اجتماع طارئ لوزراء النقل عبر الفيديو.. ولجنة عليا من المفوضية لدراسة تداعيات الأزمة

بعد أزمة المصارف أوروبا تواجه أزمة النقل الجوي

TT

أعلنت المفوضية الأوروبية ببروكسل أمس أن رئيسها خوسيه مانويل باروسو قرر تشكيل مجموعة عمل على أعلى مستوى، وتضم عددا من المفوضين الأوروبيين، تكون مهمتها تقييم الآثار المترتبة على الوضع الناجم عن السحابة الرمادية البركانية، وتأثير ذلك على النقل الجوي الأوروبي بشكل خاص، وعلى الاقتصاد الأوروبي بشكل عام.

وقال البيان الذي تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، إن رئيس المفوضية يريد التأكيد على أن الاتحاد الأوروبي لديه القدرة على التحليل الجيد للأمور، ليكون قادرا على الاستجابة بشكل مناسب إذا لزم الأمر، ولا بد من التنسيق والتحرك بشكل صحيح في حال اتخاذ أي تدابير في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي، للرد على العواقب الاقتصادية المترتبة على هذا الوضع. ويترأس مجموعة العمل نائب رئيس المفوضية المكلف بشؤون النقل، سايم كلاس، ومعه المفوضان المكلفان بشؤون المنافسة والشؤون النقدية والاقتصادية، كما جاء في البيان أن المفوضية طلبت من اللجنة إجراء الاتصالات مع الرئاسة الإسبانية الحالية للاتحاد، من أجل عقد اجتماع استثنائي لوزراء النقل الأوروبيين، وإذا تعذر حضورهم يعقد الاجتماع عبر الفيديو، مع تنسيق الجهود والاتصالات بالمنظمات الأوروبية والسلطات الوطنية لبحث تداعيات الأزمة الحالية.

كما أعلن الاتحاد الأوروبي أمس عن إلغاء عدد من الاجتماعات على مستويات مختلفة، كانت مقررة أمس واليوم وغدا، سواء في بروكسل أو إسبانيا، حيث الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي، أو في لوكسمبورغ، التي كانت من المقرر أن تستضيف اجتماعات مجلس وزراء الصيد البحري والموارد المائية، والذي كان من المقرر أن يبحث في التعامل مع إصلاح منظمة السوق المشتركة لمنتجات مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية. كما تقرر إلغاء اجتماع لوزراء الاتصالات في بروكسل، واجتماع للاتحاد الأوروبي مع كرواتيا، واجتماعات أخرى على مستوى أقل.

وجاء إلغاء الاجتماعات لصعوبة التنقل بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من خلال الرحلات الجوية، بسبب الغيمة الرمادية البركانية الناجمة عن انفجار بركان في أيسلندا. وفي هذا الصدد بدأت الدول الأوروبية مشاورات بشأن فرص تقديم دعم مباشر لمؤسسات الطيران المتضررة من تعليق نشاط الملاحة الجوية، وبسبب تداعيات تسرب الرماد البركاني من أيرلندا.

وقال مصدر في المفوضية الأوروبية في بروكسل إن المسالة مطروحة بالفعل، ولكن من الصعب حاليا الجزم بشان طبيعة الدعم الذي سيتم تقديمه إلى مؤسسات الطيران. وأضاف أنه وبعد أزمة المصارف التي ضربت أوروبا في خريف عام 2008 فإن الاتحاد الأوروبي سيواجه أزمة حادة تخص قطاع النقل الجوي في حالة استمرار تسرب الرماد.

وقال وزير النقل البلجيكي إتيان سكوب من جهته للإذاعة البلجيكية أمس الأحد إن حكومته تلقت طلبا بالمساعدة من مؤسسة الخطوط الجوية البلجيكية، وإنه سيكون من الصعب الرد على ذلك في غياب تنسيق أوروبي حول المسألة. وقال الوزير البلجيكي إن بلاده التي تتسلم الرئاسة الدورية الأوروبية خلال شهرين فقط من الآن لا تريد المجازفة باتخاذ مبادرات فردية ومنعزلة عن شريكاتها.

وجاءت تلك التطورات عقب المعاناة التي وجدها وزراء المال والاقتصاد في الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم الأخير في إسبانيا في عطلة نهاية الأسبوع، وأعلنت الرئاسة الإسبانية الحالية للاتحاد في ختام الاجتماعات أن الوزراء اتفقوا على دعمهم لمبدأ تعزيز الحوكمة الاقتصادية في دول التكتل الأوروبي. وقالت وزيرة المالية الإسبانية إلينا سالغادو التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع: «لقد بحثنا الوضع الاقتصادي والمالي وحددنا المخاطر التي ما زالت تواجه الأسواق».

وأضافت سالغادو أن وزراء المالية أكدوا خلال الاجتماع الحاجة إلى رسالة واضحة مفادها أن كافة الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي عاقدة العزم على استحداث آلية لتجنب المشكلات في المستقبل. من جانبه قال مفوض الشؤون الاقتصادية والنقدية بالاتحاد الأوروبي أولي رين أن المفوضية الأوروبية ستقدم مقترحات واضحة في هذا الشأن في 12 من الشهر المقبل.

وأضاف رين أنه قبيل اتخاذ قرارات خطيرة تؤثر على منطقة اليورو بأكملها فإنه من الممكن أن يكون هناك تقييم منظومي وصارم لمشروعات الموازنات القومية قبيل تقديمها إلى البرلمانات.

من ناحيته قال رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه خلال المؤتمر الصحافي المشترك: «دعونا نتجنب القومية المالية والتجارية المالية». وأضاف تريشيه: «نحن في سوق مشتركة ويحب علينا الدفاع عن مستوى السلامة الأوروبية للسوق الواحدة، وأيضا على مستوى العالم، في إطار أطراف العمل المتعددة ومجموعة العشرين».