50 عاما

علي المزيد

TT

احتفلت الرياض الثلاثاء الماضي بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشاء أقدم مؤسسة مجتمع مدني في العاصمة السعودية، وهي الغرفة التجارية الصناعية في الرياض. وجاء الاحتفال بحضور الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي رعى الغرفة منذ أن كانت بذرة حتى أينعت ودنت قطوفها، لطيفا وخفيفا ومثبتا للحقوق التاريخية للمؤسسين.

ومن أجمل ما سمعت من المحتفلين هو ما سمعته من حسين العذل أمين عام الغرفة في حوار جانبي بيني وبينه، حيث قال نحن لا نحتفل بالإنجاز بل نراجعه لنستفيد من تجاربنا ونحاول الوصول إلى الأفضل. ومثله قال رجل الأعمال عبد العزيز بن محمد العجلان نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة، حيث أكد لي في حواري معه أن هدف احتفالهم هو مراجعة جوانب القوة وتعزيزها وجوانب الضعف ومراجعتها لتؤدي الغرفة دورها على أكمل وجه، مع اعترافه أن هذا عمل بشري طابعه عدم الكمال وإن كان يبدي رضا عن مجمل أنشطة الغرفة، وقد يكون معه حق.

وللأمانة، فإن الغرفة تقوم بدور إيجابي في المجال التجاري والتوعوي، فهي تنظم لقاءات ومنتديات، مثل منتدى الرياض الاقتصادي الذي بحق يعتبر نقلة نوعية في المجال الاقتصادي السعودي من حيث الدراسات المقدمة والمواضيع المطروحة، ويقوده مهندس من الطراز الأول هو رجل الأعمال سعد المعجل نائب رئيس الغرفة، وأعتبره دينامو الغرفة ومحركها حتى من حيث الرؤى، حيث تجده يؤمن على قول كل من ذكر تقصيرا على جانب من جوانب الغرفة، فتجده يعترف مباشرة بالتقصير ويؤكد أنه سيسعى لمعالجته عكس الآخرين الذين يحاولون نفي النقص ليستمر النقص دون معالجة.

من الجوانب التي ينتقدها المراقبون في الغرفة تعيين ستة أعضاء في مجلس الإدارة، وهو يمثل الثلث، في حين يتم انتخاب اثني عشر. المراقبون يقولون: ألم تبلغ الغرفة سن الرشد لتنتخب جميع أعضائها؟ ويطالبون بزيادة حجم التعاون بين الغرف السعودية بعد هذا العمر المديد وأقلها تنسيقا روزنامة المنتديات والمؤتمرات. أما ما يخص المنتسبين فهم يؤكدون أهمية خفض رسم الانتساب، ويقولون إنه حين تنتسب للغرفة في الشهر الحادي عشر من العام يؤخذ عليك رسم سنة كاملة وتطالب بالتجديد في السنة المقبلة، وهم يفترضون أن تأخذ الغرفة رسوم شهرين فقط بدلا من رسوم عام كامل. ودمتم.

* كاتب اقتصادي