دبي تدشن أعلى برج في العالم بارتفاع 828 مترا

رئيس مجلس إدارة «إعمار» لـ «الشرق الأوسط»: البرج سيكون أهم العوامل المؤثرة في اقتصاد الإمارة

TT

كشف النقاب عن الارتفاع الحقيقي لأعلى برج في العالم، وهو «برج دبي»، الذي افتتح مساء أمس رسميا. وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم الإمارة، أن ارتفاع البرج هو 828 مترا. وقد تحول ليل المنطقة في «برج دبي» مساء أمس إلى نهار أضاءته الألعاب النارية على وقع النافورات الراقصة إيذانا بافتتاح أعلى برج يبنيه الإنسان على وجه الأرض.

وتمكن المئات من المقيمين في دبي من مشاهدة الألعاب النارية من الجهة المقابلة للبرج، والتي انطلقت من قمة البرج في مشهد استثنائي انعكس على البحيرات الاصطناعية المحيطة بالبرج. فيما حضر المئات من الإعلاميين ومراسلي وكالات الأنباء والصحف العربية والعالمية.

ومن قمة البرج، اختارت «إعمار» أن يكون الإعلاميون أول من تستقبلهم، فقد نظمت «إعمار» رحلة للصحافيين إلى الطابق 124 في البرج، برفقة رئيس مجلس إدارتها محمد العبار، الذي كان جاهزا للإجابة عن معظم الأسئلة، باستثناء سؤال واحد، كان الارتفاع الدقيق للبرج، منتظرا أن يعلن عنه الشيخ محمد بن راشد في وقت لاحق، في المناسبة التي تتزامن مع عيد الجلوس الرابع لحاكم دبي.

العبار قال إن التكلفة النهائية لبناء «برج دبي» بلغت 1.5 مليار دولار، وإن 90 في المائة من وحدات المبنى بيعت بالفعل، مما سيعزز من نتائج عام 2010. معتبرا أن افتتاح البرج سيكون له أثر إيجابي في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2010 وأكد العبار في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن افتتاح «برج دبي» هو أحد أهم الأسباب التي ستؤثر إيجابا في مستقبل دبي، معتبرا أن أي حدث إيجابي في العالم له تأثيره في نفسية المستثمر، وتوجهاته، ونشاط الأسواق، والحركة التجارية، لكنه عاد ليؤكد في السياق ذاته أن القطاع العقاري يدعم أيضا من السياسات الحكومية والمصرفية والاستثمارية، وأضاف «مشروع ضخم كهذا.. أنا متأكد أن له تأثيرا إيجابيا في القطاع العقاري».

وأعلن العبار أن 280 زائرا في الساعة يتوقع أن يدخلوا البرج عند افتتاحه. وقالت «إعمار» أمس إن عملية إصدار التذاكر سيتم كل 30 دقيقة؛ بغرض تنظيم تدفق الحضور، فيما يبلغ السعر المبدئي لبطاقة الصعود إلى قمة البرج 100 درهم للكبار، و75 درهما للأطفال حتى سن 12 سنة. أما الذين لا يحبون الانتظار، فيمكنهم الحصول على تذاكر الدخول الفوري مقابل 210 دراهم، حسب توافرها.

ويقول مسؤولو شركة «إعمار» العقارية إنه وخلال فترة وجيزة، سيصبح «برج دبي» مجتمعا حيويا ممتلئا بالآلاف من المقيمين والموظفين ونزلاء الفنادق والسياح، «حيث سيحتضن هذا الصرح ما يصل إلى 12 ألف شخص ممن سيتوافدون للعيش أو العمل أو الترفيه في أطول ناطحة سحاب في العالم».

ويشكل «برج دبي» عماد مشروع «وسط برج دبي» الضخم، الذي يمتد على مساحة 500 فدان، ويعرف على نطاق واسع بأنه أرقى كيلومتر مربع على سطح الأرض. ويمثل «برج دبي» بتفاصيله كلها صرحا هو الأول من نوعه في العالم، حيث تخطى بتصميمه آفاق الهندسة المعمارية في العالم.

وقد انطلقت أعمال الحفر في «برج دبي» خلال فترة وجيزة من إطلاقه، حيث باشر أكثر من 60 مقاولا ومستشارا، من مختلف أنحاء العالم، العمل في الموقع يدا بيد في تحالف لم يسبق له مثيل.

وعندما وصلت أعمال البناء إلى ذروتها، كان موقع البرج يضم يوميا ما يزيد على 12 ألف عامل، يمثلون أكثر من 100 جنسية. وبشكل إجمالي، استغرق تشييد «برج دبي» 22 مليون ساعة عمل.

وقد تم دعم الهيكل الأساسي لـ«برج دبي»، الذي يرتفع على ارتفاع أكثر من 800 متر (2625 قدما)، بقاعدة إسمنتية كبيرة، مدعومة بدورها بركائز إسمنتية قوية. وتم استخدام أكثر من 45 ألف متر مكعب (1.59 مليون قدم مكعب) من الإسمنت، يصل وزنها إلى أكثر من 110 آلاف طن، مع 192 ركيزة تم وضعها على عمق أكثر من 50 مترا (164 قدما).

وقد بدئ في الهيكل الفوقي لـ«برج دبي» في مارس (آذار) 2005، بعد أن استغرق إنجاز الأساسات أكثر من 12 شهرا. وقد استلهم «برج دبي» تصميمه من زهرة الصحراء «هايمنوكاليس». كما بدأ العمل في هيكل «برج دبي» بعد اختبارات واسعة لقنوات الرياح، رافقها تحليل لآثار الزلازل. وتتيح اختبارات قنوات الرياح للبرج مقاومة تأثيرات الرياح حول البرج، إضافة إلى تغيرات الضغط الجوي بين قاعدة البرج وقمته. والمادة الأساسية التي تم استخدامها في بناء «برج دبي» الإسمنت المسلح، الذي تم تصميمه بشكل خاص ليقاوم الضغط الكبير المتوقع لأطول مبنى في العالم.