أوباما يتبنى «خطة جمهورية».. ويسمح بالتنقيب عن النفط قرب السواحل الأميركية

فيما اعتبر تحولا في قناعاته.. ومسعى لتقليل انتقادات الجمهوريين له

TT

فيما اعتبر تحولا واضحا في ما يخص قناعاته البيئية، ومسعى لتقليل انتقادات قادة الحزب الجمهوري له، أعلن الرئيس باراك أوباما أمس زيادة التنقيب عن النفط بالقرب من السواحل الأميركية، وبعضها ينقب بجانبها لأول مرة. وفي الوقت نفسه، كرر دعوته لزيادة بدائل للنفط، مثل الطاقة الشمسية والهوائية والمائية والنووية.

وقال مراقبون وصحافيون في واشنطن إن موافقة أوباما على التنقيب عن النفط قرب السواحل الأميركية تأتي بعد شهر من موافقته على بناء مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية.

قبل سنتين تقريبا، خلال الحملة الانتخابية بين أوباما والسيناتور جون ماكين مرشح الحزب الجمهوري، ركز ماكين على المفاعلات النووية والنفط الساحلي. لكن، كان أوباما أقل حماسا للموضوعين. في ذلك الوقت، قال أوباما، مثل غيره من قادة الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، إن تلوث البيئة سيزيد بسبب احتمالات انفجارات أنابيب النفط، واحتمالات تسرب مواد نووية.

لكن، أمس، قالت صحيفة «يو إس توداي»: «بعد انتصاره في خطة التأمين الصحي لكل المواطنين الأميركيين، وبعد انتصاره في توفير منح حكومية مباشرة لطلاب الجامعات، يبدأ أوباما خطته لتطوير الطاقة. وهو بهذا يتبنى خطة ظل يتبناها الحزب الجمهوري».

وأضافت «ليس معروفا إذا كان السيناتور جون ماكين، الذي تبنى هذه المواضيع عندما نافس أوباما سنة 2008، سيؤيده أوباما الآن، أم لا».

في يناير (كانون الثاني) الماضي، في خطابه السنوي أمام الكونغرس، قال أوباما إن خطة بدائل الطاقة ستكون خطته الثانية بعد نجاح خطة التأمين الصحي الشامل لكل الأميركيين. في ذلك الوقت، لم يكن الكونغرس وافق على خطة التأمين الصحي.

في ذلك الوقت، قال أوباما «لتطوير بدائل النفط، لا بد من زيادة إنتاج الطاقة النظيفة، وزيادة حوافزها، وزيادة كفاءتها. وتريد حكومتي بناء مفاعلات نووية نظيفة وآمنة». في ذلك الوقت، عندما ختم أوباما هذه الجملة، صفق له، بالإضافة إلى أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي، أعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري. وكان تصفيقهم واضحا لأنهم لم يصفقوا عندما تحدث أوباما عن خطة التأمين الصحي الشامل.

وأيضا، صفق الجمهوريون عندما قال أوباما «تريد حكومتي اتخاذ قرارات صعبة لإنتاج النفط والغاز الطبيعي تحت سطح الماء بالقرب من السواحل الأميركية». وصفق بعض الجمهوريين عندما قال «تريد حكومتي زيادة الاستثمار في الطاقة البيولوجية (إنتاج الطاقة من ذرة وقصب سكر ونباتات أخرى)، والفحم النظيف (تطوير التكنولوجيا للتخلص من دخان المصانع التي تستعمل الفحم)».

لكن، لم يصفق الجمهوريون عندما تحدث أوباما عن خطة أخرى لبدائل للطاقة، وقال «تريد حكومتي تنظيف الطاقة وتنظيف المناخ (إشارة إلى مشكلة الدفء المناخي والتي يقول كثير من الجمهوريين إنها ليست مشكلة، أو مشكلة لا تستحق كل هذا الاهتمام)».

وأمس، قالت وكالة «أسوشييتد برس» إن خطة أوباما للتنقيب عن النفط قرب السواحل الأميركية يمكن أن تطبق أولا قرب ساحل ولاية فرجينيا، وإلى مسافة خمسين ميلا داخل المحيط الأطلسي. وقالت الوكالة إن أوباما، خلال الحملة الانتخابية سنة 2008، خاصة في ولاية فرجينيا، عارض معارضة شديدة هذا التنقيب. وإنه، رغم ذلك، فاز في الولاية، وهي عادة ولاية يفوز فيها مرشح الحزب الجمهوري لرئاسة الجمهورية.

لكن، قالت الوكالة، إن أوباما غير رأيه الآن. وربما يريد ضمان الفوز في الولاية التي تميل نحو الحزب الجمهوري، وبالتالي، نحو استكشاف وضخ النفط في الولايات الأميركية وقرب سواحلها.

وقال مراقبون وصحافيون في واشنطن إن الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، الذي ينتمي إليه أوباما، لا يرضى عن هذا التغيير في موقف أوباما. وربما لهذا يستمر أوباما في معارضة توسيع التنقيب عن النفط في ولاية ألاسكا. وظل هذا الجناح يعارض التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة وسواحلها. لهذا، يتوقع إلغاء عقودات أولية كانت ولاية ألاسكا وقعتها مع شركات نفطية مثل «شل»، و«بي بي»، و«كونوكو فيليبس».

وفي خطابه أمس، تعهد أوباما بالاستمرار في خطة مواجهة التغير في المناخ، وهي خطة يقودها الجناح التقدمي في حزبه، وربما، بهذا، يريد إرضاء هذا الجناح.

وأمس، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن سماح أوباما بالتنقيب عن النفط قرب ساحل ولاية فرجينيا سيطابق قرارا كان أصدره الرئيس السابق بوش الابن. وكان بوش حدد السنة القادمة لبداية التنقيب. ويتوقع أن يؤخر أوباما الموعد لفترة قصيرة حتى تكتمل فحوصات بيئية عن تأثير التنقيب على البيئة، وذلك لإرضاء أنصار نظافة البيئة في الحزب الديمقراطي.

وأضافت الصحيفة أن أوباما لن يلتزم بقرار آخر كان أصدره بوش، وهو السماح بالتنقيب قرب ساحل ولايات شرقية أخرى، وولاية كاليفورنيا على الساحل الغربي.

وحسب تقديرات شركات النفط، يوجد أكثر من 17 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وأكثر من 3.5 مليار برميل من النفط، بالقرب من ساحل ولاية فرجينيا.

بالإضافة إلى خطاب أوباما أمس عن هذا الموضوع، أصدرت وزارة الطاقة بيانا فيه تفاصيل. ومنها احتمال السماح بالتنقيب عن النفط قرب ساحل ولاية فلوريدا خلال السنوات الخمس القادمة. وربما أيضا قرب ساحل كاليفورنيا.

لكن، قال مراقبون وصحافيون في واشنطن إن أوباما، وقادة الحزب الديمقراطي، لا يريدون الالتزام بهذه الخطط للمستقبل البعيد. ويريدون كسب المعتدلين والمستقلين في الوقت الحاضر بالتركيز على نفط ولاية فرجينيا.