ليلى كرامي: «العقار» يسيطر على مجمل استثمارات السعوديات في لبنان

أكدت لـ «الشرق الأوسط» أن معظمهن يتحفظن عن الإفصاح عنها.. ويعملن «وراء الكواليس»

ليلى كرامي («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت مؤسِّسة أول تجمع نسائي اقتصادي في العالم العربي، ومقره بيروت، والتي التقتها «الشرق الأوسط» في أثناء زيارتها لمدينة الخبر، أن القطاع العقاري يسيطر على مجمل استثمارات سيدات الأعمال السعوديات في لبنان، اللاتي أصبحن يأتين على رأس قائمة سيدات الأعمال الخليجيات في حجم الأملاك والعقارات المسجلة بأسمائهن في لبنان.

وأكدت ليلى كرامي، وهي رئيسة تجمع سيدات الأعمال اللبنانيات، أنه لا توجد أرقام وإحصاءات رسمية تكشف بوضوح حجم استثمارات السعوديات في لبنان، إلا أنها لمحت إلى أن أكثر من 50 في المائة منها يصب في قطاع العقارات، وأفادت بكون عموم سيدات الأعمال الخليجيات المستثمرات في القطاع المالي والمصرفي أو العقاري بلبنان يتحفظن عن الإفصاح عن حجم وطبيعة هذه الاستثمارات ولا يرغبن في تسليط الضوء عليها، وهو ما وصفته بالرغبة في العمل «من وراء الكواليس».

يأتي ذلك في حين تكشف إحصائية غير رسمية أن حجم استثمار السعوديات في القطاع العقاري يصل إلى نحو 120 مليار ريال (32 مليار دولار)، وذلك داخل السعودية فقط، فيما تعود كرامي لتقول: «بالنسبة إلى حجم الاستثمارات أو الأموال المستثمرة لأي دولة داخل لبنان، فلا يمكن كشفها، وتعتبر سرا»، وتضيف: «أيضا لا توجد إحصاءات دقيقة في المنطقة العربية، وعندما تمنع أو تحجب دولة الإحصاءات فلأنها تخاف من إحداث تغيير في الديموغرافية الاجتماعية أو النظام السياسي والاقتصادي».

من جهة أخرى، كشفت كرامي أن مجموعة من سيدات الأعمال السعوديات يبحثن مؤخرا الفرص الاستثمارية في لبنان، في ظل الاستقرار النسبي للأوضاع السياسية، فيما وصفت حجم الشراكات التجارية التي تجمع بين المستثمرات السعوديات ونظيراتهن اللبنانيات بكونها «ضئيلة جدا»، بعكس التبادل التجاري الذي أشارت إلى تزايده بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعتمد بالدرجة الأولى على إقامة المعارض التجارية المشتركة بين البلدين، والموجهة إلى النساء تحديدا، بصفتهن الشريحة المستهدفة من معظم البضائع والمنتوجات المشاركة.

وتطرقت كرامي إلى مشاريع سيدات الأعمال السعوديات في قطاع التجميل أو القائمة على عقد شراكات مع مصممي الأزياء وخبراء التزيين في لبنان، مؤكدة أنها مشاريع ذات جدوى استثمارية عالية. وأوضحت أن النساء السعوديات هن أيضا المحرك الرئيسي لإنعاش قطاع التزيين اللبناني في مواسم الأعياد والأعراس، مما يدفع بعضهن لاستقدام خبراء التزيين اللبنانيين إلى السعودية في فترات متفرقة من العام، حسب قولها.

وفي محور آخر، أفصحت كرامي بأن تجمع سيدات الأعمال اللبنانيات أصبح يضم اليوم 52 سيدة، وأكدت أنه يعد الهيئة الاقتصادية الأولى لسيدات الأعمال في العالم العربي، إذ تأسس عام 1997 بمبادرة شخصية، وانطلقت منه مسيرة سيدات الأعمال في مختلف الدول العربية، وكان تدشينه خلال الملتقى الاقتصادي الأول الذي عقد في لبنان عام 1998، وتم تعزيزه بعدها بسنة في الملتقى الاقتصادي الثاني لسيدات الأعمال بالقاعة الرسمية لجامعة الدول العربية، ورافق ذلك حضور سياسي ودبلوماسي، وهو ما أوضحت أنه يأتي «إيمانا من التجمع بعدم وجود حدود اقتصادية بين الدول العربية».

وكانت كرامي قد شاركت في منتدى اقتصادي عقدته الغرفة التجارية شرق السعودية الأسبوع الماضي، وأوضحت خلاله أن تجمع سيدات الأعمال اللبنانيات التفت مؤخرا إلى جيل الشباب ليكونوا أصحاب إنتاج ولتقليل نسب البطالة في لبنان، قائلة: «لم يعد هناك وظائف تستوعب 16 ألف متخرج ومتخرجة من الجامعات كل سنة، لذا نصحناهم بالتوجه إلى المدارس والمعاهد المهنية والتقنية، خصوصا أن لبنان بلد خدمات وبحاجة أكثر إلى الأيدي العاملة». وطالبت كرامي «بإقامة مشاريع إنمائية وتنموية تستهدف الطبقة الفقيرة، كي تؤمن دخلا معقولا ومقبولا يقيها خطر الانحراف»، مؤكدة أن المجتمعات العربية والإسلامية تعاني من آفتين اقتصاديتين هما: الجهل، والبطالة. في حين كشفت عن رغبة تجمع سيدات الأعمال اللبنانيات بإطلاق «مركز توجيه وتعليم الشباب والشابات مصلحة أو حرفة إلى جانب ترويج وتسويق الأشغال اليدوية والأعمال الحرفية للنساء الفقيرات في القرى والأرياف، اللواتي لديهن قدرة على العمل والإنتاج، ولكن ليس لديهن القدرة المادية على شراء المواد الأولية».