ابتكار آخر من بي إم دبليو غايته إرضاء زبائنها التقليديين

TT

لا يختلف اثنان على ان بي إم دبليو تصنع بعض افخر السيارات في العالم، الا ان ما يميز منتجاتها عن منتجات منافسيها في حلبة الفخامة والتفوق التقني عنصر واحد تحرص بي إم دبليو على التذكير به ..هو ان مشتري سياراتها هو الهاوي الشغوف الذي يتحرق لقيادة ويستمتع بها..

وحقاً حضور سيارات بي إم دبليو كسيارات «رسمية» يقودها سائق موظف ضئيل جداً بالمقارنة مع منافسات مثل مرسيدس بنز وكاديلاك ولنكولن ورولزرويس وجاكوار، او حتى سيتروين في فرنسا. لكنها في الصدارة بين السيارات التي يقودها مالكها ويحلم باقتنائها كل من يعتبر قيادة السيارات ـ الرياضية بالذات ـ متعة لا تضاهيها متعة. وهكذا عبر السنين اكتسبت بي إم دبليو لقبها المحبّب «سيارة السائق الشغوف» او The Driver"s Car.

بطبيعة الحال هذا اللقب تحقق لبي إم دبليو بعد نجاحها في اقتطاع حصة راسخة لها في الاسواق العالمية فيها ولاء عميق وشديد لكل فلسفة الشركة بما يخص السيارات. وفي الابتكار الاحدث الذي ستعرضه بي إم دبليو في جناحها بمعرض فرانفورت الدولي الـ59 للسيارات، المنظم بين 13 و23 سبتمبر (ايلول) الجاري، خصّ مهندسو بي إم دبليو عشاق القيادة الرياضية بابتكار يجمل فلسفة «الشغف» مكللة بعامل التفاعل الكامل بين السيارة والسائق. هذا الابتكار اسمته الشركة «ناقل السرعات اليدوي التتابعي» Sequencial Manual Gearbox، وهي تؤكد انه ليس ابداً ناقلاً اوتوماتيكياً (او علبة تروس اوتوماتيكية) بل هو ناقل يدوي يوفر اوتوماتيكياً للسائق امكانيات إضافية تعزّز دوره في التحكم بأداء السيارة لكنها تمنحه ميزات اوتوماتيكية تريحه من الحاجة لتغيير السرعات باستمرار داخل المدن في زحمة المرور.

* جيل جديد من «الفئة الثالثة»

* الابتكار الجديد يظهر في الجيل الجديد من طراز «الفئة الثالثة» موديل 2002 الذي وسعت بي إم دبليو جاذبيته، وعززت تشكيلة خياراته بين نماذجه المختلفة، واجرت على تصميمه تغييرات قد لا يلحظها الناظر لأول وهلة، لكنها تصبح واضحة عند إمعان النظر بفلقتي الشعرية (المشبك الامامي) والمصابيح الامامية والخلفية التي اعيد تصميمها بلمسات انيقة وايضاً ببعض الخطوط واللمسات هنا وهناك وبخاصة في مقدم السيارة ومؤخرها. غير ان التغير الاكبر كان في التنويع والتجهيز. فقد اضيف الى خيارات تشكيلة «الفئة الثالثة» على صعيد النماذج نموذج مكشوف Convertible هو «318 سي آي». وعلى الصعيد التقني اعتمد في جميع النماذج نظام مقودي اكثر تفاعلاً واستجابة مع السائق. واضيف نظام «التحكم الديناميكي بالثبات» DSC في كل النماذج المزودة بمحركات سداسية الاسطوانات بعدما كان وقفاً على نماذج الـ«330 آي» فقط. وبينما عزّز التعليق في كل نماذج الصالون والكوبيه من التشكيلة، اضافت بي إم دبليو محركين جديدين:

ـ المحرك الاول رباعي الاسطوانات «فالفترونيك» سعته ليتران جهز به نموذج الـ«318 سي آي» يولد قوة 143 حصانا كبحياً وعزم دوران يبلغ 200 نيوتون متر اي بفارق قوة 25 حصاناً وبفارق عزم دوران 20 نيوتون متر عن المحرك الموازي في الموديلات السابقة. ومن ميزات هذا المحرك الاخرى انه يحقق توفيراً في استهلاك الوقود ومنفوثات ثاني اوكسيد الكربون بنسبة 16% من سابقه، محققاً معدل استهلاك إجمالي في حدود 39.2 ميلاً للغالون.

ـ المحرك الثاني (في نموذج «320 دي») ديزل بسكة مشتركة يحقق ايضاً للموديل الجديد بالمقارنة مع الموديل السابق الموازي زيادة في القوة (150 حصانا مقابل 136 حصانا) وعزم الدوران (330 نيوتون متر مقابل 280 نيوتون متر)، ايضاً بجانب التوفير في الاستهلاك ومنفوثات العادم من ثاني اوكسيد الكربون.

* «ناقل السرعات اليدوي التتابعي»

* كانت بدايات ابتكار «ناقل السرعات اليدوي التتابعي» مع سيارات سباقات «الفورمولا 1»، وباشرت بي إم دبليو في تطبيقه بسياراتها عام 1997 مع طراز «إم 3»، وهي اليوم تطرحه معدلاً بعض الشيء في ثلاثة نماذج من سيارات «الفئة الثالثة» هي الـ«330 آي» والـ3«25 آي» (وهما سيرتا صالون باربعة ابواب، والـ«325 آي كوبيه». وغاية بي إم دبليو من هذه الخطوة في نقل السرعات توسيع قاعدة الخيارات المتاحة امام السائق الشغوف الراغب باقتناء سياراتها لكنه يجد نفسه مجبراً اما على ابتياع سيارة بناقل اوتوماتيكي او الناقل اليدوي التقليدي. ومن اهم ميزات الابتكار الجديد وهو الرائد عالمياً في هذا المجال انه يهدي السائق تجربة فريدة في تغيير السرعة خلال 150 ميللي ثانية اي بغمضة عين. ويتحقق التغيير المذهل السرعة من دون قابض (كلاتش) ويحدث القبض والفصل بأسرع مما يستطيعه اي سائق يدوياً بمساعدة نظام تحكم هيدروليكي فائق الدقة.

ومن المزايا الاخرى للناقل الجديد تجنيبه السائق اي خطأ ممكن ان يحدث عند التغيير في اي وضع او اي ظرف، وبالتالي تتاح له الفرصة للاستمتاع الكامل بتفاعل السيارة معه بأقصى قوة واعلى أداء. وللعلم تجري عملية التغيير اما بواسطة مقبض تغيير السرعات (النسب) او مكبسين مثبتين في المقود. وتشتمل حركات المقبض على التحريك صعوداً ونزولاً بإشارتي الزائد والناقص لاختيار النسب الاعلى او الادني، بالاضافة الى خيار السرعة الطردية «سي» Cruise الذي يتأمن بتحويل المقبض جانبياً. واختيار «سي» يمكن اعتباره وجهاً من وجوه التغيير الاوتوماتيكي المناسبة للمدن وعند السرعات (النسب) الادنى. ام بما يخص المكبسين فبالامكان دفعهما للامام او الخلف، احدهما او كليهما، لاختيار النسبة او الادنى، على غرار سيارات «الفورمولا 1».

* تجربة «الشرق الأوسط»

* «الشرق الأوسط» جرّبت سيارة مجهزة بالناقل الجديد ميدانياً على الطرقات الريفية بولاية بافاريا الالمانية، ووجدت انه يسهّل كثيراً مهمة السائق ما لم يكن حريصاً على نقاء مبدأ الناقل اليدوي. ففي الواقع يترك الناقل للسائق كلياً حرية التحكم بنسب السرعات، ولكن كل ما في الأمر انه يوفر عليه استخدام القابض (الكلاتش). من ناحية اخرى قد يشكل هذا الناقل جاذباً لمن اعتاد الناقل الاوتوماتيكي، مع ان الجانب القانوني ما زال ـ على الارجح مبهماً ـ لجهة صلاحية رخص القيادة الحصرية للسيارات المجهزة بناقل اوتوماتيكي في تغطية قيادة هذا النمط الجديد، وتعريف هذا الناقل وفق المصطلحات المألوفة بين الاوتوماتيكي واليدوي.

اخيراً، عودة الى ملامح الجيل الجديد من «الفئة الثالثة»، الواضح ان مصممي بي إم دبليو فضلوا التعديل الجزئي على النفض الراديكالي الجذري، وبالتالي ابقوا على معظم خطوط «الفئة الثالثة» ومزاياها الجمالية واكتفوا بتحسين عام للشكل الخارجي وتطوير مستتر للتجهيزات التقنية. ولكن الشيء الاكيد ان كل سيارات «الفئة الثالثة» موديل 2002 تعرف تماماً اي زبائن تستهدف. ولذا فهي بحلتها الجديدة مرشحة لمواصلة تربعها على قمة قائمة مبيعات شرائحها في معظم معاقلها ولا سيما في اوروبا.