود القطاع مجددا إلى مرحلة الصعود لتأكيد عملية الكسر.

لذلك من المنتظر أن يعود القطاع إلى الصعود خلال الأسبوع المقبل مع أحجام سيولة ضعيفة نوعا ما.

* الاتصالات وتقنية المعلومات: خسر القطاع خلال تعاملاته الأسبوعية ما يقارب 3.8 في المائة وسط قيم تداول تجاوزت 537 مليون ريال، وشهد القطاع هبوطا إلى مستويات الدعم المهمة واختراقها، إلا أنه استطاع الإغلاق فوق مستويات الدعم عند مستويات 1742 نقطة والتي بالإغلاق دونها سيدخل إلى دوامة من الهبوط المستمر على المدى المتوسط.

* التأمين: واصل القطاع تراجعاته للأسبوع الثاني على التوالي فاقدا ما نسبته 9.3 في المائة محتلا المرتبة الثانية في قائمة الأكثر تراجعا وسط قيم تداول تجاوزت 2.3 مليار ريال.

وأدت عمليات التراجع العنيفة التي شهدها القطاع إلى كسر المسار الصاعد الرئيسي على المدى المتوسط، الأمر الذي قد يدفع بالقطاع إلى عمليات التذبذب. ومن المتوقع أن يعاود القطاع الصعود مجددا لتأكيد عملية الكسر السلبية التي شهدها هذا الأسبوع ومن ثم مواصلة الهبوط إلى مناطق الدعم الرئيسية عند 940 نقطة

* شركات الاستثمار الصناعي: حقق القطاع سلبية في أدائه خلال الأسبوع الحالي بعد أن خسر ما نسبته 3.6 في المائة وسط قيم تداول تجاوزت 1.3 مليار ريال، متزامنة مع كسر المسار الصاعد الرئيسي للقطاع. وما زال القطاع يتمتع بمناطق دعم جيدة على المدى المتوسط.

* الاستثمار المتعدد: شهد القطاع خلال تعاملات الأسبوع تراجعا بنسبة 4.4 في المائة وسط قيم تداول تجاوزت 644 مليون ريال، كاسرا بذلك أحد المسارات الصاعدة الرئيسية له. ومن المتوقع أن يشهد القطاع تذبذبات قوية خلال الأسبوع المقبل للعودة إلى تأكيد عملية الكسر ومدى قوتها.

* التشييد والبناء: عاكس القطاع التحركات السلبية التي كانت تسيطر علية محققا مكاسب نقطية بنسبة 1.5 في المائة وسط قيم تداول تجاوزت 1.4 مليار ريال، ورغم التحسن الملموس في الحركة السعرية والمؤشرات الفنية فإن القطاع يحتاج إلى المزيد من هذه التحركات على المدى القريب لتأكيد مدى مصداقية هذا المسار.

* التطوير العقاري: تشير بعض المؤشرات الفنية إلى قرب دخول القطاع إلى المناطق السلبية وتغير الاتجاه الإيجابي على المدى المتوسط بعد أن خسر خلال الأسبوع الحالي ما يقارب 4 في المائة بدعم من سهمي «إعمار» و«دار الأركان». وتبقى مستويات 5384 من أهم مستويات الدعم للقطاع على المدى المتوسط.

* النقل: فقد القطاع خلال الأسبوع الراهن ما يقارب 4.6 في المائة مدعوما بالتحركات السلبية لبعض أسهم القطاع التي تراجعت بشكل عشوائي وتبقى مستويات 3237 نقطة من أهم نقاط الدعم على المدى المتوسط.

* قطاع الإعلام والنشر: واصل القطاع تراجعاته على المدى المتوسط بعد أن خسر ما يقارب 3.5 في المائة خلال الأسبوع الحالي وسط قيم تداول تجاوزت 57 مليون ريال.

* الفنادق والسياحة: سجل القطاع تراجعا بنسبة 3.4 في المائة بعد أن كسر المسار الصاعد الرئيسي وسط قيم تداول تجاوزت 94 مليون ريال. ولا يزال القطاع يحاول المحافظ على نقطة الدعم الرئيسية عند مستويات 5480 نقطة والتي تعتبر نقطة الارتكاز للقطاع.