«رويال بنك أوف سكوتلاند» يتجاهل الجهود الحكومية ويقدم علاوات بـ5.5 مليار دولار

الأسهم الأوروبية تتحول إلى الارتفاع.. وأسهم البنوك الرابح الأكبر

لقطة لأحد أفرع «رويال بنك أوف سكوتلاند» وسط العاصمة لندن (تصوير: حاتم عويضة)
TT

أعلن بنك «رويال أوف سكوتلاند» (آر بي إس) البريطاني أمس عن تكبده خسائر بقيمة 3.6 مليار إسترليني (5.5 مليار دولار) العام الماضي، قبل احتساب الضرائب، مقارنة بخسائر قياسية زادت على 24 مليار إسترليني في ذروة الأزمة المالية في 2008، كانت الأكبر في تاريخ المؤسسات البريطانية.

بيد أن البنك المتعثر، الذي صار مملوكا للدولة بنسبة 84 في المائة بعد أن أنقذته الحكومة بأموال دافعي الضرائب، تجاهل الجهود الحكومية المتكررة، وسيستمر في دفع علاوات لموظفي القطاع الاستثماري في البنك بقيمة تصل إلى 1.3 مليار إسترليني، وفقا لتأكيدات الرئيس التنفيذي، ستيفن هيستر.

وقال هيستر، الذي رفض تلقي علاواته التي كانت لتبلغ 1.6 مليون إسترليني، إنه من المهم مكافأة الموظفين المصرفيين المعينين حديثا الذين بذلوا جهدا كبيرا لإحداث تغيير في ثروات البنك بعدما شارف على الانهيار عام 2008. وقال لراديو هيئة الإذاعة البريطانية أمس «أعتقد أن من تركونا العام الماضي، ربما كانوا ساعدوا في زيادة الأرباح بنحو مليار إسترليني إضافة لما جنيناه». وقال هيستر إنه يأمل في أن يعود البنك إلى تحقيق أرباح بحلول عام 2011.

وتم إحلال إدارة البنك السابقة المخزية والمتهمة بالجشع وتحمل مخاطر هائلة بإدارة جديدة، بيد أن الانتقادات لا تزال مستمرة بشأن تقديم علاوات ومكافآت للموظفين.

وتعد الخسارة التي أعلن عنها البنك للعام الماضي أقل من المتوقع عند 5.5 مليار إسترليني، وأقل من 24 مليارا في العام الذي يسبقه.

وارتفعت نسب الديون المعدومة إلى 13.9 مليار من 7.4 مليار في 2008، وهو ما وصفه خبراء أيضا بأنها وصلت لذروتها وفي طريقها إلى الهبوط.

وفي الوقت نفسه، صرح جون ماك، رئيس بنك «مورغان ستانلي» والرئيس التنفيذي السابق للبنك، أمس، بأن وول ستريت تدفع مكافآت للمصرفيين تتخطى الحدود المعقولة، ولكن الأوضاع لن تتغير إلا في حالة تدخل من واشنطن.

وأضاف ماك الذي لم يتقاض مكافآت من البنك منذ ثلاثة أعوام «أعتقد أن الصناعة لا تتفهم الأمر». وتحدث ماك خلال جلسة له في جامعة كوينز في ولاية نورث كارولينا، مستشهدا بأحد المضاربين الذين تركوا البنك مؤخرا بعد أن عرض عليه البنك مبلغ 11 مليون دولار، ليذهب إلى صندوق تحوط عرض عليه 25 مليون دولار.

وتصاعدت قضية المكافآت على صعيدي المحيط الأطلنطي في أميركا وبريطانيا في الأعوام الأخيرة بعد الأزمة المالية التي أشعلت شرارتها نهاية عام 2007 ظاهرة إنقاذ البنوك بأموال دافعي الضرائب ودفع البنوك مبالغ ضخمة لموظفيها.

وتحولت الأسهم الأوروبية إلى الارتفاع في المعاملات الصباحية أمس مع صعود أسهم البنوك، بعدما تجاوزت نتائج بنكي «رويال أوف سكوتلاند» و«كريدي أغريكول» التوقعات.

وارتفع مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم كبرى الشركات الأوروبية 0.2 في المائة إلى 1015.63 نقطة، بعدما سجل أدنى مستوياته عند 1006.79 نقطة في وقت سابق. وكانت أسهم البنوك بين أكبر الرابحين، إذ ارتفع سهم «رويال بنك أوف سكوتلاند» 6.5 في المائة. وأعلن البنك عن تكبده أكبر خسارة في عام 2009 مقارنة مع البنوك الأوروبية الأخرى، لكن الخسارة تقلصت من مستويات قياسية رغم ارتفاع حاد في الديون المتعثرة التي يقول البنك إنها ربما تكون قد بلغت الذروة الآن.

وارتفع سهم «كريدي أغريكول» 3.8 في المائة، بعدما أعلن البنك عن نتائجه. وصعدت أسهم بنوك أخرى شملت «لويدز» و«ناتيكسيس» و«سوسيتيه جنرال» بين 1.9 و3.8 في المائة.