السلطات الفرنسية تحصل على بيانات بنكية بعد فشل عميلة في بيعها في لبنان

لـ 130 ألف متعامل لدى بنك «إتش إس بي سي» في جنيف

TT

تكشفت معلومات جديدة حول واحد من أكبر التحقيقات في جرائم غسل الأموال والتهرب الضريبي في تاريخ فرنسا، حيث تمكنت السلطات القضائية الفرنسية من الحصول على بيانات 130 ألف متعامل لدى بنك «إتش.إس.بي.سي» الخاص في جنيف فقط بسبب فشل صفقة عميلها مع لبنان.

ويعيش العميل إرفي فالسياني، الذي كان يعمل متخصصا في بيانات البنوك لدى مصرف «إتش.إس.بي.سي» حتى عام 2008، حاليا تحت حماية الشرطة في جنوب فرنسا، حيث يعتبره المحققون معرضا للخطر لإمكانية اشتباكه مع عصابات المافيا.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، كان فالسياني الإيطالي الفرنسي قد اكتشف من قبل ثغرات أمنية في نظام كمبيوتر بنك «إتش.إس.بي.سي».

وذكرت صحيفة «لو بارزيان» الفرنسية الصادرة أمس الثلاثاء استنادا إلى بيانات محققين أن فالسياني «كان يريد بيع المعلومات المتوافرة لديه».

وجاء في تقرير الصحيفة أن فالسياني سافر مع صديقته الإيطالية اللبنانية، جورجيا إم، التي تعمل في البنك أيضا إلى بيروت لعرض بيانات عملاء بنك «إتش.إس.بي.سي» للبيع هناك، إلا أن هذا الأمر لم ينجح وعاد الاثنان مرة أخرى إلى جنيف.

وقال أحد المحققين في تصريحات للصحيفة إن السلطات اللبنانية أبلغت السلطات السويسرية بالأمر، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن السلطات اللبنانية لم تكن تعلم سوى اسم المرأة.

وذكر المحقق أن جورجينا كانت تخضع للمراقبة في سويسرا وتم القبض عليها في النهاية في 22 ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، موضحا أنها اعترفت على الفور خلال الاستجواب على شريكها الذي تم القبض عليه أيضا. وقد تم الإفراج عن الاثنين عقب ساعات قليلة من اعتقالهما.

وقال محقق آخر للصحيفة: «إرفي فالسياني حزم حقائبه في الليلة نفسها وسافر إلى فرنسا»، بينما اختفت جورجينا.

وقد قام فالسياني بتسليم البيانات المشفرة لـ 130 ألف متعامل في بنك «إتش.إس.بي.سي» لسلطات مكافحة التهرب الضريبي في فرنسا.

ويدير فرع «إتش.إس.بي.سي» في جنيف ودائع تقدر بـ180 مليار دولار.

وذكر المدعي العام الفرنسي إيريك دو مونتغولفيه أن كثيرا من زبائن البنك المعروفين ينحدرون من إيطاليا وكولومبيا.

وقد أعلن البنك بنفسه من قبل أنه فقد فقط بيانات «أقل من عشرة عملاء».

وكان وزير الميزانية الفرنسي إيريك وورث قد أثار الصيف الماضي ضجة بإعلانه امتلاك قائمة بأسماء 3000 فرنسي تبلغ حساباتهم البنكية في سويسرا 3 مليارات يورو.

واعترف وورث خلال تلك الأثناء أنه توصل إلى معرفة بعض الأسماء من خلال بيانات فالسياني.