حسن شاكر: طرح شركة «إبراهيم شاكر» للاكتتاب توسيع لقاعدة المساهمين في الشركات العائلية الناجحة

الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة لـ «الشرق الأوسط»: نتجه إلى تصنيع المبردات وتوسيع نشاط توريد أجهزة الإنارة والإضاءة

حسن شاكر
TT

مع قرب طرح مجموعة شاكر للاكتتاب العام في السعودية نهاية الشهر الحالي، ترجع ذاكرة السعوديين إلى تفاصيل بروز واحدة من العوائل التجارية في المملكة، عبر تسويق وتوزيع الأجهزة المنزلية وأجهزة التكييف في السوق السعودية بعد دخولها كتقنيات لتبريد الأجواء. ويستقبل السعوديون في 26 من أبريل (نيسان) الحالي وحتى الثالث من مايو (أيار) اكتتاب مجموعة «إبراهيم شاكر»، وهي شركة عائلية شهيرة في عالم التوزيع والتصنيع المتخصص في التبريد والأجهزة الإلكترونية منذ بداية انطلاقة أعمالها قبل 60 عاما، وتحديدا منذ تأسيسها في 1946 باسم صاحبها رجل الأعمال الراحل إبراهيم شاكر الذي حاز أولوية العضوية في اللجنة الإدارية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة.

وكشف حسن شاكر، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة، وهو ابن مؤسس الشركة في حوار مع «الشرق الأوسط» أن الشركة التي سيتم طرح 10.5 مليون سهم، تمثل 30 في المائة من رأسمالها، للمكتتبين أواخر الشهر الحالي، تتجه بعد إنتاج أجهزة التكييف إلى القيام بعملية تصنيع المبردات الخاصة بقطاع الشركات والأعمال في ظل النمو العقاري المطرد، مفصحا عن عزم الشركة القيام بتوسيع نشاطها في مجال توريد أجهزة الإنارة والإضاءة المخصصة للشركات وقطاعات الأعمال والأحياء بعد أن قامت بالدراسات اللازمة لذلك وأثبتت حاجة السوق المحلية إلى هذا النشاط الحيوي.

وأكد شاكر في الحوار أن التوجه العام للاقتصاد العالمي يتوازى مع قيام الشركات العائلية بتوسيع قاعدة المشاركة في صناعة القرار، والانفتاح أكثر من خلال تعزيز حجم المساهمين، لأن ذلك سيكون له أثر إيجابي في تطوير الأداء ورفع معدل الكفاءة وطرق قنوات جديدة من الإنتاجية.

وقال شاكر إن ضعف الكفاءات المتوافرة في السوق المحلية، لا سيما في المهن التقنية والصيانة، دفع إلى تدشين أكاديميات متخصصة في مختلف مناطق المملكة لتدريب الشباب السعودي بهدف تأهيل جيل من الكفاءات القادرة على تلبية احتياجات الشركات في التخصصات المهنية. إلى تفاصيل الحوار..

* اتجهت المجموعة إلى قطاع الإلكترونيات كنشاط رئيسي لها، لكن الملاحظ هو اتجاه المجموعة إلى التسويق والتوزيع لأبرز الأسماء التجارية العالمية في مجال التكييف والتبريد، فأين عمليات التصنيع وتوطينها في مجالات التبريد والتكييف؟

- مجموعة «شاكر» تمتلك تجربة ناجحة في جانب التصنيع، وتمثل تطورا طبيعيا لخبرتها العريقة في مجال توريد الأجهزة الكهربائية وأجهزة التكييف التي تمتد لنحو 60 عاما، وأعتقد أن شراكتها مع مجموعة «LG» للإلكترونيات عبر مصنع «إل جي - شاكر» الذي بدأ إنتاجه في عام 2008 خير دليل على ذلك. وتمكننا خلال فترة وجيزة من تحقيق قفزات نوعية في قطاع تصنيع أجهزة التكييف الذي تبلغ طاقة المصنع الإنتاجية منها 250 ألف وحدة ومرشحة للزيادة خلال الفترة القريبة القادمة إلى 500 ألف وحدة، وهذه التجربة منسجمة تماما مع استراتيجية الشركة ورؤيتها إلى تطوير القدرة الإنتاجية والتصنيعية للمملكة، عبر العمل على نقل التقنية، والارتقاء بمستوى الصناعة الوطنية إلى معايير متقدمة، خصوصا أن المنتج السعودي يتمتع بسمعة مميزة في مختلف الأسواق الإقليمية، وأثبت جدارة نسعى إلى تعزيزها، من خلال توسيع النشاط التصنيعي، وتنويعه، على نحو يمكننا من تغذية احتياجات السوق المحلية والأسواق الإقليمية والمجاورة.

* تتجه المجموعة إلى الطرح العام في السوق المالية السعودية، كيف جاءت الفكرة، وما هي تطلعات الشركة للاستفادة من العوائد المحصلة من الطرح، وكم سيبلغ عدد الأسهم المطروحة وقيمة السهم بعلاوة الاكتتاب؟

- كما هو معلوم فإن اكتتاب الشركة سيبدأ في الأسبوع الأخير من شهر أبريل (نيسان) الحالي، وسيتم خلاله طرح 10.5 مليون سهم، تمثل 30 في المائة من رأسمال الشركة، بقيمة اسمية 10 ريالات للسهم الواحد، إلى جانب علاوة الإصدار التي سيتم تحديدها بناء على عملية سجل الأوامر المزمع الانتهاء منها خلال وقت قريب لتحديد سعر طرح السهم، ومتحصلات الاكتتاب سيتم توزيعها على الشركاء المساهمين في الشركة. وفكرة تحول الشركة إلى مساهمة عامة تأتي منسجمة مع توجهات القيادة في المملكة، لتوسيع قاعدة المساهمين في الشركات الناجحة، عبر إتاحة الفرصة أمام المواطنين للمشاركة في ملكية تلك الشركات، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في تعزيز أدائها وتطور نشاطها إلى آفاق جديدة.

* في حال الطرح، سيكون اسم «شاكر»» عاشرا بين الشركات المساهمة العامة المدرجة باسم عائلة، وهو ما يدفعنا للتساؤل حول الشركات العائلية، هل بات الوقت ملائما للتحول إلى مساهمة عامة وإشراك الجمهور في الملكية؟

- كما ذكرت سلفا بأن التوجه العام للاقتصاد العالمي اليوم يقوم على توسيع قاعدة المشاركة في صناعة القرار، والانفتاح أكثر من خلال تعزيز حجم المساهمين في تلك الشركات لأن ذلك سيكون له أثر إيجابي في تطوير الأداء ورفع معدل الكفاءة وطرق قنوات جديدة من الإنتاجية، فضلا عن عامل مهم جدا يكمن في رفع معايير الشفافية التي تعد إحدى محاور الاقتصاد الجديد.

* عند التحول إلى «مساهمة عامة»، سيحمل الشركة مسؤولة العمل في تطوير النشاط، فما هي أبرز المشروعات المستقبلية التي تخططون القيام بها قريبا؟

- مجموعة «شاكر» تتمتع بمركز قوي ومكانة مرموقة في السوق السعودية تستند إلى سلسلة من العوامل التي أهلتها لتتبوأ هذا الموقع، ومن أبرزها المنتجات والعلامات التجارية القوية التي تسوقها وتتمتع بامتياز توزيعها، إلى جانب البنية الأساسية والمواقع الاستراتيجية للشركة وامتلاكها لأسطول توزيع، فضلا عن مراكز ما بعد البيع والصيانة التي تعد من أكثر المراكز والخدمات تميزا وانتشارا في السوق السعودية. أضف إلى ذلك بطبيعة الحال التوجه التصنيعي للشركة الذي بدأته في عام 2008 وتسعى إلى تعزيزه والاستفادة من المحفزات الاستثمارية للسوق السعودية. فإلى جانب أجهزة التكييف التي تقوم الشركة بإنتاجها في الوقت الحالي ستسعى الشركة خلال الفترة القادمة إلى القيام بعملية تصنيع المبردات الخاصة بقطاع الشركات والأعمال، لا سيما في ظل النمو العقاري المضطرد في المملكة خصوصا والمنطقة عموما، هذا إلى جانب ما تنوي الشركة القيام به لتوسيع نشاطها في مجال توريد أجهزة الإنارة والإضاءة المخصصة للشركات وقطاعات الأعمال والأحياء، بعد أن قامت بالدراسات اللازمة لذلك، وأثبتت حاجة السوق المحلية إلى هذا النشاط الحيوي.

* هل تعتقد أن الشركات الموزعة أو المسوقة للمنتجات الرئيسية الاستهلاكية، فيها من الموثوقية المهنية ما يمكنها من التحول إلى مساهمة عامة، على الرغم من أنها لا تقوم على اقتصاد حقيقي يقوم على الصناعة أو الزراعة وغيرها؟

- أعتقد أن هناك عددا كبيرا من تلك الشركات أثبت نجاحه وكفاءة في أدائه المهني والتجاري، وقدرة على التطور من خلال الانتقال من مرحلة «التوزيع والتوريد» إلى مرحلة المشاركة في «التصنيع» كما هو الحال مع «مجموعة شاكر»، التي تمكنت، خلال مسيرتها، من تحقيق قفزات نوعية، سواء من حيث أدائها المالي أو من حيث وجودها وتوسيع نشاطها وتنويع مصادر دخلها.

* لدى المجموعة حتى الآن 730 موظفا، هل هناك تخطيط لزيادة عدد توظيف الكوادر وأنت تتطلعون إلى التحول إلى شركة مساهمة دائما ما ينظر إليها بأنها ذات قدرة عالية في التوظيف وتشغيل الكفاءات؟

- عملية زيادة توظيف الكوادر يحكمها عاملان: الأول توسع نشاط الشركة وأعمالها الذي يتطلب بطبيعة الحال رفع عدد العاملين، والعامل الآخر يكمن في مدى توافر الأيدي العاملة المؤهلة. ودعني هنا أشير إلى مسألة في غاية الأهمية وهي نقص الكفاءات المتوافرة في السوق المحلية، لا سيما في المهن التقنية والصيانة، ما دفعنا إلى تدشين أكاديميات متخصصة في مختلف مناطق المملكة لتدريب الشباب السعودي بهدف تأهيل جيل من الكفاءات القادرة على تلبية احتياجات الشركات في التخصصات المهنية، وقد قطعنا شوطا طويلا في هذا الجانب نأمل أن يسهم في تحقيق رؤيتنا وسد العجز الذي نعاني منه.

* ذهبت المجموعة للاستثمار في تسويق وتوزيع المنتجات الكهربائية، كم يبلغ حجم سوقها، وكيف تنظرون إلى سوق المنتجات الكهربائية مع انتشار السلع الرخيصة، وهل هناك إمكانية وجود تصنيع محلي سعودي يمكن أن تبادر إليه مجموعة «إبراهيم شاكر»؟

- السوق السعودية واحدة من أكثر الأسواق الواعدة في مجال الأجهزة المنزلية الكهربائية وأجهزة التكييف ويرجع هذا إلى مجموعة من الأسباب التي من أبرزها طبيعة المناخ الحار في المملكة التي تستدعي زيادة الطلب على أجهزة التكييف، أضف إلى ذلك ارتفاع القدرة الشرائية للمواطن، والانتعاش العقاري وما يرتبط به من زيادة حجم المساكن، الذي يتطلب تجهيزها بالأجهزة الكهربائية، جميع هذه العوامل تدفع نحو التوقعات الإيجابية لنمو القطاع بنسب تتراوح بين 30 - 50 في المائة خلال السنوات الخمس القادمة، إذ إنه من المتوقع، وفقا للدراسات، أن يحقق قطاع التكييف التقليدي، الذي يبلغ حجمه الحالي 2.7 مليار ريال، نموا قدره 50 في المائة في عام 2014 ليصل إلى 4.5 مليار، وكذلك الحال بالنسبة لقطاع الأجهزة المنزلية الذي من المتوقع أن يصل حجمه خلال الأعوام الخمسة القادمة إلى 4 مليارات ريال ويحقق نسبة نمو 30 في المائة. وهذه الإحصائيات تعكس مدلولا إيجابيا بالنسبة لسوق المنتجات الكهربائية، وزيادة متوقعة في حجم الطلب عليه.

وعلى الجانب الآخر، فنحن نعتقد بأن المستهلك يمتلك من الوعي والدراية ما يدفعه إلى اختيار السلعة ذات الكفاءة العالية والسمعة المميزة، وهي عوامل تقف بشكل رئيسي وراء اختيار السلعة، إلى جانب السعر، بطبيعة الحال. ومن جانبنا فإن استراتيجيتنا تقوم على كيفية تخفيض تكلفة المنتجات من خلال المساهمة في تصنيعها، كما هو الحال في تجربتنا لإنتاج مكيفات «إل جي»، مع الحفاظ على جودة وكفاءة عالية. وأعتقد بأن المنتج السعودي بات اليوم يحتل موقع الصدارة ضمن قائمة اختيار العملاء بعد أن أثبتت التجارب كفاءته وجودته العالية. كما لا يفوتني أن أشير إلى أن جميع المنتجات التي نقوم بصناعتها مزودة بتقنيات من شأنها ترشيد استعمال الكهرباء.

* كم علامة تجارية عالمية في الأجهزة الإلكترونية والكهربائية التي تمثلونها كموزعين معتمدين، وكيف تنظرون إلى توجه الشركات العالمية في تعدد اعتمادات التوزيع للوكلاء بين الشركات والمناطق؟

- مجموعة «شاكر» من أوائل الشركات التي دخلت في مجال توزيع وتوريد الأجهزة الكهربائية، ونجحت في الحصول على حقوق توزيع حصرية وغير حصرية للكثير من العلامات التجارية العالمية المعروفة مثل «إل جي»، «مايتاج»، و«أنديست»، و«أريستون»، و«ديلونغي»، و«ماكوي»، و«أميركان ستناندارد»، و«ميديا».

وجميعها علامات ذات سمعة عالمية وتحظى بثقة المستهلكين، إلى جانب إدخال المجموعة لمنتجات التكييف من ماركة «إل جي» إلى المملكة في عام 1994، وتستحوذ على حصة سوقية من أجهزة التكييف في المملكة تبلغ 26.1 في المائة، في حين أن حصتها السوقية من الأجهزة المنزلية تبلغ نحو 4.5 في المائة.

أما بالنسبة للجزء الثاني من السؤال فدعني أؤكد على أننا في مجموعة «شاكر» نقدّر عاليا حق المنافسة وانفتاح السوق، لأن الحضور والوجود يبقى للأفضل والأكثر كفاءة، والاختيار يبقى للمستهلك، خصوصا أن هناك الكثير من العوامل التي تتحكم في اختيار المستهلك كخدمات ما بعد البيع والصيانة والانتشار التي أعتقد أننا نجحنا في تسجيل موقع ريادي لنا فيها.