صالح كامل يناشد مجتمع الأعمال والحكومات العربية أن تهتم بالاستثمار في سورية

رئيس الحكومة السورية يدعو إلى خلق تكتل اقتصادي عربي

TT

دعا رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري إلى «خلق تكتل اقتصادي عربي قادر على مواجهة التكتلات الاقتصادية العالمية وتحديات العولمة وقيم السوق وتقنيتها المتقدمة بما يعزز التعاون والتكاتف الاقتصادي ويراعي المصالح الوطنية والقومية».

وأكد عطري خلال افتتاح المؤتمر الثالث عشر لرجال الأعمال والمستثمرين العرب الذي بدأ أعماله أمس في العاصمة السورية دمشق تحت شعار «الاستثمار في سورية» على ضرورة «السعي المتواصل لإنجاز منطقة التجارة الحرة العربية تمهيدا لإقامة سوق عربية مشتركة وتأمين المصالح المشتركة وصيانة المكتسبات العربية على المستويين الاجتماعي والاقتصادي».

بما يعزز أيضا الاقتصاديات العربية ويؤدي إلى تنمية الشراكات العربية. ولفت عطري إلى أن سورية «كرست جميع إمكاناتها للحفاظ على وحدة الصف وتفعيل العمل العربي المشترك، وهي تسعى دائما إلى إرساء لبنات جديدة في صرح علاقات التعاون مع الدول العربية». إلا أن رئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة صالح كامل، وخلال الافتتاح، وجه انتقادا إلى المسؤولين السوريين قائلا «إن بعضا من المسؤولين عند استقبال السياح لا يرحبون بالضيوف كما يجب»، متسائلا عن نصيب سورية من السياحة وصناعة السياحة.

وعلى صعيد السياسات الاقتصادية الداخلية في سورية، قال عطري إن «عملية التحول والتغيير لا بد أن تعترضها بعض المشكلات هنا وهناك»، مشددا على أن «الحكومة ستبذل كل الجهود لإزالة كل الملاحظات».

وأشار إلى أن سورية تشهد عمليات إصلاح واسعة شملت المجالات المصرفية والاقتصادية والإدارية والتشريعية والمالية وذلك في إطار رؤية تنموية تهدف إلى تحفيز طاقات المجتمع، موضحا أن بلاده «انتهجت نهج التحول التدريجي نحو اقتصاد السوق الاجتماعي الذي يوازن بين الكفاءة الاقتصادية وعدالة التوزيع الاجتماعي».

كما أفاد أمام نحو ألفي مستثمر عربي شاركوا في المؤتمر بأن سورية تملك بيئة استثمارية تعد من أفضل البيئات الاستثمارية بين دول المنطقة، لما يتوافر فيها من مقومات وعناصر تدعم الاستثمار مثل: «موقعها الجغرافي وتوفر المواد الأولية واليد العاملة المدربة وتوفر البنى التحتية والمرافق الخدمية ووجود تنوع طبيعي وبيئي وغنى ثقافي وعمق حضاري». وعاد كامل ليضيف خلال كلمته: «آن الأوان لأن تتواكب الأجهزة المختلفة في الدولة مع الآمال العريضة والبدء في تصحيح المسار» ورأى كامل أن قانون الاستثمار في سورية «من أفضل القوانين في الوطن العربي»، وأردف: «لكن المشكلة في التطبيق، فهو معرقل ومعيق»، لافتا إلى أن «المطلوب هو تسهيل الأمور للمستثمر العادي» واقترح رئيس غرفة التجارة الإسلامية «إنشاء شركة رأسمال مخاطر»، مشيرا إلى تجربة الغرفة في هذا المجال.

وكشف كامل عن وجود نية لتأسيس شركة «فرص سورية»، وقال «سنؤسس شركة فرص سورية برأسمال قدره 20 مليون دولار، أتعهد بتغطية 50 في المائة منه بشخصي وشركاء من دول عربية، على أن نجد مستثمرين سوريين جادين، يغطون النصف الآخر المتبقي». وأضاف أن الهدف من هذه الشركة البحث عن الفرص الاستثمارية الجديدة والبحث عن المشاريع المتعثرة لإعادة إطلاقها، والبحث عن المشاريع الناجحة التي تحتاج إلى توسع، ودعا كامل المستثمرين العرب إلى الاستثمار في البلاد العربية والإسلامية معتبرا أن ذلك «عبادة أمرنا بها الله»، مشددا على أن الاستثمار في البلاد العربية والإسلامية «يحفظ الأموال من الهزات العالمية التي حدثت أو قد تحدث». وناشد رئيس غرفة التجارة الإسلامية «مجتمع الأعمال العربي والحكومات العربية والصناديق السياسية أن تهتم بالاستثمار في سورية وكل أخواتها، بدلا من أن نضيع مع كان وأخواتها».

وكانت فعاليات مؤتمر رجال الأعمال والمستثمرين العرب بدأت في دمشق بمشاركة أكثر من ألف رجل أعمال ومستثمر عربي، تحت رعاية رئيس الجمهورية، ويناقش المؤتمر الذي افتتحه نائب رئيس الوزراء السوري عبد الله الدردي، على مدى يومين، في الاقتصاد السوري وبيئة الاستثمار والأعمال في سورية والاستثمار في سورية من وجهة نظر المستثمر العربي، وفرص الاستثمار في الكهرباء والنفط والثروة المعدنية والقطاع المالي، إضافة إلى عرض خريطة الاستثمار في سورية. ومن المتوقع أن يعلن في المؤتمر عن مشاريع ضخمة في سورية تتناول البنى التحتية.

ويشار إلى أن من قام بتنظيم المؤتمر هم جامعة الدول العربية واتحاد غرف التجارة السورية والاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات.