السعودية: نقل مجمع «أرامكو» و«داو» للجبيل يعزز من موقعها العالمي كموطن لصناعة البتروكيماويات

خبير: البنية التحتية والخدمات اللوجستية للمدينة تساعد المشروع على النجاح

TT

من المقرر أن تعزز الأنباء الصادرة أمس بشأن قرار شركة «أرامكو» وشركة «داو كيميكال» الأميركية لنقل مجمع الكيماويات المشترك المزمع بناؤه إلى مدينة الجبيل في شرق السعودية من موقعها كأبرز مدن العالمية لصناعة البتروكيماويات.

وكان المجمع الذي يتكلف أكثر من 20 مليار دولار قد تقرر في بادئ الأمر أن يكون موقعه في رأس تنورة، موطن أكبر منشأة نفط بحرية في العالم غير أن تكاليف تجهيز الأرض في رأس تنورة والتكدس في الموقع جعلت الشركتين تعيدان النظر في خططهما.

وأرجع خبير اقتصادي قرار نقل المجمع إلى الجبيل إلى عدة عوامل، منها تأجيل الاستمرار في مشاريع الغاز التي ستمد المجمع بالطاقة في رأس تنورة، وتوفر تجهيزات البنية التحتية واللوجستية في مدينة الجبيل، مما يعطي بعدا آخر في عملية نقل المجمع الذي ينتظر أن يكون من أكبر مجمعات البتروكمياويات في العالم.

وبين فضل البوعينين الخبير الاقتصادي أن القرار في حال اعتمد رسميا سيحمل معه أبعادا إيجابية وسلبية، حيث إن مدينة الجبيل قد تساهم في عملية توفير المناخ الأفضل لمجمع «أرامكو» و«داو كيميكال»، من وجود بنية تحتية متكاملة، إضافة إلى توفر المواد الخام وسهولة نقلها، ووجود ميناء متكامل يساعد على نقل منتجات المجمع للتصدير.

وبين أن عملية الفصل بين المنشات النفطية وبين منشات البتروكمياويات قد تكون من الإبعاد الإيجابية، حيث إن رأس تنورة تتضمن مشاريع نفطية مختلفة، في حين تزدحم مدينة الجبيل بمشاريع البتروكمياويات، إضافة إلى ما يحمله القرار من إيجابيات بما في ذلك الناحية الأمنية ومن جانب السلامة من خلال وجود المجمع بالقرب من منشآت نفطية.

وأوضح الخبير الاقتصادي الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» أن الأبعاد السلبية قد تكمن في اكتظاظ المصانع، مما قد يؤثر على البيئة من خلال عوادم تلك المصانع، وقال: « لو تم نقل المجمع إلى رأس الزور لكان أفضل».

وأشار إلى أن رأس الزور مجهزة بشكل جيد، ولديها إمكانات تساعد على نجاح أي مشروع، والتي منها وجود ميناء وإشراف الهيئة الملكية، إضافة إلى وجود خط سكة حديد، الأمر الذي يدعم نجاح المشروع في حال تم نقله، خاصة أن رأس الزور قريبة من مدينة الجبيل.

وقال مصدر لـ«رويترز» إنهم «أبلغونا أن المجمع سينتقل إلى الجبيل»، في حين أبلغ مصدر أنه مع تغيير الموقع فإن المجمع الذي كان مقررا بادئ الأمر أن ينتج 8 ملايين طن سنويا من البتروكيماويات من 35 وحدة معالجة سيجري تقليص حجمه.

وقال المصدر: «ستكون الطاقة أقل، وهم يفعلون ذلك توفيرا للنفقات»، وفي هذا الشأن، وتملك «أرامكو» مجمعا للبتروكيماويات قيمته 10.1 مليار دولار مع شركة «سوميتومو كيميكال» اليابانية في رابغ على الساحل الغربي. وتبلغ طاقة إنتاج مجمع بترورابغ السنوية 18 مليون طن من منتجات التكرير و2.4 مليون طن من منتجات البتروكيماويات.

وقال المصدر: «المجمع سيكون على الأرجح في حجم بترورابغ»، في حين قال آخر «ألغيت على الأقل الخطط الخاصة بخمسة مصانع».

من جهته أبان متحدث باسم «داو» لـ«رويترز» «كل ما يمكنني قوله لكم هو أن المشروع ماض في مراحل التطوير الأولية، ومرحلة تقييم المشروع تمضي في موعدها وسوف تكتمل في وقت لاحق من هذا العام».