صناعيون: «الغرانيت» السعودي في أزمة.. والسبب المنتج الصيني

وسط تذمر كبير من إغراق واسع في السوق المحلية

TT

تتهيأ مصانع وشركات غرانيت السعودية لتوجيه خطاب إلى وزارة التجارة والصناعة، تطالبها فيه بضرورة دعم صناعة الغرانيت السعودي عبر تفعيل استفادتها من مشاريع الدولة التنموية.

وتجري ترتيبات بين عدد من الشركات والمصانع المتخصصة لرفع رسالة خطية إلى عبد الله بن أحمد زينل علي رضا، وزير التجارة والصناعة السعودي، مؤكدين أن مواصفات الجرانيت الذي تنتجه تطابق المواصفات القياسية العالمية؛ كما يتميز بتنوع ألوانه، وقد تم تصديره واستخدامه في مختلف دول العالم لمشاريع عالمية كبرى.

وتعتبر صناعة الغرانيت السعودي من أحدث الاستثمارات للثروات الطبيعية الوطنية والمتمثلة في خام الغرانيت السعودي، والذي يتم تعدينه واستخراجه من مقالع وطنية تنتشر في مختلف أنحاء المملكة وبامتيازات تعدينية من وزارة البترول والثروة المعدنية.

وأوضح يسار الأحمد، المدير التنفيذي لشركة «تنهات» للتعدين، أن المصانع السعودية تعتبر من أحدث المصانع المنتجة للجرانيت على المستوى الدولي؛ وأنها تستخدم أحدث المعدات وبطاقات إنتاجية عالية، وتم الاستثمار فيها بمبالغ ضخمة بدعم وتمويل من صندوق التنمية الصناعي السعودي، مما يحتم الاستفادة من الطاقات الإنتاجية الرفيعة في الأسواق المحلية.

من ناحيته، أكد فهد عبد الله الحربي، المدير العام لشركة مصنع السعودية للرخام والغرانيت المحدودة، أن منع تصدير كتل الغرانيت السعودي والذي كان رافدا من روافد دعم صناعة الغرانيت، وانتشار هذا المنتج السعودي عالميا، قد تتسبب لشركات الغرانيت السعودية في ضغوط وأزمات مالية كبيرة؛ وقد يترتب على ذلك التركيز أكثر على السوق الوطنية.

ويتزامن هذا التحرك مع تذمر واسع يبديه المصنعون الوطنيون من ظاهرة إغراق السوق السعودية بالغرانيت الصيني، مطالبين بحماية المنتج الوطني من الإغراق بالمستورد، الذي يرونه يفتقد للمواصفات والمقاييس ذات الجودة الرصينة.

وهنا، يؤكد الحربي أن خيبة الأمل كان سببها اعتماد المقاولين الذين ينفذون مشاريع الدولة التنموية الضخمة على الغرانيت الصيني، وبدعم من الاستشاريين والمعماريين الذين يعتمدون على المنتجات غير الوطنية في المشاريع السعودية دون أدنى محاولة منهم للاستفادة من الثروات الطبيعية الموجودة محليا.

وأضاف الحربي، وهو مستثمر في صناعة الغرانيت الوطني السعودي، أن عمليات الإغراق أدت إلى إغلاق الأبواب في وجه استثمارات شركات الغرانيت السعودية محليا وعالميا، وفي ذلك خطورة كبيرة على صناعة الغرانيت الوطني.

وتأتي هذه التطورات وسط ما تستحوذ عليه منتجات الغرانيت الوطنية من 50 في المائة من حجم السوق السعودية، والذي يفوق مليار ريال (266 مليون دولار)، حيث تعتبر من أكبر الأسواق في المنطقة، بينما يبلغ حجم سوق مواد البناء أكثر من 40 مليار ريال سنويا.

ويقدر حجم إنتاج 5 شركات وطنية بأكثر من 4 ملايين متر مربع سنويا، بقيمة إجمالية تقدر بأكثر من 400 مليون ريال، ويتمتع الغرانيت السعودي بسمعة طيبة لتميزه بأعلى المواصفات القياسية من حيث المتانة والقوة والصلابة واللمعان الشديد وتعدد وحيوية تجانس الألوان نظرا لطبيعة تكوينه من الصخور النارية المنتشرة بمناطق الدرع العربية.

ووفقا للخبراء والمختصين فإن التكوين الجيولوجي للجرانيت في السعودية أسهم في استخراج ألوان متميزة منه، مما يؤدي إلى الإقبال الكبير عليه سواء داخل السوق المحلية أو العالمية، مما يعزز في دعم الاقتصاد الوطني.