مسح: إمدادات «أوبك» تسجل في ديسمبر أعلى مستوى لها في 2009

ارتفاع النفط مدعوم بانخفاض المخزونات الأميركية وبرودة الطقس

TT

أظهر مسح أجرته «رويترز» أمس ارتفاع إمدادات منظمة «أوبك» من النفط في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بفعل زيادة أخرى في إنتاج نيجيريا، وزيادات أقل في إنتاج دول أعضاء بالمنظمة، وذكر المسح، الذي شمل شركات للطاقة ومسؤولين من «أوبك» ومحللين، أن إمدادات الدول الـ11 أعضاء المنظمة الملتزمة بحصص الإنتاج - جميع الدول عدا العراق - ارتفعت إلى 26.62 مليون برميل يوميا، من 26.53 مليون برميل يوميا في نوفمبر (تشرين الثاني).

وأشارت تقديرات «رويترز» إلى أن إمدادات جميع أعضاء «أوبك» ارتفعت إلى 29.12 مليون برميل يوميا، مسجلة أعلى مستوى منذ ديسمبر 2008.

وكانت المنظمة قد قررت خفض الإمدادات بما يبلغ إجمالا 4.2 مليون برميل يوميا منذ سبتمبر (أيلول) 2008، وزاد حجم إمدادات الدول الملتزمة بحصص الإنتاج بواقع 1.78 مليون برميل يوميا في ديسمبر، عن المستويات المستهدفة البالغة 24.84 مليون برميل يوميا، مما يعني أن المنظمة التزمت بخفض 2.42 مليون برميل من التخفيضات المستهدفة. وقد ارتفع سعر النفط مقتربا من 80 دولارا للبرميل، أمس الخميس، ليواصل صعوده للجلسة السابعة على التوالي، ويقترب من تحقيق أكبر مكاسب في عام منذ 10 سنوات، مدعوما بانخفاض مخزونات الخام والوقود الأميركية، حيث عززت برودة الطقس الطلب على الخام، وأظهرت بيانات لإدارة معلومات الطاقة الأميركية تراجع مخزونات النفط الخام الأسبوع الماضي، كما سجلت مخزونات البنزين انخفاضا مفاجئا، مما دعم التوقعات بانتعاش الطلب في أكبر مستهلك للطاقة في العالم، وبلغ سعر عقود النفط الخام الأميركي الخفيف لتسليم فبراير (شباط) 79.90 دولار للبرميل، بارتفاع يبلغ 62 سنتا، وارتفعت الأسعار 14% في أقل من أسبوعين، وارتفع سعر عقود مزيج النفط الخام برنت 78 سنتا إلى 78.81 دولار للبرميل. وقال إدوارد مير، محلل النفط لدى «إم.إف غلوبال»، في تقرير يومي عن الطاقة «تضافرت عوامل برودة الطقس في الولايات المتحدة، وضعف التعاملات، وبيانات إدارة معلومات الطاقة، لتسهم جميعا في ارتفاع أسعار النفط».

وتوشك أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي على تحقيق أكبر مكاسب سنوية منذ عام 1999، لكنها لا تزال قرب منتصف أعلى مستوى تسجله على الإطلاق بلغ 147.27 دولار في يوليو (تموز) 2008، من جهة أخرى أعلن مدير عام شركة «نفط الشمال» العراقية أمس أن العام الماضي (2009) شهد انخفاضا في معدل الهجمات التي تستهدف حقول المنشآت النفطية، مقارنة بالأعوام الماضية.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، قال مناع عبد الله العبيدي للصحافيين إن «العام الماضي شهد انخفاضا في الهجمات المسلحة على الخط العراقي - التركي الناقل للنفط، مقارنة بالأعوام الماضية، حيث بلغ عدد الهجمات 9 هجمات، بينها هجمتان كبيرتان كانت الأخيرة السبت الماضي قرب قضاء الشرقاط أدت إلى توقف التصدير لأكثر من 5 أيام».

ويتراوح معدل التصدير الاعتيادي عبر الأنبوب العراقي - التركي لميناء جهان على البحر الأبيض المتوسط بين 550 و640 ألف برميل يوميا، فيما يتم تصدير كميات تقدر بـ1.5 مليون برميل يوميا، عبر موانئ البصرة جنوبي البلاد.

كان العام الماضي قد شهد أكثر من 30 هجوما، ليصل معدل الهجمات خلال الأعوام التي تلت عام 2003 إلى أكثر من 250 هجوما، كلفت هذه الهجمات الشركة عشرات المليارات من الدنانير، وأدت إلى توقف التصدير، والحد من تطوير الإنتاج وإلحاق أضرار بمساراته.

وعزا مراقبون انخفاض معدل الهجمات إلى نشر وحدات من الجيش العراقي، ونصب أبراج للمراقبة، وتحليق «طائرات من دون طيار»، فضلا عن التأييد الشعبي والعشائري الرافض لاستهداف النفط، واعتباره ثروة وطنية، إضافة إلى الحد من نشاط المجموعات الإرهابية والإجرامية وعصابات التهريب.