كشف مسئول رفيع في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة عن رصد المؤسسة لـ1.3 مليار ريال (346 مليون دولار) هذا العام لإعادة إعمار المحطات التي تجاوزت عمرها الافتراضي، حيث تعتمد المؤسسة في برامج الإعمار التي تنفذها على محطات التحلية لتمديد عمر المحطة، وذلك للمحافظة على مستوى الإنتاج بعد مرور 25 سنة على إنشائها.
وقال المهندس ثابت بن صويدر اللهيبي، نائب المحافظ لشئون التشغيل والصيانة بالمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة خصصت 4.6 مليار ريال (1.226 مليار دولار) خلال السنوات الـ10 الماضية منذ عام 2000، وذلك لإطالة أعمار محطات المؤسسة والمحافظة على مستوى إنتاجها من المياه، والذي يمثل 40 في المائة من حاجة السعودية من المياه العذبة، حيث تعد المملكة أكبر دولة منتجة للمياه المحلاة في العالم.
وبين المهندس اللهيبي أن 52 في المائة من إنتاج التحلية يأتي من محطات تجاوزت عمرها الافتراضي، حيث أنفقت المؤسسة قرابة 3 مليارات ريال (800 مليون دولار) منذ عام 2000 وحتى نهاية عام 2009، وبدأت خطة جدية لإعادة إعمار المحطات التي تجاوز عمرها 25 عاما منذ إنشائها للمحافظة على مستوى الإنتاج والتكلفة والحد من توقفات المحطة للصيانة خلال فترات التشغيل.
وأشار اللهيبي إلى أن برامج الإعمار التي تنفذها التحلية تتبع منهجية محددة، حيث يعاد إعمار المحطة إذا نقص الإنتاج، أو نقصت الكفاءة، أو كثرت توقفات المحطة وصيانتها، أو أضرت بالبيئة، وإذا تعرضت سلامة العاملين أو سلامة المحطة للخطر.
وبين نائب محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه لشئون الصيانة والتشغيل أن تكلفة المتر المكعب من المياه حتى يصل للمستهلك تتراوح بين 7 و8 ريالات، في حين توضع له تعريفة محددة هي 12 هللة للشريحة الأولى من المستهلكين.
وتضع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة والتي توفر قرابة 40 في المائة من حاجة السعودية من المياه العذبة، خططا خمسية لتجديد المحطات وإطالة عمرها الافتراضي إلى 15 عاما إضافية للمحافظة على إمدادات المياه. يذكر أن المؤسسة العامة لتحلية المياه تستعد لتحويل 36 محطة تحلية مياه تقوم بتشغيلها في الفترة الحالية على الساحلين الشرقي والغربي في السعودية، إلى شركات ضمن جهود الخصخصة التي تسعى لها المؤسسة للتحول من النظام الحكومي إلى نظام القطاع الخاص، بعد أن تستكمل المؤسسة العامة لتحلية المياه إلى شركة قابضة.
واعتبر المهندس اللهيبي أن خطة إعمار المحطات ستسهم في توفير مبالغ مادية تصل إلى قرابة مليار ريال (266 مليون دولار)، وقال إن 6 من محطات تحلية المياه في السعودية تم تصنيعها محليا، وهي محطات «فرسان والليث ورابغ وأملج والقنفذة والوجه»، وقد صنع 90 في المائة من أجزائها داخل السعودية، وتعمل بنظام التبخير المتعدد المراحل.
وأوضح المهندس اللهيبي أن المؤسسة أبرمت اتفاقية مع شركة الكهرباء الكورية «كوسيب» التي تملك عددا من محطات التحلية في كوريا الجنوبية، وتمكنت من تمديد أعمار بعض المحطات إلى ما فوق الـ40 عاما.
وتصب الاتفاقية بحسب اللهيبي في صالح تبادل الخبرات والاطلاع على البرامج المناسبة لإعمار المحطات، مضيفا أن المستوى العالمي للإنفاق على إعادة إعمار المحطات يتراوح بين 10 و30 في المائة من قيمة المحطة الأصلية.