الميزانية البريطانية تتحول إلى سلاح معركة الانتخابات العامة

إتهام وزير الخزانة بتجاهل إجراءات خفض النفقات

TT

هاجمت الأحزاب السياسية البريطانية الرئيسية ما وصفته بالميزانية «الفارغة» لحكومة حزب العمال البريطاني برئاسة غوردن براون، التي أعلنها وزير الخزانة أليستر دارلينغ يوم الأربعاء الماضي في مجلس العموم، فيما تعتبر آخر ميزانية لحزب العمال قبل الانتخابات العامة المتوقع إجراؤها في مايو (أيار) القادم.

وأشارت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية للأنباء إلى أن المعركة الانتخابية القادمة ستدور حول الاقتصاد البريطاني الضعيف. ويرى المراقبون أن دارلينغ قدم ميزانية مسيسة خالية من مقترحات واضحة المعالم لخفض الإنفاق العام، الذي تسبب في عجز في الميزانية البريطانية بلغ معدلات تاريخية. وأشار حزب المحافظين المعارض إلى أن الميزانية لا تقدم أي حلول لسوء إدارة الشؤون المالية التي أدت، كما ذكرت، إلى الأزمة الاقتصادية الحالية، التي تعاني منها البلاد، بينما رد حزب العمال على المحافظين بقوله إنهم لم يقدموا خطة ملموسة لحل الأزمة المالية. وأوضح جورج أوزبورن وزير الخزانة في حكومة الظل (في حزب المحافظين المعارض) أن الميزانية فارغة وتفتقر إلى «الرؤية». وتساءل أوزبورن في تعليق لهيئة الإذاعة البريطانية: «أين هي القيادة إلى ستدفع عجلة الاقتصاد؟». إلا أن دارلينغ أكد أن سياسات حزب العمال بدأت تؤتي ثمارها، وقال: إن خطط حزب المحافظين لخفض النفقات «تخاطر» بعودة الاقتصاد إلى مرحلة الركود. وأدان أوزبورن الميزانية الأخيرة لحزب العمال قبل الانتخابات القادمة بقوله: إنها مجرد دخان في الهواء. واتهم العمال بزيادة معدلات الضرائب على أكثر من 30 مليونا من دافعي الضرائب البريطانيين بتجميد شرائح الدخل التي تحدد نسب الضرائب. وذكر أوزبورن في تعليق على رسوم التسجيل على المساكن المشتراة، التي يصل سعرها إلى 250 ألف جنيه إسترليني، للأشخاص الذين يدخلون مجال ملكية المساكن للمرة الأولى بقوله: «من أين أتوا بهذه الفكرة؟» في إشارة إلى أنهم طرحوا هذه الفكرة من قبل. أما حزب الديمقراطيين الأحرار المعارض، فقد أشار إلى أن كلا من العمال والمحافظين «يتجاهلون» مدى خفض النفقات المطلوب. وأوضحت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء أن دارلينغ انتهز فرصة تقديم الميزانية لكي «يأخذ من الأغنياء لمصلحة الفقراء»، بزيادة الضرائب على الأثرياء لكي يتمكن من تقديم إعفاءات لأصحاب الدخول المحدودة مثل إلغاء رسوم التسجيل بالنسبة لشراء المنازل للذين يشترون للمرة الأولى بحد أقصى 250 ألف جنيه إسترليني.

وقد حظيت تلك الخطوات بتقدير من نقابات العمال ومن مؤيدي حزب العمال الحاكم في المجالات المالية، وأدت إلى دعم من الصحف اليسارية والليبرالية مثل «الغارديان» التي أثنت على دارلينغ باعتباره الشخصية التي أصبحت سلاح براون السري في الانتخابات القادمة. غير أن الصحافة اليمينية، بما فيها صحيفة «الديلي ميل» الإنجليزية اليومية اعتبرتها ذات طبيعة عقابية.