أول مشروع لاستخدام طاقة الرياح في البوسنة

اهتمام كبير بالمؤتمر الاقتصادي المقرر عقده في شهر أبريل القادم

موقع للتوربينات الهوائية (أ ف ب)
TT

وقعت البوسنة وألمانيا اتفاقا لإقامة مشروع لاستخدام طاقة الرياح في توليد الكهرباء بجنوب البلاد. وبناء على الاتفاق ستنفذ شركة «كي إف دبليو» الألمانية بالتعاون مع شركة «إلكتروبريفيريدا» البوسنية المشروع في منطقة «ميسيهوفينا» القريبة من موستار (120 كيلومترا جنوب سراييفو). ويتكلف المشروع 72 مليون يورو. وقد وقع الاتفاق من الجانب البوسني، وزير المالية، دراغن فرانكيتش، والنائب الأول لمدير شركة «كي إف دبليو» الألمانية، غيرالد كوهينموند.

وستنتج محطة توليد الطاقة من خلال الرياح في مرحلة أولى 44 ميغاوات. ومن المتوقع استكمال المشروع نهاية 2012م. ومن المنتظر أن يسهم المشروع في توفير الطاقة النظيفة، حيث ستبدأ بإنتاج 115 غيغاوات في الساعة، إلى جانب استخدام مياه الأنهار لتحقيق الهدف. وتعتبر البوسنة من الأماكن المهمة في أوروبا لإنتاج الطاقة من خلال الرياح، ويعول عليها كثيرا في إمداد أوروبا بالطاقة النظيفة.

من جهة أخرى، يحظى المؤتمر الاقتصادي الدولي الذي يعد له في سراييفو، والمقرر عقده في 6 و7 أبريل (نيسان) القادم، باهتمام كبير في الدول من بينها المملكة العربية والسعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وباكستان، وماليزيا، حيث نظم ملتقى لرجال الأعمال في العاصمة كوالالمبور تحت رعاية رئيس الوزراء الماليزي الأسبق، ورئيس مؤسسة «التحالف العالمي من أجل الشراكة في التنمية الدولية» الدكتور مهاتير محمد، بالتعاون مع سفارة البوسنة في ماليزيا. وقال مدير «بنك البوسنة الدولي» عامر بوكفيتش لـ«الشرق الأوسط»: «حضر الملتقى ما يزيد على 30 من رجال الأعمال الكبار، ورؤساء المؤسسات الاقتصادية الرائدة، فضلا عن الكثير من رجال الأعمال من أستراليا وألبانيا وروسيا». وذكر أن مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق «حث المستثمرين ورجال الأعمال على القدوم إلى البوسنة، مشيرا إلى الكثير من المزايا التي يوفرها مناخ الاستثمار في البوسنة، والمتعلقة بالثروات الطبيعية والموارد البشرية، وطرق الاستثمار الصديقة للبيئة»، وركز على قطاعات البنية التحتية، والسياحة، والزراعة، والصناعة، والطاقة، التي تزخر بها البوسنة، وأن هناك مجالات كثيرة للاستثمار في مجال إعادة بناء البنية التحتية، كالطرقات والجسور والسكك الحديدية والعقارات، حيث تضررت المباني كثيرا من جراء الحرب، معتبرا إعادة بناء البنية التحتية استثمارات مربحة ومضمونة، وفي الوقت نفسه تعد مفتاح التنمية الاقتصادية.

كما أكد مدير بنك البوسنة الدولي، عامر بوكفيتش، أن «البوسنة والهرسك مستعدة الآن للتعاون الاقتصادي مع دول منظمة المؤتمر الإسلامي، ونجدد الدعوة لجميع المؤسسات ورجال الأعمال للاستثمار في البوسنة»، منوها بإعلان أكثر من 150 مؤسسة وكبار رجال الأعمال مشاركتهم في المنتدى.

من ناحية أخرى، قدم رافع يوسف ممثل البنك الإسلامي للتنمية، معلومات عامة عن مجالات الاستثمار في البوسنة والهرسك، من خلال مطويات أعدت لهذا الغرض. وقال سفير البوسنة لدى ماليزيا أنصار إيمينوفيتش لـ«الشرق الأوسط»: «هناك حراك على مستوى البوسنة، وكذلك على المستوى الدولي، لا سيما دول منظمة المؤتمر الإسلامي، الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية».

وقد بدأ الإعداد للمؤتمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وحققت هذه الملتقيات والاجتماعات التحضيرية نتائج طيبة على مستوى التعريف بالمؤتمر والحشد له. وأشار السفير البوسني لدى ماليزيا إلى أن «البوسنة في طريقها للانضمام إلى الشراكة الأوروأطلسية، وهذا يمنح شركاءها المرتبطين معها باتفاقات اقتصادية الاستفادة من هذه العضوية مستقبلا للولوج إلى السوق البلقانية ومن ثم الأوروبية الكبيرة». وأكد أنصار أن الملتقيات والاجتماعات ستستمر حتى موعد انعقاد منتدى سراييفو الاقتصادي 2010 والذي سيكون منتدى دوليا على غرار دافوس.

وفي المملكة العربية السعودية طالب رجل الأعمال المعروف الشيخ صالح كامل في اجتماع لهذا الغرض حضره رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي، ومدير بنك البوسنة الدولي عامر بوكفيتش، ورئيس مجموعة «بوشناق» عادل بوشناق، رجال الأعمال السعوديين بالاستثمار في البوسنة، من خلال الانضمام للوفد السعودي الذي يتم تشكيله للمشاركة في منتدى سراييفو الاقتصادي الدولي 2010. وشدد على أهمية إقامة جسور للتعاون مع البوسنة في مجال الاستثمار «هناك فرص كبيرة للاستثمار في المجالات المختلفة والتي تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة لاستعادة مكانتها بين الدول الأوروبية»، في حين شدد رئيس مجموعة «بوشناق» على حالة الاستقرار في البوسنة، التي تساعد على ضمان استثمارات آمنة في مجالات البنية التحتية، والزراعة، والسياحة، والطاقة، على حد قوله. وكان عدد من الشخصيات البارزة قد أعلنت حضورها، من بينهم رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، ووزير خارجيته أحمد داوود أوغلو، ورئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد، ورئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي، والمدير العام لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية خالد العبودي، والمدير العام لصندوق الأوبك للتنمية الدولية، سليمان الخربش، ورئيس مجموعة «طيران الإمارات» الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، ورئيس بنك دبي الإسلامي الدكتور محمد إبراهيم الشيباني، وشخصيات سياسية واقتصادية وإعلامية دولية مهمة.