أعلن محمد الكتاني، رئيس مصرف «التجاري وفا بنك» المغربي، أنه سيواصل التوسع الأفريقي للبنك مع إعطاء الأولوية للنمو العضوي في المغرب. وقال: «إن خيار التوسع الإقليمي في منطقة شمال وغرب ووسط أفريقيا خيار استراتيجي قوي بالنسبة لنا. وطموحنا أن يسترجع المغرب في هذه المنطقة من العالم الدور التجاري الذي كان يلعبه في زمن القوافل».
وأضاف الكتاني أن «التجاري وفا بنك» أصبح اليوم موجودا في 22 دولة من خلال 1806 وكالات مصرفية، و11 ألف مستخدم، ويطمح أن يلعب دور الجسر من أجل تعزيز التعاون بين دول المنطقة. وقال: «عندما اشترينا بنك مالي الدولي اكتشفنا أن مليوني تاجر من مالي يعيشون في بوركينا فاسو، ونحن اليوم بصدد فتح مصرف جديد في بوركينا فاسو خلال الأسابيع المقبلة. واكتشفنا كذلك أن 3 ملايين شخص من بوركينا فاسو يعيشون في ساحل العاج حيث يوجد فرع لـ(التجاري وفا بنك)، لذلك نرى أن هناك فرصا للنمو والتوسع في هذه المنطقة من العالم حيث توجد تكاملات دائرية وتداخلات اقتصادية».
وأوضح الكتاني أن مصرف «التجاري وفا بنك» الذي عرف توسعا كبيرا في المغرب، وأصبح أول مصرف مغربي بحصة 30 في المائة، أصبح ملزما بالبحث عن فرص جديدة لخلق القيمة، وأن سعيه للتوسع الدولي مند عام 2004 جاء في هذا السياق.
وأضاف الكتاني أن البنك يسعى لتعبيد الطريق أمام الشركات المغربية للتوسع في أفريقيا عبر مدّ قنوات التمويل والتواصل وآليات استكشاف الأسواق وفرص الأعمال والاستثمار. كما يهدف البنك إلى لعب دور الجسر بين القارة السمراء والاتحاد الأوروبي من خلال توسيع شبكته الأوروبية التي أصبحت تضم 57 وكالة مصرفية في 7 دول أوروبية مند حصوله على الترخيص الأوروبي.
وفيما يخص ليبيا التي عرفت مؤخرا إصلاحا لمنظومتها التشريعية في المجال المالي والمصرفي، أشار الكتاني إلى أن «التجاري وفا بنك» يدرس إمكانية الارتقاء بوجوده في ليبيا من مستوى مكتب ارتباط إلى مستوى إنشاء مصرف جديد.
وفي نفس الاتجاه، أشار إلى قرب افتتاح مصرف جديد في موريتانيا بشراكة مع البنك الشعبي المغربي، وقال: «ارتأينا في (التجاري وفا بنك) و(البنك الشعبي) أن نحدث فرعا مشتركا في موريتانيا بدل أن يحدث كل واحد منا فرعه الخاص، وذلك اعتبارا لحجم السوق الموريتانية التي لا تزال صغيرة جدا».
وأضاف الكتاني، أن الأسواق الأفريقية توفر فرصا كبيرة للنمو، بسبب ضعف نسبة استعمال السكان للخدمات المصرفية، التي تقدر بنحو 4 في المائة فقط مقارنة بنسبة 35 في المائة في المغرب، كما أن سياق الأزمة المالية التي اجتاحت العالم في العامين الأخيرين سلطت الأضواء على القارة الأفريقية وما تختزنه من قدرات، وحولتها إلى بؤرة اجتذاب للاستثمارات الدولية، ما أكد صحة اختيارات «التجاري وفا بنك».
وعن نتائج البنك، أوضح الكتاني أن الأرباح الصافية، حصة المجموعة، عرفت خلال السنة الماضية زيادة بنسبة 26.4 في المائة، وبلغت 3.9 مليار درهم (470 مليون دولار)، وباحتساب حقوق الأقلية، فإن الأرباح الصافية الإجمالية الموحدة للبنك بلغت 4.6 مليار درهم (555 مليون دولار) خلال عام 2009 بزيادة 26.2 في المائة مقارنة مع 2008.
كلام الصورة: محمد الكتاني