الماركات الصينية.. المنافس الجديد في سوق السيارات بالسعودية

TT

وسط منافسة شرسة تشهدها سوق المركبات في السعودية حيث تسيطر على الحصة الاكبر فيها المركبات اليابانية، دخلت المركبات الصينية «على الخط». ويأتي هذا الاختراق متمتعا بدعم بعض رجال الاعمال السعوديين المهتمين باستقطاع جزء من حجم هذه السوق الكبيرة، وفي الوقت نفسه المنافسة بمنتجات تتميز بالجودة والسعر الاقل من اسعار مثيلاتها. مع العلم ان «الغزو» الصيني ما زال حتى الآن مقتصرا على مركبات النقل الصغيرة بعد بداية محدودة سابقا في مجال الشاحنات الثقيلة.

والحصة الاقرب التي ستحاول صناعة السيارات والمركبات الصينية الاقتطاع منها هي حتما الحصة اليابانية الاكبر في السوق. فللصانعين اليابانيين حصة تتراوح بين 65 ـ 70% من حجم سوق المركبات الجديدة بالسعودية، الذي يبلغ سنويا ما بين 600 ـ 700 الف مركبة.

وتجدرة الاشارة الى ان العدد الاجمالي للمركبات الموجودة الآن فوق طرقات السعودية حوالي اربعة ملايين مركبة.

وتأتي في المرتبة الثانية المركبات الاميركية التي عادة ما تنمو على حساب منافساتها اليابانية، وان كان نموها يرتبط بالسيارات ذات الاستهلاك الاقتصادي في الوقود نظرا لارتفاع تكلفة الوقود بالنسبة للمركبات الاميركية العالية الاستهلاك وخاصة من الوقود الخالي من الرصاص.

ثم تأتي المركبات الاوروبية في المرتبة الثالثة، وان كانت حصتها في ثبات.

ثم تأتي بعدها المركبات الآسيوية باستثناء اليابانية وابرزها المركبات الكورية التي تحاول القضم ايضا من الحصة اليابانية. وأخيرا اخذ الصانعون الصينيون، كما سبقت الاشارة يدخلون السوق على حساب الهيمنة اليابانية.

* يانغتسي ـ سيا

* بين الماركات الصينية التي تنشط اليوم في السوق السعودية ماركة يانغتسي ـ سيا التي تجمع منتجاتها بين التقنية اليابانية في مركبات النقل الخفيف (شاحنات البيك اب) وعلى رأسها خبرة شركة تويوتا والتجميع الاقتصادي في الصين تحت مواصفات وشروط وتقنية تويوتا. والملاحظ ان بعض شاحنات البيك اب الصينية الجديدة تأخذ شكل ومواصفات تويوتا (هايلوكس) بل ان قطع غيار المركبات الصينية تتوافق مع قطع مثيلاتها اليابانية والعكس بالعكس.

المنتجات الصينية طبعا تراهن على عاملي الوقت والتعود وفي بيك اب يانغتسي ـ سيا هناك تركيز ملحوظ على الجودة عبر الاستفادة من التقنية اليابانية مقابل كسر حاجز السعر المرتفع خاصة اذا عرفنا ان سعر بيك اب تويوتا يصل الى حوالي 50 الف ريال سعودي (حوالي 15 الف دولار)، بينما لا يزيد سعر الشاحنة الصينية الافضل والاثمن عن 38 الف ريال سعودي (حوالي 10 آلاف دولار ) بنقص يصل الى 5 آلاف دولار.

وفعلا تركز الشركة الصينية الآن مع وكيلها السعودي (مؤسسة حذار للسيارات) على خدمات ما بعد البيع ووضع اسعار قطع الغيار بشكل مناسب جدا وتسيير خدمات صيانة متنقلة واعتماد موزعين في كل مدينة ومنطقة في السعودية.

ويشير سلطان بن حثلين، مدير عام مؤسسة حذار للسيارات، الى ان شركته باشرت نشر نشاطها وتوسيع رقعة حضورها في السوق السعودية: «.. واستطعنا زرع شبكة من الموزعين المعتمدين في الداخل بين المنطقة الشرقية والقصيم والخرج والمدينة المنورة ومكة المكرمة وعرعر والدوادمي والجوف، وقريبا في جدة وابها ونجران وجيزان ووادي الدواسر، وفي كل مدينة سيصار الى توفير قسم للصيانة وقطع الغيار والخدمات على مدار اليوم».

واوضح بن حثلين في حوار مع «الشرق الأوسط» ان «مؤسسة حذار للسيارات دخلت سوق السيارات منذ العام 1994 عبر مركبات جاك الصينية، وهي تختص بالنقل الخفيف (3.5 ـ 4.5 طن)، ونتوقع لها سوقا جيدة بعدما حققت سرعة وسمعة طيبة لدى العملاء، اضافة الى بعض الماركات الروسية الخاصة بالنقل ورؤوس الشاحنات. وبالتالي لنا تجربة في هذا المجال».

وتابع بن حثلين ان المؤسسة «انفقت اكثر من 22 مليون ريال لاستثمارها في تسوىق المركبات الصينية حتى الآن، ونحن نتوقع تحقيق نجاحات كبيرة باستثمارات اخرى. وقد حققنا في اول شهر لدخولنا السوق مبيعات زادت عن 100 شاحنة يانغتسي ـ سيا. كما ان الطلب على هذه المركبات يأخذ مسارا متناميا وخاصة من اصحاب المعارض لانهم يجدون طلبا عليها ولان المركبة تتميز بالجودة والسعر المناسب للجميع...».

وقال ان «المركبات الصينية فيها كل التجهيزات الحديثة مثل التحكم عن بعد ونظام منع الانزلاق الكبحي ABS والمقود المعزز، بجانب التأثيث الجلدي المرغوب.. كما تعمل بوقود البنزين، ولكن المؤسسة تخطط لادخال مركبات تعمل بوقود الديزل مع بداية عام 2002 لتلبية حاجة السوق». واختتم بن حثلين حواره بالقول ان مؤسسته «اجرت تجارب للمركبة يانغتسي ـ سيا في مختلف المناطق والمدن السعودية، واثبتت المركبة نجاحها تقنيا وبيئيا، وتعكف مؤسسة حذار للسيارات راهنا على اعداد خطة تسويقية طموحة ليانغتسي ـ سيا التي سيتراوح سعرها بين 34 ـ 38 الف ريال. كما تدرس المؤسسة اسلوبي التقسيط والتأجير المنتهي بالتمليك سعيا وراء اقتطاع حصة كبيرة من السوق».