أمين عام «أوبك» لـ «الشرق الأوسط»: أسعار النفط الحالية مناسبة جدا.. وليست لدينا اجتماعات مبرمجة قبل أكتوبر

وزير ياباني: منتجو ومستهلكو النفط غير متفقين على سعر مقبول

الأمير عبد العزيز بن سلمان مساعد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي وعلي الطويرقي المدير العام للوزارة خلال المنتدى (واس)
TT

قال لـ«الشرق الأوسط» الأمين العام لمنظمة «أوبك» عبد الله سالم البدري، إن أسعار النفط الحالية عند 70 إلى 80 دولارا هي أسعار مناسبة جدا، «خاصة أن السوق لديها ما يكفي من المخزونات، وتعيش في فترة ارتياح تساعد على النهوض بالاقتصاد العالمي بعد الكساد الشديد الذي شهده». وأوضح أن الاجتماع الأخير للمنظمة شهد الاتفاق على الأسعار، وأرجعها إلى نسب النمو الحالية واصفا إياها بالمناسبة. ولكن البدري شدد على أنه في حالة ارتفاع الأدوات وتكلفة الاستثمارات وغلاء المشتريات ستصبح الأسعار الحالية «غير عادلة»، موضحا أن العام الحالي لا يقل صعوبة عن العام الذي سبقه، مفيدا أن خطط الإنقاذ العالمية مؤثرة في الأسواق ويجب الانتظار لرؤية ما سيحدث في الربع الثالث والرابع خلال هذا العام. وقال البدري: «أي ارتفاعات في أسعار النفط قد ترجع إلى الحد الزائد من المضاربات، ويجب أن تأخذ السوق العالمية إجراءات أكثر تشددا للحد منها.. ليس لدينا أي اجتماعات مبرمجة قبل الاجتماع الدوري في الـ17 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في فيينا». وأشار إلى أنه بالنسبة للسوق فـ«الوضع مرتاح»، وأن المخزونات ارتفعت من 52 يوما إلى 60 يوما في المتوسط، والمؤشرات ترتفع وتنخفض يوما أو يومين.

على صعيد آخر، اختتمت فعاليات الجلسة الثانية والأخيرة لمنتدى الطاقة الدولي الـ12 في مدينة كانكون جنوبي المكسيك، ووصفها خبراء بأنها إنجاز كبير في ربط العلاقات بين المنتجين في حالات ارتفاع الأسعار، والمستهلكين في حالات انخفاضها.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» باسم فتوح الباحث والمحاضر بمعهد أكسفورد لدراسات الطاقة في بريطانيا، أن عملية وصول الأسعار لتستقر على المعدل الحالي بين الـ70 والـ80 دولارا، اعتمدت على كثير من الأدوات، بينما لم تكن مطروحة من قبل حتى عام 1986 بعدما توقفت «أوبك» عن تحديد السعر. وأفاد أن المنتدى لم يعقد لتحديد أسعار، بل كان من أبرز مهامه الوضوح والشفافية بين العرض والطلب، ونظرة مشتركة تساعد على ضبط سعر برميل النفط، مما اعتبره «إنجازا كبيرا» للجمع الأول بين الجانبين.

ولم يتوقع فتوح أي أسعار لسوق النفط على المدى القريب أو البعيد، مفيدا أنه لن يكون هناك شيء خارق للعادة. قال مندوب لدى منظمة «أوبك» من إحدى دول الخليج العربية خلال منتدى الطاقة الدولي إن ارتفاع أسعار النفط فوق 85 دولارا للبرميل قد يضر الاقتصاد العالمي.

بينما علق فتوح بأنه في حالة ارتفاع النفط إلى 85 دولارا سيكون دور «أوبك» النظر في الأمر من جانبها، في حالة «عدم وجود وثيقة ضمن المنتدى للاتفاق على سعر محدد للنفط». وأبلغ المندوب «رويترز» على هامش أعمال منتدى الطاقة العالمي أن «ارتفاع الأسعار فوق 85 دولارا للبرميل لفترة ممتدة قد يكون ضارا. يجب أن ندرك أن الانتعاش العالمي لا يزال هشا». وأضاف: «لكن لا يزال يوجد كثير من المخزونات النفطية.. ولذلك من غير الواضح أن الطلب لا يفي به المعروض». وقال وزير التجارة الياباني ماسايوكي ناوشيما إن مستهلكي النفط لم يتفقوا مع المنتجين على سعر مقبول له. وأبلغ ناوشيما الصحافيين أثناء المنتدى: «ممثلو الدول المنتجة يشعرون أن نطاقا للأسعار بين 75 دولارا و80 دولارا للبرميل هو مستوى معقول». وأضاف أن الدول المستهلكة - بما في ذلك اليابان - تشعر بأنه «ما زال هناك مجال للنقاش» بشأن هل الأسعار الحالية للنفط تعكس العوامل الأساسية للعرض والطلب.

وقال ناوشيما أيضا إنه يعتقد أن اتفاقا مع شركة «أرامكو» السعودية لاستخدام جزر أوكيناوا اليابانية كمركز لتخزين النفط يسير قدما.

وأضاف أن تنظيم الأسواق المالية خطوة مهمة نحو السيطرة على التقلبات في أسعار النفط.

قال مندوب خليجي لدى منظمة «أوبك» خلال اجتماع منتدى الطاقة الدولي إن المنظمة ستزيد إنتاج النفط إذا استمرت أسعار الخام «مرتفعة جدا» لفترة طويلة.

وقال ردا على سؤال إن كانت «أوبك» تعتزم رفع الإنتاج عند سعر محدد: «إذا احتاجت السوق إلى مزيد من النفط فإن (أوبك) ستمدها. لا تريد (أوبك) أن ترتفع الأسعار أكثر من اللازم. إنها تريد الاستقرار. إذا استمرت الأسعار مرتفعة جدا لفترة طويلة فإنها ستفضي إلى عدم استقرار ومن ثم سيكون على (أوبك) ضخ مزيد من النفط». ولم يشأ المندوب أن يذكر سعرا محددا ستتحرك عنده «أوبك». وارتفعت أسعار النفط فوق مستوى 83 دولارا للبرميل أمس لتتجه صوب تحقيق مكاسبها الفصلية الخامسة على التوالي.