الحكومة الأميركية تثبت أنها لاعب عقارات تجارية كبير

تستغل وفرة المساحات الشاغرة في المباني الجديدة بأسعار تنافسية

TT

كشفت الصفقات الضخمة التي وقعتها الحكومة في الفيدرالية عن تنامي نفوذها في سوق العقارات التجارية في منطقة واشنطن سواء من ناحية البيع أو الشراء، ولعل أبرز هذه الصفقات البيع العلني للمبنى الذي شغله حتى عام 2002 المعهد الوطني للصحة في بيثيسدا والمقام على 127 ألف قدم مكعب، والتحرك نحو الحصول على مساحات واسعة في المباني التجارية والتي كانت شاغرة لشهور. وتسعى إدارة الخدمات العامة إلى بيع المبنى المكون من 10 طوابق الذي تخلى عنه المعهد الوطني للصحة في عام 2002 عندما نقل مكاتبه إلى بنايات أخرى في بيثيسدا. وسيكون العطاء الافتتاحي في المزاد الذي سيجرى في الفترة من 30 أبريل (نيسان) إلى 2 يوليو (تموز) 14 مليون دولار.

وتشير شركة «جونز لانغ لاسال»، شركة العقارات التي تمثل الحكومة، إلى أن الأخيرة تتوسع في الوقت ذاته في أنشطة الاستئجار، حيث وقعت الحكومة صفقات لاستئجار مساحات بلغت 750 ألف قدم مربع في المقاطعة في الربع الأول من عام 2010 مقارنة بـ 670.000 قدم مربع في المدينة في عام 2009 ككل.

كما تستغل الحكومة ميزة وفرة المساحات الشاغرة في المباني الجديدة بأسعار تنافسية. ونظرا إلى انتهاء عقود الإيجارات وإطلاق الحكومة مشروعات تجديد فإنها تقوم بنقل الكثير من الوكالات إلى مكاتب في مناطق مثل «NoMa» الحي القريب من مبنى الكابيتول هيل الذي كان يحمل الكثير من التوقعات قبل تقليص الأزمة المالية الطلب على المساحات الخالية.

وقال روب هارتلي مدير الأبحاث في شركة «كوستار غروب» المتخصصة في أبحاث العقارات التي تتخذ من بيثيسدا مقرا لها: «هذا مثال على كيفية رد الحكومة مساحات في منطقة واحدة والحصول على مساحات في أماكن أخرى، فالحكومة محرك اقتصادي في سوق العقارات التجارية».

وكانت وكالة الخدمات الحكومية قد قررت بيع مبنى المعهد الوطني للصحة الذي أنشئ قبل 46 عاما والكائن في 7550 ويسكنسون أفنيو في بيثيسدا قبل ثماني سنوات. فيقول بوب بيك مفوض خدمات المباني العامة في وكالة الخدمات الحكومية: «لدينا عملية يجب الشروع بها قبل عملية البيع، وهي أن نقدمه لإسكان المشردين أو للحكومة المحلية». وقد تضاعفت مساحات الأماكن الخالية في بيثيسدا بأكثر من الضعف خلال الكساد إلى 14 في المائة خلال الربع الأول من 2010 بعد أن بلغت 6.6% خلال الربع الأول عام 2007، وذلك بحسب «جونز لانغ لاسال». وقد فقدت الحكومة مقرات بنك «شيفي تشيس» ومجموعة «هانغر أورثوبيدك»، وستفقد «كوستار» أواخر هذا العام عندما تعيد نقل مقراتها إلى ديستريكت. ويتوقع أن تدفع نسبة المساحات الكثيرة الشاغرة في منطقة الأعمال في بيثيسدا أي مالك جديد لمبنى المعهد الوطني للصحة إلى خفض الإيجارات لجذب المستأجرين.

توسع الدور الحكومي في الأسواق المالية للبلاد وزيادة نفقات الدفاع وقانون الرعاية الصحية يعززان طلبها على المزيد من المساحات الخالية. ويتوقع أن تزيد الحكومة من موظفي منطقة واشنطن بنحو 100 ألف شخص، بحسب مؤسسة «بارتنرشب للخدمات العامة»، المؤسسة غير الربحية التي توفر مستخدمين للحكومة.

وقال سكوت هوما مدير الأبحاث في «جونز لانغ لاسال»: «قضت الحكومة عام 2009 للتخطيط للتنمية وسوف نشهد هذا النمو يتحقق في عام 2010. وتحاول الحكومة أيضا ترميم الكثير من المباني الأخرى عبر تزوديها بأنظمة ترشيد استهلاك الطاقة، ونتيجة لذلك يتوقع أن تسعى المزيد من الوكالات إلى تأجير مساحة في السوق التجاري لخمس سنوات أو نحو ذلك خلال عملية التجديد.

على سبيل المثال، يقول مسؤولو العقارات، إن وكالة خدمات الحكومية تخطط لتأجير نحو 300.000 قدم مربع في مبنى «كونستتيوشن سكوير» في «NoMa». ومن المتوقع أن تحتاج الكثير من الوكالات الدفاعية إلى أماكن بديلة عندما يبدأون عملية التحديث الأمنية لمبانيهم. وقد توسعت لجنة البورصة والأوراق المالية بجوار مقراتها في «NoMa»، أما مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية فقد وقعت عقد إيجار في أرلينغتون. ويقول بيك: «هذا وقت جيد لتمديد عقود الإيجار، فمعدلات الإيجارات منخفضة في الوقت الحالي كما ستمتد لبعض الوقت أيضا».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»