«قيمة» البيت الأبيض تنخفض بمعدل 5 في المائة

مع انخفاض قيمة المساكن في أميركا

TT

رغم أن الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة التي بدأت مع منتصف السنة الماضية أخذت في الانحسار، فإنه يسير بوتيرة بطيئة. وتظل سوق المنازل والعقارات أكثر قطاعات الاقتصاد بطئا في التحسن. قبل أكثر من سنتين، بدأت الكارثة الاقتصادية بانفجار فقاعة المنازل، إشارة إلى أن أسعار المنازل هبطت فجأة وكثيرا عندما فشل ملايين من الذين اقترضوا ديونا سهلة في تسديدها.

وسط منازل المشاهير، انخفضت كثيرا قيمة منزل الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري وزيرة الخارجية في ضاحية من ضواحي نيويورك. وانخفضت قيمة منازل مشاهير وسياسيين في واشنطن العاصمة وغيرها.

وقبل أيام أعلن تلفزيون «سي إن إن»: «حتى قيمة البيت الأبيض انخفضت». وقال إن الانخفاض، طبعا، نظري لأن الحكومة الأميركية (التي تملك البيت الأبيض) لا تبيعه. لكن، يوضح الانخفاض أن كارثة المنازل في الولايات المتحدة كانت حقيقية، وتظل مستمرة، وتظل تعرقل انتعاش الاقتصاد الأميركي، وأيضا الاقتصاد العالمي. اعتمد خبر «سي إن إن» على تقرير أصدرته، قبل أسبوع، شركة «زيلو» للعقارات التي تشتري وتبيع وتقيم منازل وعقارات في كل الولايات المتحدة. وقال التقرير إن قيمة البيت الأبيض ظلت، خلال العشرين سنة الماضية، ترتفع بنسبة ما بين خمسة وعشرة في المائة، مثل بقية المنازل والعقارات في واشنطن والمدن الرئيسية وضواحيها. لكن، بداية من سنة 2000، بعد فوز الرئيس السابق بوش الابن، وقراراته بتخفيض الضرائب وتسهيل القروض، زادت نسبة الارتفاع إلى ما بين عشرين وثلاثين في المائة. في ذلك الوقت، راجت سوق المنازل، وتوفرت القروض «حتى للذين لم يكونوا مؤهلين للحصول عليها». ولهذا، ارتفعت أسعار المنازل. في سنة 2006، وصلت الأسعار أرقاما قياسية. ثم بدأت تنخفض مع انفجار فقاعة المنازل، حسب تقرير شركة «زيلو». في تلك السنة القياسية، سنة 2006، وصلت قيمة البيت الأبيض إلى 308 ملايين دولار. وكانت في سنة 1999 نحو 130 مليون دولار. ومثل منازل أخرى في واشنطن وضواحيها، كانت تلك القيمة ما بين ضعفين وثلاثة أضعاف أسعار سنة 1999.

لكن، بعد انفجار الفقاعة، وخلال السنوات القليلة الماضية، بدأت قيمة البيت الأبيض تنخفض تدريجيا (أيضا مثل منازل أخرى في واشنطن وضواحيها). ومع بداية هذه السنة وصلت قيمة البيت الأبيض إلى 293 مليون دولار، بنسبة انخفاض تزيد عن خمسة في المائة (نحو 15 مليون دولار).

وفي إجابة على سؤال من «الشرق الأوسط»، قالت كرستين إيكر، نائبة مدير شركة «زيلو» إن تقرير انخفاض قيمة البيت الأبيض «ليس شخصيا ضد الرئيس أوباما». وإن الهدف هو توضيح أبعاد كارثة أسعار المنازل. وإن الشركة تعرض أسعار عشرات الآلاف من المنازل. وتتابع ارتفاعها وانخفاضها.

وكانت تعليقات انتقدت تلفزيون «سي إن إن» وشركة «زيلو»، واتهمتهما بالعنصرية. وأنهما يقصدان أن دخول رئيس أسود في البيت الأبيض هو سبب انخفاض قيمته. وأنهما اعتمدا على ظاهرة تاريخية في سوق العقارات الأميركية تعتمد على العوامل الآتية: أولا: تميل أحياء البيض نحو الأناقة وارتفاع أسعار المنازل فيها، عكس أحياء السود. ثانيا: يخشى كثير من البيض انتقال سود إلى أحيائهم خوفا من انخفاض قيمة منازلهم. ثالثا: يضطر بعض البيض إلى بيع منازلهم عندما يكثر عدد السود في أحيائهم.

وأمام هذه الزوبعة أيضا، نفت شركة «ماركيت ليدر» العقارية (من مركزها في كيركلاند في ولاية واشنطن) أي ميول عرقية أو دينية، وقالت إنها تقدم «خدمات مهنية وفنية وهندسية واستثمارية».

وقالت كرستين إيكر إن شركة «زيلو» (من مركزها في سياتل في ولاية واشنطن أيضا) تقدم معلومات عن المنازل، وتبيعها وتشتريها، من دون وضع اعتبار للون والعرق والدين والوطن الأصلي. وأشارت إلى أن نفس التقرير الذي قال إن قيمة البيت الأبيض انخفضت، قال إن منازل سياسيين ومشاهير غير سود أيضا انخفضت.

فقد انخفض منزل الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري، وزيرة الخارجية، إلى مليوني دولار (يقع المنزل في ضاحية شاباكوا في مقاطعة ويستغستر في ولاية نيويورك، على بعد ساعة بالسيارة من مدينة نيويورك). كان كلينتون وزوجته اشتريا المنزل بخمسة ملايين دولار سنة 1999 وانخفض أيضا منزل «آرشي بنكر» في حي بروكلين في نيويورك. مثل البيت الأبيض، هذه قيمة نظرية لأن «آرشي بنكر» شخصية تلفزيونية تملك منزلا في حي بروكلين، واشتهرت الشخصية والمنزل من قبل ثلاثين سنة بسبب مسلسل تلفزيوني عن حياة رجل من الطبقة المتوسطة.

لكن، لأسباب ما، لم تنخفض كثيرا أسعار منازل وفيلات لممثلين وممثلات في هوليوود. انخفضت قليلا قيمة منزل الممثلة نيكول كيدمان والممثل توم كروز. وانخفضت قليلا قيمة منزل الممثلة جنيفر انستون والممثل براد بيت.