الاسترليني يواصل صعوده مقابل اليورو والين يتراجع أمام الدولار

أسهم لندن تهوي لأدنى مستوى في 34 شهرا متاثرة بضغوط قطاعات رئيسية وأسهم طوكيو تغلق مرتفعة

TT

تراجع الين في معاملات اوروبا امس الى أدنى مستوياته في ثلاثة اسابيع امام الدولار متضررا بتكهنات عن عملية تدخل منسقة للحد من قوته وبتحذير من مؤسسة «موديز» من انها قد تخفض تصنيفها للائتمان الياباني. وكانت تصريحات صدرت في الفترة الاخيرة عن مسؤولين يابانيين ووزير المالية الاميركي بول اونيل قد اثارت احاديث في السوق عن ان الولايات المتحدة قد تكون مستعدة لمساعدة اليابان على الحد من ارتفاع عملتها. وزاد تصريح «موديز» الذي جاء بعد عام من خفضها السابق لتصنيفها للائتمان الياباني من الضغوط على الين.

وقال راسل جونز من مؤسسة «ليمان ـ اونيل» لم يأت بجديد لكن الناس يشعرون بالقلق قبيل الاجتماعات المرتقبة تحسبا لأن تسفر عن عمل يهدف الى اضعاف الين». ويجتمع اونيل مع وزراء مالية منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي «ابك» في الصين اليوم ومع وزير المالية الياباني ماساجورو شيوكاوا في اليابان في 12 سبتمبر (ايلول) الحالي. وارتفع الدولار الى 121.52 ين بزيادة اكبر من نصف نقطة مئوية عن مستوى اقفاله السابق في نيويورك وبلغ اعلى مستوى له منذ 15 اغسطس (اب) وفقا لبيانات «رويترز» لتبلغ مكاسبه 2.5 في المائة مقابل الين منذ يوم الثلاثاء. وتراجع الدولار الى 121.35 ين بحلول الساعة 0720 بتوقيت جرينتش.

وارتفع اليورو كذلك الى اعلى مستوى له منذ يومين مقابل الين مسجلا 107.79 ين قبل ان يتراجع قليلا الى 107.40 ين بزيادة نحو نصف نقطة مئوية عن امس الاول. لكن اليورو خسر ربع نقطة مئوية امام الدولار ليبلغ ادنى مستوياته منذ اربعة اسابيع حول مستوى 0.8830 دولار. وتأكد انخفاض مؤشر اسعار المستهلكين الالماني بمعدل شهري 0.2 في المائة وارتفع بمعدل سنوي الى 2.6 في المائة.

وظهر الحديث عن التدخل يوم الاحد الماضي عندما قال وزير المالية الياباني ماساجورو شيوكاوا انه سيثير الامر خلال اجتماعه مع اونيل في اطار اجتماعات «ابك» هذا الاسبوع. لذلك عندما قال اونيل في مؤتمر صحافي قبيل اجتماعات «ابك» انه مستعد لأي شيء يطلبه اليابانيون فسر المحللون ذلك على ان هناك احتمالات تدخل تلوح في الأفق.

وقالت «موديز» انها تضع الائتمان الياباني تحت المراقبة لبحث امكانية خفضه وأدى ذلك الى تراجع سندات الحكومة اليابانية لكن مؤشر نيكي للاسهم اليابانية ظل متمسكا بمكاسبه المحدودة. وقال جيمس مالكولم من «جيه. بي. مورجان» إن توقيت تصريحات موديز كان مفاجئا الى حد ما. وأضاف «انه اسوأ توقيت بالنسبة للين نظرا الى احاديث في السوق عن احتمالات تدخل وتقرير عن اجمالي الناتج المحلي مقرر صدوره اليوم.

ومن المقرر ان يصدر اليوم تقرير عن اجمالي الناتج المحلي الياباني في الفترة من ابريل (نيسان) الى يونيو (حزيران) من المتوقع ان يظهر انخفاضا اكبر من نسبة 0.9 في المائة التى اشار اليها مسح اجرته رويترز. وتعزز الدولار بتراجع الين فارتفع الى اعلى مستوياته منذ ثلاثة اسابيع مسجلا 121.52 ين بعد ان زاد اكثر من واحد في المائة اول من امس الاربعاء ليغلق على 120.64 ين في نيويورك.

وواصل اليورو ارتفاعه الى 107.74 ين في تحول ملحوظ بالمقارنة مع ادنى مستوى له منذ شهرين الذي سجله يوم الثلاثاء عند 105.53 ين. وتماسك اليورو مقابل الدولار بعد انخفاضه الحاد في وقت سابق هذا الاسبوع وتأرجح داخل نطاق ضيق حول مستوى 0.8880 دولار.

الى ذلك واصل الجنيه الاسترليني ارتفاعه مقابل اليورو الاوروبي والين الياباني في المعاملات الاوروبية أمس بعد ان أكدت بيانات ثقة المستثمرين التي أعلنت اول من أمس الاربعاء الرأي القائل بأن الاقتصاد البريطاني في وضع صحي نسبيا. وعزز ذلك بدوره التوقعات بأن بنك انجلترا المركزي سيترك أسعار الفائدة دون تغيير. وارتفع الاسترليني بصفة عامة أمام مختلف العملات أمس الاول بعد اعلان بيانات قوية لمبيعات تجارة التجزئة والتضخم في أسعار المنازل.

وفي أوائل المعاملات احتفظ الاسترليني بارتفاعه مقابل اليورو عند مستوى 60.77 بنس بعد ان ارتفع الى 60.67 بنس مسجلا أعلى مستوى منذ ثمانية اسابيع في أواخر المعاملات الاوروبية أمس الاول. وبالارتفاع الاخير يكون الاسترليني قد صعد بنسبة تتجاوز اربعة في المائة في ثلاثة اسابيع فقط.

وواصل الاسترليني تألقه أمام عملة اليابان فبلغ أعلى مستوى منذ خمسة اسابيع عند 177.27 ين اي انه ارتفع 5.5 ين فقط خلال ثلاثة ايام. ومقابل الدولار الاميركي انخفض الاسترليني الى 1.4533 دولار من مستوى 1.4574 دولار الذي بلغه في أواخر المعاملات في نيويورك أمس الاول.

الى ذلك هبط مؤشر فاينانشال تايمز للاسهم البريطانية الممتازة الى ادنى مستوياته في 34 شهرا صباح أمس متأثرا بضغوط من قطاعات رئيسية مثل شركات الادوية والبنوك والاتصالات قبيل اعلان قرار الفائدة البريطانية. وبحلول الساعة 0809 بتوقيت جرينتش نزل المؤشر القياسي المؤلف من 100 سهم 57 نقطة توازي 1.1 بالمائة الى 5259 نقطة ليسجل ادنى مستوى منذ اكتوبر (تشرين الاول) عام .1998 وقال متعاملون ان المستثمرين يتحلون بالحذر قبل صدور قرار بنك انجلترا المركزي بشأن الفائدة في الساعة 1100 بتوقيت جرينتش. ويتوقع المتعاملون ان تظل اسعار الفائدة دون تغيير.

وبعد ان منحت اسهم الاتصالات المؤشر دعما مبكرا تحولت للهبوط وانخفض سهم شركة «ماركوني» المثقلة بالمتاعب 8.6 بالمائة الى 34.75 بنس. ودفع سهم «جلاكسو سميث كلاين» قطاع الادوية نزولا اذ انخفض 1.1 بالمائة الى 1761 بنسا بعد تقرير صحافي ابرز دعوى قضائية ضد الشركة في الولايات المتحدة.

وارتفعت اسهم طوكيو بعد ان تجاهل المستثمرون اعلان وكالة «موديز انفستورز سيرفيس» للتصنيف الائتماني انها قد تخفض تصنيف ديون اليابان وركزوا في المقابل على مزايا هبوط الين. وارتفع مؤشر نيكي القياسي المؤلف من 225 سهما 51.54 نقطة توازي 0.49 بالمائة ليغلق على 10650.33 نقطة. واغلق مؤشر توبكس الاوسع نطاقا على 1090.74 نقطة بارتفاع 0.28 بالمائة او 3.02 نقطة.

وقال هاروكي تاكاهاشي مدير معاملات الاسهم في «تسوباسا سيكيوريتيز» لا اعتقد ان موقف موديز كان مفاجأة خاصة في ضوء الحالة الواهنة للاقتصاد. هناك تركيز اكبر على انخفاض الين واحساس عام بأن هناك مبالغة في بيع الاسهم».

وقد نزل مؤشر نيكي نحو واحد بالمئة بعد اعلان وكالة «موديز»، الا ان الين هبط ايضا. وهبوط الين مصدر خير لكبار المصدرين مثل «هوندا موتور» عند اعادة ارباحهم من الخارج وتحويلها الى العملة المحلية. وارتفع سهم هوندا ثالث اكبر منتج للسيارات في اليابان 4.75 بالمائة الى 4630 ينا.

وارتفعت اسهم بنك «ميزوهو هولدنجز» وبنوك اخرى كبيرة بعد ان اقبل متعاملون على تغطية مراكزهم المكشوفة اثر انباء عن ان وزير الخدمات المالية هاكو ياناجيساوا ابلغ مدير صندوق النقد الدولي هورست كولر في اجتماع في نيويورك امس الاول ان اليابان سوف تلتزم ببرنامج للصندوق يراقب النظام المصرفي المحلي. وارتفع سهم ميزوهو اكبر بنك في العالم من حيث الاصول 3.85 بالمائة الى 538 الف ين.