أظهرت أرقام أصدرتها وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا الألمانية أمس زيادة الإنتاج الصناعي الألماني بصورة أقل من التوقعات خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، بسبب التأثير السلبي لفصل الشتاء القارس البرودة الذي تعرضت له ألمانيا خلال الشهور الماضية.
وقد ارتفع الإنتاج في أكبر اقتصاد في أوروبا بنسبة 0.6 في المائة خلال شهر يناير الماضي بعد أن تلاشى التأثير الإيجابي للارتفاع الكبير في ناتج قطاع الطاقة، بسبب التراجع الحاد في قطاع التشييد بسبب موجات الصقيع الحادة. وكان المحللون قد توقعوا أن الوزارة سوف تعلن عن زيادة بنسبة 0.2 في المائة بعد حساب المتغيرات الموسمية.
وقالت الوزارة، إنها عدلت من بيانات شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي من تراجع الإنتاج بنسبة 2.6 في المائة إلى واحد في المائة فقط. وأضافت الوزارة أثناء إعلانها عن بيانات الإنتاج أن الطقس شديد البرودة تسبب في تراجع إنتاج قطاع البناء بنسبة 14.3 في المائة، لأن العاملين لم يتمكنوا من العمل في الخارج.
ويأتي الإعلان عن البيانات في أعقاب الإعلان عن أرقام الجمعة الماضي التي أظهرت أن الطلبات في المصانع الألمانية ارتفعت بنسبة 4.3 في المائة خلال شهر يناير الماضي. وكان المحللون قد توقعوا ارتفاعها بنسبة 1.3 في المائة.
وقالت الوزارة، إن التأثير السلبي لموجات الصقيع قلص ناتج قطاع التشييد في يناير الماضي بنسبة 14.3 في المائة.
بينما كان تساقط الجليد وانخفاض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر قد دفع شركات التشييد إلى تأجيل العمل في المواقع في الهواء الطلق. وفى نفس الوقت ارتفع إنتاج قطاع الطاقة بنسبه 8.8 في المائة خلال يناير. وعلى الرغم من البيانات غير المواتية للناتج الصناعي، يرى محللون أن أسس تعافي الاقتصاد الألماني من أسوأ موجة ركود يتعرض لها منذ 6 عقود ما زالت قائمة. وقال كارشتن بريزسكي المحلل الاقتصادي في «آي إن جي بنك»، إن الانخفاض الحاد لنشاط التشييد بسبب موجة البرودة يؤكد أن الطقس الشتوي السيئ يمثل عقبة في طريق النمو الاقتصادي على المدى القصير. وأضاف أنه على الرغم من تباطؤ نمو الناتج الصناعي، فإن الأسس الرئيسية للاقتصاد الألماني تشير إلى أنه لن يعود إلى دائرة الركود مرة أخرى في الوقت الراهن.
وكان الناتج الصناعي لألمانيا قد سجل خلال يناير الماضي أول نمو سنوي منذ أغسطس (آب) 2008 مسجلا 2.2 في المائة عن الشهر نفسه من العام الماضي، بعد انكماش سنوي بنسبة 5.7 في المائة خلال ديسمبر الماضي.
في الوقت نفسه، ذكر اتحاد صناعة الإلكترونيات الألمانية (زد في إي آي) أن الطلب على القطاع زاد في يناير بنسبة 10 في المائة عن الشهر نفسه من 2009، وكان القطاع قد سجل زيادة في الطلب بنسبة 4 في المائة.