شركة «أبل» تحقق مكاسب غير مسبوقة من مبيعات «آي فون»

ارتفعت بنسبة 131% خلال الربع الرابع إلى 8.75 مليون وحدة

دعمت مبيعات «آي فون» لعملاء خارج الولايات المتحدة تحقيق مكاسب خيالية للشركة (أ ب)
TT

تزداد وتيرة ثورة تكنولوجيا عالم الكومبيوترات المحمولة التي أحدثتها شركة «أبل» قبل ثلاثة أعوام بالإعلان عن جهاز «آي فون»، لتجني الشركة حاليا مكاسب طائلة من وراء ذلك.

وأعلنت الشركة أول من أمس أن مبيعات جهاز «آي فون» ارتفعت بنسبة 131 في المائة خلال الربع الأخير لتصل إلى 8.75 مليون وحدة، وساعد ذلك شركة «أبل» على زيادة الأرباح بنسبة 90 في المائة، مع تحقيق زيادة في المبيعات نسبتها 49 في المائة.

وقال تيم كوك، رئيس العمليات في الشركة، خلال مكالمة جماعية مع المستثمرين «كانت لدينا معدلات نمو مفاجئة».

وقد حققت شركة «أبل» نتائج قوية بالنسبة للربع المنتهي في 31 مارس (آذار) الماضي، على الرغم من الانتعاش الاقتصادي البطيء وموسم ما بعد الإجازة الذي يشهد تباطؤا.

وارتفعت أسهم الشركة بنسبة تجاوزت 5 في المائة، لتصل قيمتها إلى معدلات قياسية، بعد الإعلان عن تقرير الأرباح. وقال ستيفن جوبز، الرئيس التنفيذي بشركة «أبل»، في تصريح «يسعدنا كثيرا الإعلان عن نتائج أفضل ربع نمر به في غير فترة الإجازة، وقد أطلقنا جهازنا الجديد (آي باد) الذي يحدث ثورة ويحبه المستخدمون، ولدينا الكثير من المنتجات الرائعة الأخرى نعمل على إصدارها العام الحالي».

وأعلنت شركة «أبل»، ومقرها كوبيرتينو في كاليفورنيا، أنها باعت 2.94 مليون جهاز كومبيوتر ماكنتوش، أي بزيادة 33 في المائة مقارنة بالمبيعات قبل عام، فيما تراجعت مبيعات جهاز «آي بود» بنسبة 1 في المائة لتصل إلى 10.9 مليون وحدة.

لكن، قالت الشركة إن التحول في المبيعات إلى أجهزة «آي بود تاتش» بدلا من الموديلات الأقل سعرا ساعد على ارتفاع عوائد جهاز «آي بود» بنسبة 12 في المائة.

وأصابت المبيعات المرتفعة من جهاز «آي فون»، وهو من بين المنتجات الأكثر ربحية بالنسبة لـ«أبل»، المحللين بالدهشة، وكانت أكثر ما أسعد المستثمرين. ويقول جين مونستر، وهو محلل لدى «بيبر جافري»: «يقوم من ليس لديهم منتجات أبل بشراء جهاز (آي فون). وأشك في أن ذلك سيكون له أثر واضح يعود بالنفع على المنتجات الأخرى لشركة (أبل)».

وكانت الزيادة السريعة في مبيعات أجهزة «آي فون» بسبب العملاء من خارج الولايات المتحدة. وارتفعت مبيعات الوحدات ستة أضعاف داخل آسيا، بنسبة 183 في المائة داخل اليابان وبنسبة 133 في المائة داخل أوروبا. وتمثل المبيعات الدولية 58 في المائة من عوائد الأشهر الثلاثة، حسب ما تقوله شركة «أبل».

ويقول آيه إم ساكوناغي، وهو محلل لدى «ستانفورد بيرنستين وشركاه»: «كان ربع العام مفاجئا بالنسبة للتوقعات». وقال إن أغلبية الزيادة كانت بسبب النمو غير المتوقع في مبيعات جهاز «آي فون»، مضيفا «يريد المستخدمون أجهزة كومبيوتر داخل جيوبهم، وتأتي شركتنا في طليعة القطاع».

وارتفع صافي دخل الشركة في الربع المنتهي في 31 مارس (آذار) الماضي بنسبة 90 في المائة، ليبلغ 3.07 مليار دولار (أو 3.33 دولار على السهم). ويأتي ذلك بالمقارنة مع 1.62 مليار دولار (أو 1.79 على السهم) قبل عام، بعد تعديلات بسبب تغير في نظام المحاسبة. وارتفعت العوائد بنسبة 49 في المائة لتصل إلى 13.5 مليار دولار بالمقارنة مع 9.08 مليار دولار بعد التعديلات.

وفي المتوسط، كان المحللون قد توقعوا أن تورد شركة «أبل» صافي دخل بنسبة 2.45 دولار على السهم لعائد قيمته 12 مليار دولار. وقالت الشركة إن هامش الربحية الإجمالي لديها ارتفع إلى 41.7 في المائة، من 39.9 في المائة قبل عام.

ووقف سهم «أبل» عند 244.59 دولار في نهاية التداول المعتاد. وبعد إعلان الشركة، ارتفعت السهم إلى نحو 257 دولار بعد ساعات ما بعد التداول. ولم يقم المسؤولون التنفيذيون داخل شركة «أبل» بتعريف المستثمرين بآخر الإحصاءات المرتبطة بمبيعات «آي باد»، وقالوا إنهم فوجئوا بالطلب الكبير على الكومبيوتر اللوحي.

وقال كوك، مسؤول العمليات «تصرفنا بجرأة مع السعر، ونعتقد أن سوق جهاز (آي باد) ستكون أكبر، ونريد الاستفادة من ميزة المبادرة الأولى في السوق». وقال إن إجمالي أرباح «أبل» سوف يتراجع خلال الربع الحالي بسبب السعر.

وقال ساكوناغي إن التحذير يبدو الشيء الوحيد الذي منع أسهم «أبل» من الارتفاع بدرجة أكبر. وقال «ربما كان الحماس أكثر لو لم يخفضوا توقعات الهوامش الإجمالية».

وبدأت مبيعات جهاز «آي باد» في 3 أبريل (نيسان) بعد نهاية الربع الثاني، وقالت شركة «أبل» إنها كانت قد شحنت 500 ألف وحدة خلال الأسبوع الأول. ويوم الثلاثاء، قالت «أبل» إن أجهزة «آي باد» معدة بالجيل الثالث من أجل بدء الشحن إلى عملاء في 30 أبريل (نيسان).

وتعد شركة «أبل» الشركة الوحيدة التي استفادت من التحول إلى الكومبيوتر المحمول. وأوردت شركة «غوغل» أخيرا أن مبيعات الأجهزة التي تشغل برنامج «أندرويد» قوية. لكن المنافسة القوية من جانب شركة «غوغل» لم تؤثر حتى الآن على مبيعات «آي فون».

وفي الواقع، فإن نشاط «آي فون» التابع لشركة «أبل»، والذي ارتفع بنسبة 90 في المائة خلال الربع الأخير من عام 2009 يحصل على دفعة كبيرة. وقال جوبز في وقت سابق من الشهر الحالي إن الشركة باعت أكثر من 50 مليون جهاز «آي فون» منذ أن قدمت الجهاز قبل ثلاثة أعوام.

ومن المتوقع أن تكشف شركة «أبل» عن إصدار جديد من الهاتف خلال الصيف الحالي. وجرى تسريب صور للجهاز خلال الأسبوع الحالي، بعد أن نسي مهندس بشركة «أبل» نموذجا أوليا في بار، واشترت مدونة متخصصة في مجال التقنية الهاتف من الشخص الذي عثر عليه.

ومن المتوقع شحن الجهاز الجديد مع إصدار جديد من برنامج التشغيل المتحرك لشركة «أبل»، ونظام إعلانات مدمج، وهو ما قد يحتمل أن يعزز من المنافسة الحامية فعلا بين شركة «غوغل» وشركة «أبل».

* خدمة «نيويورك تايمز»