النمسا: لن نقدم سنتا واحدا لليونان قبل طرح برنامج تقشف يقنع أعضاء منطقة اليورو

تحفظات أوروبية بشأن مساهماتها المالية

TT

أعلنت عواصم أوروبية مختلفة عن وجود تحفظات لديها بشأن مساهماتها المالية اللازمة لتنفيذ خطة أوروبية، بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، لمساعدة اليونان على تجاوز أزمة العجز في الموازنة، وبعد ساعات من إعلان برلين أنها لن تقدم أي مساهمة مالية قبل أن تطرح أثينا برنامجا مقنعا للتقشف لدول منطقة اليورو، ساندتها النمسا أمس، وأكد وزير المالية النمساوي يوزف برول أن بلاده «لن تقدم يورو واحدا لليونان ما دام ليس هناك نهج مشترك تجمع عليه دول منطقة العملة الأوروبية الموحدة» إزاء الأزمة التي تعصف بحكومة أثينا. وأوضح برول في تصريحات أمس أنه «في حين أن جميع التدابير القانونية قد اتخذت بالفعل لدفع الحصة المقررة على النمسا إلا أن فيينا لم ترسل أي مبالغ بعد». وشدد الوزير النمساوي على أن الشرط لتقديم المساعدة لليونان هو «الوفاء بالمعايير التي حددها صندوق النقد الدولي ومجموعة اليورو» ومن جانبه لفت المستشار النمساوي فيرنر فايمان إلى أن اليونان في حال لبى طلبها فستمنح «قرضا وليس هدية وعليها أن تعيده مع الفائدة»، مشيرا إلى ضرورة «التوافق الأوروبي المشترك لأن ذلك يروق لي أكثر» على حد قوله.

وكان المجلس الوزاري الأوروبي للشؤون الخارجية الذي اختتم أعماله في لوكسمبورغ أمس قد طلب من وزيري الخارجية في كل من ألمانيا وإيطاليا عقد مؤتمر صحافي لتوضيح المواقف بشأن المساهمة في الخطة الأوروبية لمساعدة اليونان. وقال وزير الخارجية الألماني جوديو فيسترفيله إن بلاده لن تقدم سنتا واحدا لليونان قبل طرحها برنامجا مقنعا للتقشف. وقال الوزير إن التسريع بالإعلان عن وعود حول مساعدات عاجلة من جانب البعض جعل حكومة أثينا تشعر بعدم وجود ضغوط كافية عليها، ومن غير المنطقي أن يساهم الأوروبي الذي يدفع الضرائب لحكومة بلاده في تحمل أخطار دول أخرى.

ومن جانبه قال الإيطالي فرانكي فراتيني إن الوقوف إلى جانب اليونان مصلحة وليس واجبا فقط. هذا وتتفاوض الحكومة اليونانية في الوقت الراهن مع صندوق النقد الدولي حول برنامج تقشفي للعامين 2011 و2012، باعتباره شرطا مسبقا للحصول على قرض أوروبي بقيمة ثلاثين مليار يورو هذا العام، فيما تحتاج أثينا إلى نحو ثمانية مليارات يورو ونصف بشكل عاجل قبل تاريخ التاسع عشر من مايو (أيار) المقبل. وفي الإطار نفسه تراجع اليورو مقابل الدولار يوم الثلاثاء حيث يريد المستثمرون وضوحا بشأن محادثات عن مساعدة مالية لليونان في حين دفعت المخاوف بشأن مخاطر الائتمان في دول أخرى المستثمرين لبيع العملة الموحدة. وتنتظر السوق تفاصيل عن مساعدة مالية تريدها أثينا من منطقة اليورو وصندوق النقد الدولي لسداد ديونها.