«سيتي غروب» تعود بقوة وفي موقع أحسن من منافسيها

«قلبت الطاولة» على منتقديها بـ4.4 مليار دولار أرباحا في الربع الأول.. وسهمها ارتفع بأكثر من 38% منذ بداية العام

مقر مجموعة «سيتي غروب» في نيويورك (أ.ف.ب)
TT

بدد إعلان مجموعة «سيتي غروب» المصرفية العملاقة تحقيق أرباح كبيرة غير متوقعة في الربع الأول من العام الحالي بلغت 4.43 مليار دولار، مع تجنيبها مخصصات أقل لتغطية خسائر القروض المتعثرة، سحب الشك والتشاؤم الكثيفة، التي غطت سماء الأسواق المالية العالمية عامة والأميركية خاصة، عقب اتهامات الاحتيال التي وجهتها الحكومة الأميركية إلى «غولدمان ساكس»، وكانت أرباح «سيتي» أفضل هدية لوول ستريت والأسواق المالية العالمية مع بداية تعاملات هذا الأسبوع، يوم الاثنين الماضي.

«سيتي غروب»، التي بلغ صافي الربح العائد للمساهمين فيها 15 سنتا للسهم مقارنة مع خسائر بلغت 966 مليون دولار أي 18 سنتا للسهم في الربع الأول من 2009، خالفت كل التوقعات بهذه النتائج التي تعتبر الأفضل لها منذ انفجار أزمة الائتمان في 2007، حيث «قلبت الطاولة» على كل منتقديها والمتشائمين بإخفاقها، خاصة منذ حصول المجموعة على دعم حكومي أميركي بمليارات الدولارات، حيث نهضت «سيتي غروب» من أزمتها مثل «العنقاء من رمادها»، وعادت بقوة إلى الساحة، وأصبحت بحسب محللين في موقع أقوى مقارنة بالبنوك الأميركية الأخرى، حيث نقلت «نيويورك تايمز» عن محللين قولهم إنه رغم أن بنوكا أميركية أخرى مثل «جي بي مورغان تشايس» و«بنك أوف أميركا»، حققت أرباحا جيدة في الربع الأول، فإن التحسن الملحوظ الذي عرفه أداء «سيتي غروب» يجعلها «لاعبا كبيرا في المداخيل الثابثة والأسواق الناشئة». وقالت «نيويورك تايمز» إنه حتى «أكثر منتقدي مجموعة (سيتي غروب)، الذي كان من أشد البنوك تضررا من تداعيات الأزمة المالية عامي 2008 و2009، بدأوا يعترفون بأنها في وضع أفضل من مثيلاتها»، ونقلت عن المحلل كريستوفر ويلان قوله «لقد قام (سيتي غروب) بتنظيف بيته أكثر بكثير من بنوك كبيرة أخرى مثل (جي بي مورغان تشايس) و(بنك أوف أميركا) خاصة (ويلز فارغو)».

وقالت «سيتي» إن الأداء القوي لسوق الأوراق المالية وتراجع عدد حالات إفلاس أصحاب القروض وخفض النفقات، أسهمت في تحقيق الأرباح المفاجئة التي تجاوزت تقديرات المجموعة، التي تدخلت الحكومة الأميركية لإنقاذها من الانهيار عام 2008.

وصرح فيكرام بانديت، الرئيس التنفيذي لـ«سيتي» «الشركة مختلفة تماما عن تلك التي كانت قبل عامين.. نحن فخورون بنتائج الربع الأول، لكننا ما زلنا حذرين بشأن الظروف في ظل الغموض الذي يحيط بتعافي الاقتصاد ومعدل البطالة المرتفع في الولايات المتحدة». وأضاف بانديت «إن البنك يمضي قدما على المسار للعودة للربحية المستدامة، ومن المنتظر السيطرة على الخسائر من الأصول عالية المخاطر إذا لم يتراجع الاقتصاد». وقد بلغت إيرادات «سيتي غروب» خلال الربع الأول من العام الحالي بمقدار 7.5 مليار دولار إلى 25.4 مليار دولار.

وكانت المجموعة قد سجلت خلال الأزمة المالية خسائر بمليارات الدولارات، منها 7.6 مليار دولار خلال الربع الأخير من العام الماضي حيث كانت تسدد القروض التي حصلت عليها من الحكومة.

وكانت الحكومة الأميركية قد استحوذت على 27% من أسهم «سيتي غروب» في إطار تدخل حكومي غير مسبوق لمنع انهيار النظام المصرفي الأميركي العام عام 2008، لكنها تعتزم بيع هذه الحصة خلال العام الحالي.

وقد حصلت على دعم حكومي قدره 45 مليار دولار في بداية الأزمة المالية، منها 20 مليار دولار كقروض، و25 مليار دولار قيمة الحصة التي حصلت عليها الحكومة. وقد سددت «سيتي» القرض الحكومي بالفعل. وارتفع سهم «سيتي غروب» 38 في المائة هذا العام حتى إغلاق يوم الجمعة الماضي متجاوزا صعود مؤشر «كيه بي دبليو» للبنوك 28 في المائة. ومع تحسن مستقبل الإقراض ارتفعت أسهم البنوك التي تنطوي على أكبر قدر من المخاطر أكثر من غيرها، لأن هذه البنوك ستستفيد أكثر من استقرار الاقتصاد.