الأزمة المالية اليونانية لا تزال تلقي بثقلها على الأسواق

انخفاض أسهم البنوك اليونانية 5.4 بالمائة بفعل هبوط الناتج المحلي

جورج باباندريو رئيس الوزراء خلال اجتماع في اثينا أمس (أ.ب.إ)
TT

لا تزال الأزمة المالية في اليونان تلقي بثقلها على الأسواق العالمية غداة قمة بروكسل، التي عبرت عن دعم أثينا، وإنما من دون إعلان إجراءات ملموسة، وهو ما يؤثر بقوة على العملة الأوروبية الواحدة.

وبلغ سعر صرف اليورو أدنى مستوى له منذ 19 مايو (أيار)، ليصل إلى 1.3532 دولار الساعة الحادية عشرة من صباح أمس، وأوضحت وكالة الصحافة الفرنسية أن المحللين عزوا ذلك إلى غياب الإعلان عن حل ملموس في بروكسل في ختام قمة القادة الأوروبيين، الذين اجتمعوا لبحث الأزمة المالية في اليونان وديونها الضخمة.

وقال مصدر من الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن وزراء مالية منطقة اليورو، قد يدرسون تقديم مساعدات مالية لليونان في اجتماعهم المقرر يوم الاثنين المقبل، لكنهم لن يكشفوا عن أي تفاصيل.

وأضاف المصدر: «يجب أن نبقي على السوق في حالة عدم تيقن بشأن إجراءاتنا».

وأضاف المصدر أن الوزراء يعتقدون أن منطقة اليورو يجب ألا يكون لديها نظام آلي لمساعدة دول مثل اليونان.

ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن المصدر قوله إنه من المستبعد أن تواجه اليونان مطالب باتخاذ إجراءات مالية إضافية هذا العام، لكن جهودا أكبر قد تكون مطلوبة في السنة المالية 2011 - 2012.

وفي أثينا انخفضت قيمة أسهم البنوك اليونانية 5.4 في المائة، مما قاد انخفاضات البورصة أمس، الجمعة، بعد أن أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي أن اقتصاد البلاد يعاني من كساد أعمق مما كان متوقعا في وقت سابق، بالإضافة إلى اتساع الفروق بين عائدات السندات.

واختصر كينيث برو، والتاز داغا من شركة «لويدز تي إس بي» الوضع بالقول إن «الأسواق لم تجد ما يطمئنها في الإنقاذ السياسي لليونان، الخميس، وبقي الغموض يلف المبلغ المخصص للمساعدة الضرورية في حال ساءت الأمور، وتراجع المستثمرون أمام شرائح جديدة من الديون العامة».

من جهته، قال نيل ماكينون من بنك الاستثمار الروسي «في تي بي كابيتال» إن «غياب التفاصيل هذا» بشان إنقاذ اليونان يفسح المجال أمام «خطر تفاقم الأزمة في منطقة اليورو وتحولها إلى أزمة نقدية».

وقال إنه يراهن على اجتماع وزراء المالية الأوروبيين، الاثنين، «لتصحيح كل ذلك».

ورأى ستيوارت بينيت من مصرف «كريدي أغريكول سي آي بي» أن ما تم الإعلان عنه، أمس، يعطي الانطباع «بالقيام بنصف العمل مع ترك السوق في وضع معلق ومتعطشة للمعلومات».

وإعلان الجمعة عن نمو أضعف مما هو متوقع في منطقة اليورو في الفصل الرابع 2009، حيث بلغ 0.1 في المائة مقارنة بالفصل الثالث، في حين كان من المتوقع عموما تسجيل زيادة بواقع 3.0 في المائة، عزز هذا الانطباع من الضائقة العامة.

وألقت هذه الإحصاءات بثقل إضافي على سعر صرف اليورو، الذي لم يكن بحاجة إليه أصلا، وانتهت بالتأثير على سوق نفطية قاومت في وقت سابق.

ولاحظ أوليفييه جاكوب من مؤسسة «بتروماتريكس» أن «قيمة الدولار وتقلباته حول الموضوع اليوناني، شكلا محرك أسعار النفط هذا الأسبوع».

وبما أن المواد الأولية مسعرة بالدولار، فإنها تفقد جاذبيتها عندما تعود العملة الأميركية إلى الارتفاع أمام ابرز العملات الأخرى.

وحتى في لندن غير المعنية كثيرا بمشاكل منطقة اليورو، فقد تراجع مؤشر فوتسي 0،53% ليصل إلى 49.5134 نقطة، ذلك أن ابرز أسهمه في مجال المناجم تعرضت لهجوم ارتفاع سعر صرف الدولار، الذي ألقى بثقله على المؤشر.