الأذان في مالطة

علي المزيد

TT

لا أعرف لماذا تبادر لذهني هذا العنوان.. «الأذان في مالطة»، وأنا أشاهد افتتاح «ملتقى السفر والاستثمار السياحي في السعودية»، منتصف الأسبوع الماضي، وهو بالتأكيد ملتقى مهم وذو قيمة اقتصادية مضافة إلى الاقتصاد السعودي، في دولة تستقبل الملايين من الحجاج والمعتمرين سنويا. تذكرت الآن لماذا تبادر إلى ذهني هذا العنوان.. أذكر أنني دعيت منذ عام مضى أو أكثر قليلا من قبل السفارة المالطية لدى السعودية مع مجموعة من الصحافيين السعوديين، وثلة من مسؤولي مكاتب السفر والسياحة في السعودية، لزيارة مالطا للاطلاع على مقومات السياحة المالطية. استكملنا مستلزمات السفر من تأشيرة، أو فيزا. وأذكر أن مالطا انضمت في ذلك الحين إلى الاتحاد الأوروبي، وبعض منا لم يستطع استيفاء شروط الشنغن، أو الشنقل كما نسميها. المهم منحنا السفير المالطي لدى السعودية تأشيرة مفردة، وذهبنا إلى مالطا عن طريق قبرص، وكانت رحلة طويلة. هبطنا مطار مالطا، وتفاجأت كما تفاجأ زملائي من استقبال السفير المالطي العامل لدى السعودية لنا، وسألناه: كيف وصلت قبلنا؟ فذكر أنه ذهب عن طريق دبي، وهي رحلة أطول من رحلتنا، وأكثر مشقة منها، والهدف أن يكون في استقبالنا. المهم ذهبنا إلى الفندق لنراه أيضا في بهو الفندق، ليؤكد لنا دعوته لنا على العشاء بعد ساعتين من الوصول، لننال قسطا من الراحة، ونغير ملابسنا. وبالفعل، بدأنا التجمع بعد ساعتين، وذهبنا إلى مطعم جميل. تناولنا العشاء مع السفير، الذي بدأ يشرح لنا أن اسم مالطا المشتق من العربية، ويعني الملاذ كما يقول، والمحرف إلى ملاذا، ثم مالطا. قابلنا شخصيات جميلة ورائعة، واطلعنا على معالم جميلة، والجميع يؤكد لنا أن لغتهم خليط من العربية والفرنسية والإنجليزية.

السياحة في السعودية تحقق 10 مليارات دولار، ويعمل بها 5 في المائة من مجموع القوى العاملة في السعودية، ومع ذلك يشتكي سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عدم تفهم بعض من القطاعات الحكومية أهمية السياحة ومردودها المادي، وكذلك يشتكي بعض من رجال الأعمال صعوبة الحصول على التأشيرة، ليس بسبب وجود محاذير أمنية، ولكن لعدم تفهم بعض السفراء أهمية السفر والسياحة. وهذا المحاذير ليست سرا، وإنما تقال علنا، وفي كل منتدى استثماري، وهذا الوضع ليس خاصا، بل يشابه بعضا من أوضاع بلادنا العربية، التي تدعو السائح العربي، ثم تحاول إهانته لعدم وضوح الرؤية في السياحة. تذكرت هذه القصة، وخشيت أن يكون سمو رئيس الهيئة كمن يؤذن في مالطا، مع أن مالطا قد استجاب مؤذنها لصوت السياحة. ودمتم..

* كاتب اقتصادي