كابوس «تويوتا» متواصل في فرامل سياراتها بعد دواسات السرعة

3.5 مليار دولار أرباح «هوندا» المتوقعة

TT

أقر عملاق صناعة السيارات الياباني «تويوتا» الذي أعلن سحب الملايين من سياراته في العالم بسبب خلل في دواسة السرعة، الأربعاء، أنه تلقى «عشرات الشكاوى» تتعلق بفرامل سيارته من طراز «بريوس» الهجين الأكثر مبيعا في العالم.

وأوضحت الناطقة باسم «تويوتا» مييكو ايوازاكي لوكالة الصحافة الفرنسية: «تلقينا شكاوى بشأن فرامل السيارة الجديدة من طراز «بريوس» من وكلائنا في اليابان وأميركا الشمالية». لكنها رفضت تقديم مزيد من التفاصيل، موضحة أن الشكاوى «بالعشرات».

من جهتها أشارت وزارة النقل اليابانية إلى أنها تلقت 14 شكوى ولم تستبعد إمكانية السحب، فيما أفادت وسائل الإعلام اليابانية من جهة أخرى أن الإدارة الأميركية المكلفة أمن حركة السير «إن إتش تي إس إيه» تلقت مائة شكوى مماثلة.

وجاء في شكوى سائق «بريوس» من ولاية ماساتشوستس الأميركية نشرتها تلك الهيئة على الإنترنت: «دست على المكبح لوقف السيارة لكنها لم تتوقف، فدست مجددا بقوة أكبر لكن بلا جدوى».

وتابع رافع الشكوى: «استمرت سيارتي في السير بسرعة عادية حتى اصطدمت بالسيارة التي كانت أمامي» في حادث وقع أمام إشارة حمراء في ديسمبر (كانون الأول) لكنه لم يخلف جرحى.

وقالت «تويوتا» ووزارة النقل اليابانية إن المشكلة تخص آخر نسخة من سيارة «بريوس» التي أطلقت في مايو (أيار) الماضي في اليابان التي تبين أنها كانت الأكثر مبيعا خلال 2009 في الأرخبيل. وسيارة «بريوس» التي سوقت آخر نسخة منها سنة 1997 تعتبر السيارة الهجين الأكثر رواجا في العالم.

وقال تيتسويا ميزونو محلل في قطاع صناعة السيارات في شركة «ميزونو كريديت ادفيزوري» إن «السيارات الهجين تشكل أملا كبيرا بالنسبة لـ(تويوتا)». وتابع أن «تلك السيارات هي تقريبا الوحيدة التي تباع جيدا في الوقت الراهن في اليابان والولايات المتحدة، وإذا كانت المشكلة خطيرة فإن الانعكاسات على نتائج (تويوتا) ستكون شديدة».

ويتوقع أن تنشر «تويوتا» اليوم نتائجها المالية خلال الربع الأخير من السنة الماضية من أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديسمبر. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي تراجعت مبيعاتها في الولايات المتحدة بنحو 19 في المائة، وانخفضت إلى ما كانت عليه سنة 1999 حسب أرقام نشرت الثلاثاء.

وتسببت الملابسات حول فرامل «بريوس» في انخفاض أسهم «تويوتا» في بورصة طوكيو، حيث تراجعت أمس بنحو 5.68 في المائة، وبلغت 3400 ين غداة تسجيلها الثلاثاء قفزة بأكثر من 4 في المائة، ومنذ 21 يناير انخفضت أسهم أكبر صانع سيارات في العالم بنحو 19 في المائة.

وتتخبط «تويوتا» حاليا من أزمة غير مسبوقة، فبعد أن تكبدت خسارة فادحة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، اضطرت المجموعة الخريف الماضي إلى سحب ثمانية ملايين من سياراتها من أرجاء العالم بسبب خلل في دواسة السرعة وسجادة الأرضية التي تنحى إلى الالتصاق بالدواسات. وتوقف إنتاج وبيع ثمانية طرازات تحتوي على دواسات مصابة بهذا العيب خلال أسبوع في أميركا الشمالية في قرار غير مسبوق.

وأعلنت «تويوتا» الاثنين إجراءات لتصحيح الخلل في الدواسات، لكن المجموعة تعرضت بسبب تباطئها لتوبيخ السلطات الأميركية التي تنوي فرض عقوبات عليها. وفي الولايات المتحدة تبلغ الغرامة القصوى التي تفرض على صانع سيارات تأخر في إعلان سحب سياراته المعيبة 16.375 مليون دولار.

واعتبر ميزونو أن «الانعكاسات المالية ستكون ضعيفة، لكن من المؤكد أن العقوبات ستنال أكثر من سمعة ماركة (تويوتا)».

ومن ناحية أخرى زادت شركة «هوندا موتور» اليابانية للسيارات أمس الأربعاء توقعاتها للأرباح والمبيعات للعام المالي الجاري المنتهي بنهاية مارس (آذار) القادم، بفضل إجراءات خفض النفقات وتحسن مبيعات السيارات في آسيا.

وتتوقع الشركة، كما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية، أن تبلغ أرباح التشغيل المجمعة 320 مليار ين (3.5 مليار دولار) مقابل 190 مليار ين في توقعات سابقة.

كما تكهنت ثاني أكبر شركة للسيارات في اليابان بأن مبيعاتها ستبلغ قيمتها 8.53 تريليون ين مقابل 8.45 تريليون ين في تقديرات سابقة. وزادت الأرباح الصافية إلى 265 مليار ين مقابل 155 مليارا.

لكن «هوندا» قالت إن أرباحها ومبيعاتها خلال الفترة من أبريل (نيسان) إلى ديسمبر قد تراجعت بسبب تباطؤ الطلب في أوروبا والولايات المتحدة. وسجلت الأرباح الصافية المجمعة للشركة خلال فترة الأشهر التسعة تلك انخفاضا بنسبة 38.1 في المائة لتصل قيمتها إلى 196.22 مليار ين مقارنة بالفترة نفسها قبل عام.

وباعت «هوندا» خلال تلك الفترة 2.518 مليون سيارة على مستوى العالم بانخفاض نسبته 11.2 في المائة عن الفترة نفسها قبل عام.

وأبقت الشركة توقعاتها للمبيعات العالمية للسيارات الرباعية الدفع للعام المالي الجاري بأكمله عند 3.4 مليون سيارة.

وعلى الرغم من التوقعات التفاؤلية للعام المالي 2009، أبدى محللون اهتماما كبيرا بالتأثير المالي لعملية سحب لنحو 646 ألف سيارة على مستوى العالم لإصلاح عيوب في مفتاح زجاج النوافذ الكهربائي الذي قد يتسبب في حدوث حريق.