منتدى جدة الاقتصادي.. 10 سنوات من العصف الذهني لمحاكاة أطراف التجارة العالمية

متحدثون يتقاطرون من أنحاء العالم.. ورؤية سعودية لحلول الاقتصاد في المعمورة

TT

احتل منتدى جدة الاقتصادي مكانة كمجتمع اقتصادي سنوي يبحث الهموم الاقتصادية الحالية والمستقبلية، في الوقت الذي وضع فيه المنتدى مدينة جدة (غرب السعودية) ضمن المدن العالمية التي تسهم في حل القضايا الاقتصادية المهمة. المنتدى الذي انطلق بفكرة من رجل الأعمال السعودي عمر الدباغ، الذي يشغل منصب محافظ هيئة الاستثمار السعودية حاليا، عندما كان عضوا في مجلس إدارة غرفة جدة في ذلك الحين، تحول لمشروع جديد لفت أنظار العالم، وأضحى تجمعا يهدف للتسويق لمدينة جدة كواحد من المواقع العالمية للتجمعات الاقتصادية.

انطلق أول منتدى لجدة الاقتصادي عام 1999 بعنوان «نمو ثابت في اقتصاد عالمي»، برعاية من الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز - رحمه الله - أمير منطقة مكة المكرمة في ذلك الوقت، سجل بعدها نموا واسعا من قبل عدد المتحدثين ومكانتهم الاقتصادية والسياسة، إضافة إلى ارتفاع في عدد المشاركين على مدى 10 سنوات.

وشهد المنتدى مشاركة واسعة من مسؤولين دوليين، منهم الرئيس السابق للولايات المتحدة الأميركية جورج بوش الأب، ورفيق الحريري وبيل كلينتون، ومحمد مهاتير الرئيس الماليزي السابق، وغيرهم ممن شكلوا حقبة للقرار في التاريخ العالمي، إضافة إلى رجال أعمال كانت لهم بصمة في تغيير مفهوم التجارة العالمية أمثال الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، مالك العلامة التجارية الشهيرة «فيرجن»، وغيره من التنفيذيين العالميين.

توقف المنتدى العام الماضي بسبب ظروف لم تعلن، إلا أنه عاد بشكل متواصل مع النجاح الذي سجلته الدورات السابقة من خلال مقدمة الدورة العاشرة، التي أعطت إيحاء بمستوى رفيع في المواضيع التي تطرح للنقاش بين المشاركين في المنتدى.

وبالعودة لعام 2008 فقد شُكّلَ جدول أعمال جلسات منتدى جدة الاقتصادي 2008 بناء على التطورات التي عرفها المشهد العالمي، هذه التطورات تؤكد أن العالم بات يعيش فترة عولمة متزايدة الشدة يوازيها، أَو ربما تمخض عنها، بحث عن حلول مبتكرة تلائم العوامل المحلية. وليس من المستغرب أن يحظى موضوع التفكير المقاولاتي والتفكير الخلاق «خارج الصندوق» باهتمام واسع، كما أكدته مداخلات محمد يونس، مؤسس «بنك الفقراء» والشيخة لبنى القاسمي وزيرة الاقتصاد الإماراتية والدكتورة حياة سندي، وغيرهم بأكثر قدر من الاستحسان والإقبال الجماهيري، كما دل على ذلك ما ناله كل منهم من الترحيب الحار والتصفيق.

وكان المنتدى الأخير قد عقد في وقت كانت تعرف فيه السعودية فائض رأس المال نتيجة طلب للنفط لم يسبق له مثيل، ونظرا للطبيعة العابرة للانتعاش الناتج عن النفط وحاجة السعودية للاستفادة من الازدهار الحالي، فقد نالت المناقشات التي ركزت على السياسة المالية والاستراتيجية والاقتصادية اهتماما خاصا من المندوبين. وتمحورت جلسات منتدى جدة الاقتصادي 2008 حول محاور: «من البيت إلى العالم» و«إعادة التفكير في مفهوم العقار والتنمية الحضرية»، إضافة إلى «الاقتصاد من الطفرة إلى الوفرة» و«الطاقة تحالفات القوى والوصل الاجتماعي الاقتصادي: جينوم الحياة المزدوج» و«بناء المستقبل»، إلى «من نوكل زمام القيادة».

وأجمع متدخلو المنتدى على أن اقتصادا قويا يتطلب اقتصادا اجتماعيا سليما ومجتمعا مدنيا ممثلا بمنظمات ذات مصلحة عامة نشيطة، مثل «منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية» التي تناقش قطاع التعليم في المنطقة، وكذا منظمات عن المجتمع المدني مثل «أصدقاء حدائق جدة» و«الصندوق العربي لحقوق الإنسان». كان هذا الإدراك هو الذي حدد اختيار عنوان المنتدى: إنماء الثروة عبر التحالفات والشراكات. منح المنتدى المشاركين - رجال الأعمال والحكومة والمجتمع المدني - فضاء فريدا للتفكير الجماعي في حلول عالمية لمشكلات محلية.