تعتمد السعودية بشكل أساسي على مياه البحر المحلاة لاستعمالها كمياه عذبة، حيث تحتل المركز الأول بين دول العالم في إنتاج المياه العذبة من البحر. واشارت إحصائيات رسمية صادرة من المؤسسة العامة لتحلية المياه السعودية الى ان 27 محطة لتحلية المياه المالحة قامت خلال عام 2000 بإنتاج 797 مليون متر مكعب من المياه المحلاة غطت اكثر من 70 في المائة من احتياجات مياه الشرب في السعودية، فيما تجاوزت الطاقة الكهربائية المصدرة من محطات المؤسسة خلال نفس الفترة 3421 ميجاوات في الساعة وهو ما يعادل تقريباً 20 في المائة من الطاقة الكهربائية المنتجة بالسعودية، حيث واصلت المؤسسة تطورها حتى تضاعف الإنتاج من الماء اكثر من مائة مرة ومن الكهرباء اكثر من 80 مرة خلال عقدين من الزمن، وذلك عن طريق إنشاء محطات أحادية الغرض لانتاج المياه المحلاة فقط أو ثنائية الغرض لانتاج الماء والكهرباء. ولنقل المياه إلى المناطق الداخلية أنشأت المؤسسة شبكات لخطوط الأنابيب يبلغ مجموع أطوالها اكثر من 2000 كيلومتر بأقطار مختلفة تبلغ في بعض الأحيان 2000 ملم. كما شيدت المؤسسة على طول هذه الخطوط، لضمان استمرارية تدفق المياه عبر الأنابيب بمعدلات ثابتة مهما كان طول الخط أو ارتفاع المناطق التي يمر بها عن سطح البحر، 19 محطة لضخ المياه إلى خزانات التحلية والبالغ عددها 108 خزانات تصل سعتها الاستيعابية إلى اكثر من 6 ملايين متر مكعب.
وتوقعت التقارير الرسمية الصادرة من وزارة الزراعة والمياه أن يرتفع الإنتاج في السنوات القليلة المقبلة إلى اكثر من 1000 مليون جالون يومياً واكثر من 5000 ميجاوات كهرباء بعد الانتهاء من المشروعات الجاري تنفيذها حالياً.
هذا وتوقعت شركة ارامكو السعودية استمرار تصاعد الاستهلاك الفعلي لمحطات تحلية المياه من الوقود، حيث يتوقع أن يبلغ استهلاك الطاقة حوالي 85 مليون برميل مكافي من الزيت الخام 233 ألف برميل يوميا خلال الفترة 2000 ـ 2005، ويلاحظ اعتماد محطات تحلية المياه على استخدام الغاز عوضاً عن مصادر الوقود الأخرى في المستقبل، حيث يتوقع استهلاك الغاز حتى تبلغ نسبته 65.3 في المائة من مجمل استهلاك محطات تحلية المياه المالحة.
يشار إلى أن هناك نوعين من مصادر المياه في السعودية يتعلق الاول منها بالمصادر التقليدية التي تشمل المياه السطحية والمياه الجوفية، ويمثل القسم الأول وهو المياه السطحية مياه السيول والفيضانات الناتجة عن الأمطار وما يسلك منها في الاودية.
وتعتبر السيول في السعودية غير منتظمة الحدوث بصورة عامة، حيث يقدر مخزون المياه السطحية في أنحاء السعودية كافة بنحو ملياري متر مكعب، وتتم متابعة وتقييم مصادر المياه السطحية عبر شبكات هيدرولوجية موزعة في أنحاء السعودية لتسجيل ومعرفة الأحوال المناخية بعناصرها مثل الحرارة، الرطوبة، سطوع الشمس، سرعة الرياح، التبخر، الأمطار وغيرها.
هذا وقد توجهت وزارة الزراعة والمياه السعودية منذ إنشائها إلى إنشاء السدود للتحكم في جريان مياه الأمطار والسيول، حيث تمكنت من إنشاء 185 سدا مختلفة الأطوال والارتفاع للاستفادة من المياه السطحية والسيول المائية، ويقدر إجمالي طاقتها التخزينية بنحو 800 مليون متر مكعب.