توقعات بنمو يتجاوز 6% لقطاع البتروكيماويات في دول الخليج العام المقبل

الأمير سعود بن ثنيان لـ«الشرق الأوسط»: تأثيرات الأزمة المالية على القطاع أخذت في التلاشي

المهندس محمد الماضي وكال دو رئيس مجلس الكيمياء الأميركي أثناء توقيع اتفاقية على هامش المؤتمر («الشرق الأوسط»)
TT

أكد سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة «سابك»، أن صناعة البتروكيماويات في المنطقة أصبحت مصدرا مهما لنجاح دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

ولفت بن ثنيان، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» على هامش مؤتمر الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات الرابع، الذي أختتم في دبي أمس، إلى أن العالم ينظر إلى المنطقة نظرة تكاملية، معتبرا أن ما حدث لقطاع البتروكيماويات كنتيجة للأزمة المالية العالمية أخذ في التلاشي مع عودة الطلب إلى طبيعته، فيما تأخذ الأسعار منحى إيجابيا، مشيرا إلى أن موقف المملكة من أسعار النفط معلن وواضح متفقا مع هذا الموقف بأن السعر العادل للنفط هو 75 دولارا للبرميل.

بدوره حمد الماضي، رئيس الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات، ونائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـشركة «سابك» رجح أن تكون سنة 2010 سنة إيجابية على قطاع البتروكيمات، وأنها ستشهد نموا واستعدادا من قبل المستثمرين للعودة للنشاط السابق «أما العودة لمستويات 2007 فهو يحتاج إلى وقت لا نستطيع أن نحدده ولكن تميل التوقعات ليكون سنتين أو أكثر».

واعتبر الماضي أن الانكماش في ما يتعلق بصناعة البتروكيماويات تفاوتت تأثيراته من اقتصاد إلى آخر، وأوضح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الخليج العربي لم يتعرض لانكماش «فهناك مصانع جديدة وهناك نمو وحسب إحصائياتنا سيرتفع نصيبنا في إنتاج البتروكيماويات عالميا من 11 في المائة إلى 15 في المائة مع حلول عام 2015 وللملكة حصة كبيرة في ذلك».

وفي إطار ما بدا واضحا من أمزجة الحضور في اليوم الثاني من أعمال المؤتمر من تفاؤل بمستقبل القطاع رأى أحمد التركيت، نائب رئيس الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والرئيس التنفيذي لشركة «إيكويت للبتروكيماويات» أن القطاع لم يشهد هبوطا حادا لدرجة أن يتم وقف التصنيع «على العكس المصانع في الخليج عملت بكامل طاقاتها ولكن مع تراجع الطلب تأثرت الأسعار لتهبط نحو 30 في المائة، مما كانت عليه في 2008. ولكننا بدأنا الآن نشهد انتعاشا شيئا فشيئا، الطلب بدأ يعود، والجميع بدا يشعر بذلك مع انتعاش الأسواق العالمية في الصين وأميركا».

وكشف التركيت، أن «توقعاتنا لـ2009 لم تكن صحيحة خلال 2008 فما حققناه في 2009 كان أفضل مما توقعناه «متوقعا لـ2010 أن يكون على الوتيرة ذاتها «تفاؤلنا مشوب بالحذر».

بدوره توقع عبد العزيز الزامل، رئيس مجموعة «الزامل» أن عام 2010 سيشهد تحسنا في الأسعار بنحو 7 ـ 8 في المائة لكنه رجح أن يبقى الطلب في حدود عام 2009 لافتا إلى أننا قد نشهد ارتفاع 6 في المائة في 2010 في قطاع البتروكيماويات.

وعلى هامش أعمال اليوم الثاني من منتدى البتروكيماويات وقع الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) مذكرة اتفاق مع مجلس الكيمياء الأميركي لإطلاق برنامج الرعاية الرشيدة الخاص بصناعة البتروكيماويات والكيماويات في المنطقة. ويتمحور مغزى الرعاية الرشيدة حول تأسيس مستقبل مستدام من قبل صناعة البتروكيماويات. وتغطي الرعاية الرشيدة منذ انطلاقها في كندا قبل أكثر من 20 عاما، كلّ مظاهر أنشطة الصناعة الكيماوية: سلامة المعالجة والحد من التلوث وسلامة التوزيع وإدارة المنتج والأمن والوعي بالمجتمع والاستجابة للطوارئ.

وينعقد المنتدى هذا العام تحت عنوان «مواجهة الأزمة سعيا لتحقيق نمو مستدام»، كما تضمن جلسة عمل مخصصة للتنمية المستدامة في الصناعة الكيماوية، تحمل عنوان «سعيا لتحقيق نمو مستدام في الصناعة الكيماوية» فيما تحدث المنظمون عن زيادة واضحة في عدد المشاركين لهذه الدورة فاق عددهم 1100 مندوب وهو ما لم تشهده الاتحادات المماثلة، التي تأثرت بشكل واضح من خلال تراجع عدد المشاركين في مؤتمراتها بما يعادل 60 في المائة أما نحن فما زلنا نشهد زيادة في عدد المشاركين على الرغم من الأزمة، وهو ما يلفت الانتباه إلى جانب حجم التفاؤل الذي يسود أوساط الحاضرين وإن كان مشوبا بالحذر، وهو ما قاله عبد الله الحقباني الأمين العام السابق للاتحاد.