«أرامكو» السعودية تؤكد انسحاب «كونوكو فيليبس» من مشروع مصفاة ينبع

الشركة الأميركية تعلل الانسحاب باستراتيجيتها لتقليص أنشطتها في مجال التكرير

TT

أعلنت شركة «أرامكو» السعودية أمس عن انسحاب شركة «كونوكو فيليبس» الأميركية من مشروع مصفاة ينبع، المخصصة للتصدير، وقالت الشركة أمس إنها تدرس الخيارات المتاحة لمواصلة تنفيذ مشروع المصفاة والارتقاء بربحيته إلى مستويات أعلى.

وكان من المقرر بناء المصفاة المزمعة في مدينة ينبع الصناعية، وأن تبلغ طاقتها التكريرية 400 ألف برميل يوميا.

وقالت الشركة أمس، إنها تلقت «إخطارا خطيا رسميا من شركة (كونوكو فيليبس) برغبتها في الانسحاب من مشروع مصفاة التصدير الجديدة المقرر إقامتها في ينبع على الساحل الغربي للمملكة على البحر الأحمر».

وقال خالد جاسم البوعينين، النائب الأعلى للرئيس للتكرير والتسويق والأعمال الدولية، إن مصفاة التصدير في ينبع هي مصفاة تحويل كامل مصممة لمعالجة الزيت الخام العربي الثقيل، وستنتج منتجات مكررة عالية الجودة ذات محتوي كبريتي منخفض للغاية، منها نحو 265 ألف برميل في اليوم من الديزل، و90 ألف برميل في اليوم من البنزين.

وقال البوعينين، إن منتجات المصفاة (ستكون مستوفية لأعلى المواصفات العالمية، ويمكن تسويقها عالميا في الأسواق التي تحقق أعلى الأرباح). وتوقع البوعينين أن يحقق المشروع عوائد عالية بسبب تكاليفه الرأسمالية الجاذبة وتمتع هيكل التكاليف التشغيلية لهذه المصفاة بأعلى المستويات العالمية، وكذلك لموقعها المثالي الذي يخدم الأسواق المحلية والعالمية.

وقال إنه «بالنظر إلى هذه المزايا، وبالإضافة إلى تمتع المصفاة بأعلى نوعية من المنتجات، فإننا نتوقع لهذه المصفاة أن تصبح من أكثر المصافي قدرة على المنافسة في العالم».

وقالت «أرامكو» أمس «إنها مع أسفها لانسحاب (كونوكو فيليبس) من هذا المشروع، فإنها تدرس الخيارات المتاحة لمواصلة تنفيذ مشروع مصفاة ينبع والارتقاء بربحيته إلى مستويات أعلى».

وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت عن شركة «كونوكو فيليبس» للنفط قولها أمس إنها انسحبت من مشروع لبناء مصفاة تكرير جديدة مع «أرامكو» السعودية، معللة ذلك باستراتيجيتها لتقليص أنشطتها في مجال التكرير.

وشأنها شأن سائر شركات تكرير النفط الرئيسية، تشهد «كونوكو» انكماشا في الأرباح في مجمعاتها التي تحول النفط الخام إلى البنزين ووقود الديزل، مع تآكل الطلب من جراء التباطؤ الاقتصادي العالمي.

وقال ويلي شيانغ، النائب الأول لرئيس الشركة لشؤون التكرير والتسويق والنقل، في بيان «قررنا في نهاية الأمر أن هذا المشروع لا ينسجم مع استراتيجيتنا الحالية لتقليص حضورنا في قطاع المصب».

كانت «كونوكو» باعت الأسبوع الماضي حصتها في مشروع رمال النفط الكندية إلى «سينوبك» الصينية، مقابل 4.65 مليار دولار، وذلك في إطار برنامج لبيع أصول بعشرة مليارات دولار بهدف تخفيف عبء الديون.

من جهة أخرى، تحدثت أنباء مؤخرا عن قرار شركة «أرامكو» وشركة «داو كيميكال» الأميركية نقل مجمع البتروكيماويات المشترك الذي كان مزمعا بناؤه في مدينة رأس تنورة أهم موانئ تصدير النفط السعودي على الخليج، إلى مدينة الجبيل شرق السعودية.

ويعد المشروع ثاني مشاريع شركة «أرامكو» في مجال البتروكيماويات بعد مشروع «بترو رابغ»، فيما تبلغ تكلفته المتوقعة 75 مليار ريال (20 مليار دولار)، ولم يعلم على الفور سبب نقل المشروع إلى موقعه الجديد في الجبيل، إلا أن توقعات أشارت إلى أن تكلفة المشروع والتكدس في الموقع جعلا الشركتين تعيدان النظر في خططهما. وكان من المتوقع أن ينتج المجمع حين اكتماله 8 ملايين طن سنويا من البتروكيماويات من 35 وحدة معالجة، لكن نقله إلى الجبيل سوف يقلص من حجم إنتاجه حسب توقعات. وبحسب مراقبين فإن الموقع الجديد للمشروع يناسب تنفيذه أكثر من الموقع الأول حيث تعد مدينة الجبيل مركزا رئيسيا لصناعة البتروكيماويات.

كما تضم مدينة الجبيل مصفاة طاقتها الإنتاجية 305 آلاف برميل يوميا، وتعتزم «أرامكو» وشركة «توتال» الفرنسية بناء مصفاة أخرى هناك بطاقة إنتاجية تبلغ 400 ألف برميل يوميا، مما سيوفر المواد الأولية التي يحتاجها المشروع من مواقع قريبة.